عيد الأضحى يعيد الحياة لمعبر العريضة للمّ شمل السوريين واللبنانيين

دمشق – أعلنت السلطات السورية، مساء الأحد، إعادة فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان اعتبارا من الثلاثاء القادم، وذلك تزامنا مع قرب حلول عيد الأضحى.
وهذه الخطوة، ورغم استمرار أعمال الترميم والصيانة الجارية في المعبر، تأتي في إطار حرص السلطات على تسهيل تنقل الأهالي بين البلدين خلال عطلة العيد، لتعيد الحياة إلى أحد المعابر الحيوية التي تربط الجانبين.
وقالت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، في بيان "نحيط المسافرين الأكارم علما بأنه سيتم افتتاح معبر العريضة الحدودي مع لبنان أمام حركة عبور المسافرين صباح يوم الثلاثاء".
وتابعت "وذلك رغم استمرار أعمال الترميم والصيانة، حرصا منا على تسهيل تنقل الأهالي خلال عطلة عيد الأضحى المبارك" الذي يبدأ الجمعة القادم.
ويقع معبر العريضة في موقع استراتيجي يربط محافظة عكار شمالي لبنان بمحافظة طرطوس غربي سوريا.
ولم يكن هذا المعبر مجرد نقطة عبور اعتيادية، بل كان مسرحًا لأحداث عسكرية طالت بنيته التحتية بشكل مباشر.
ففي ديسمبر 2024، وقبل سقوط نظام الأسد، تعرض المعبر لغارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت الجسر الرابط بين الجانبين اللبناني والسوري، بالإضافة إلى تضرر منشآت عديدة ضمن المعبر.
وقد أدت هذه الهجمات إلى خروج المعبر عن الخدمة وإغلاق هذا الطريق الحيوي بشكل كامل، مما عكس تأثير الصراعات الإقليمية على البنية التحتية المدنية والحركة بين الدول.
منذ ذلك الحين، شرعت كل من السلطات السورية واللبنانية في تنفيذ أعمال صيانة وترميم مكثفة على جانبيهما من المعبر.
وسعت دمشق لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، بينما نفذت بيروت جهودًا مماثلة لإصلاح الأضرار التي لحقت بالجانب اللبناني نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف المنطقة الحدودية بين سبتمبر ونوفمبر الماضيين.
ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات قائمة، حيث أن إعادة الفتح تتم "رغم استمرار أعمال الترميم والصيانة"، مما يشير إلى أن المعبر لم يستعد كامل طاقته التشغيلية بعد، لكن الضرورات الاجتماعية والاقتصادية خلال فترة الأعياد قد فرضت تسريع عملية الافتتاح.
يعتبر معبر العريضة واحدا من ستة معابر رسمية تربط سوريا ولبنان، وتشمل المعابر الأخرى المصنع (يابوس)، جوسية، الدبوسية، تلكلخ، ومطربا. هذه المعابر تشكل شرايين حيوية للحركة التجارية والبشرية بين البلدين، وتلعب دورا محوريًا في تسهيل الروابط الاقتصادية والاجتماعية.
وإعادة فتح العريضة، ولو بشكل جزئي، تعد خطوة مهمة نحو استعادة النشاط الطبيعي في المنطقة، وتخفيف العبء عن المعابر الأخرى، خاصة مع زيادة حركة المسافرين خلال الأعياد.
وتأتي هذه التطورات في ظل واقع جيوسياسي معقد، حيث تحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في سوريا ولبنان وفلسطين، وتواصل رفضها للانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.