عون يستكمل في الكويت مسار تخليص العلاقات اللبنانية - الخليجية من تأثيرات حزب الله السلبية

الكويت - أعلن أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الاثنين، رفع التمثيل الدبلوماسي بين بلاده ولبنان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية و”إعادتها إلى وضعها الأمثل،” بحسب ما ورد في بيان رسمي.
وتحيل العبارة الأخيرة على مرور العلاقات اللبنانية – الخليجية خلال السنوات الأخيرة بفترة ضعف وتراجع جرّاء تعاظم تأثير إيران في لبنان بفعل الحضور القوي لذراعها هناك حزب الله ما تسبب بحالة من الفتور لدى البلدان الخليجية تجاه البلد الذي كثيرا ما حظي بمساعدة تلك البلدان ودعمها المادي والسياسي القوي.
وانعكس ضمور نفوذ حزب الله وسلطته جرّاء الضربات القاصمة التي تلقاها على يد إسرائيل وأيضا نتيجة خسارة حليفه الإقليمي نظام آل الأسد في سوريا، بشكل آلي على العلاقات اللبنانية – الخليجية التي تشهد عملية إعادة تنشيط سريعة تجلّت في تكثيف التواصل بين بيروت وعواصم الخليج ومن ذلك زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الكويت.
وجاء قرار رفع التمثيل الدبلوماسي خلال لقاء الأمير الشيخ مشعل الأحمد بالرئيس عون الذي بدأ الأحد زيارة رسمية إلى الكويت على رأس وفد رفيع المستوى، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وذكر البيان أن أمير الكويت أكد للرئيس اللبناني خلال استقباله في الديوان الأميري حرص بلاده على دعم لبنان وتعزيز العلاقات الكويتية – اللبنانية والخليجية.
وأثنى الشيخ مشعل على التعاون الأمني بين لبنان والكويت الذي يعد “ركنا أساسيا في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وخصوصا في مجال مكافحة تهريب المخدرات من خلال الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة”.
وقال “ندعم جهود المجموعة الخماسية لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش كي تواصل دورها وندين الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ونطالب بتنفيذ القرار 1701 ووقف إطلاق النار”.
وتضم اللجنة الخماسية ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة “يونيفيل”، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي عام 2006 اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 1701 بهدف وقف الأعمال العدائية بين “حزب الله” وإسرائيل، ودعا إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وشدد أمير الكويت للرئيس عون “وقوفه إلى جانب لبنان ودعم أمنه واستقراره، وكل ما تتخذه الدولة من إجراءات لبسط سيادتها”.
وأشار البيان إلى أن الشيخ مشعل أبلغ الرئيس عون برفع التمثيل الدبلوماسي بين الكويت ولبنان بهدف “تعزيز العلاقات الثنائية وإعادتها إلى وضعها الأمثل”.
ما تشهده العلاقات اللبنانية – الخليجية من زخم جديد نتيجة مباشرة لتراجع التأثير الإيراني في الساحة اللبنانية بسبب ضمور نفوذ حزب الله وسلطته
من جهته، شكر عون أمير الكويت على “العاطفة التي أبداها تجاه لبنان وعلى وقوف الكويت إلى جانب الشعب اللبناني مقدرا احتضان دولة الكويت للبنانيين فيها،” وفق البيان. وقال “ما سمعته من سمو أمير الكويت يعبر عن اهتمام وحرص كبيرين على لبنان ومحبة كبيرة للبنانيين بقدر محبة اللبنانيين للكويتيين”.
كما وجه دعوة رسمية إلى أمير الكويت لزيارة لبنان ووعد الشيخ مشعل الأحمد بتلبيتها.
والتقى الرئيس اللبناني أيضا خلال زيارته الكويت برئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح وفق بيان الرئاسة اللبنانية.
وأعلن الشيخ فهد أن “الكويت ماضية في تقديم المساعدة للبنان، وجاهزة لكل ما يطلبه في هذا الإطار.” وأكد إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.
وقال إنّ “التعاون قائم بين الأجهزة الأمنية الكويتية واللبنانية، ولاسيما في مجال مكافحة المخدرات، والمعلومات المتبادلة أدت إلى كشف عدة محاولات لتهريب المخدرات إلى الكويت”.
وجرى خلال اللقاء التوافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ولاحقا التقى الرئيس عون ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وبحث معه ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية الكويتية وإعادة إحياء الاتفاقيات بين البلدين ورفع حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري.
ولفت بيان الرئاسة اللبنانية إلى أن اللقاء تناول أيضا القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بغداد، وأهميتها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة.
وأشار إلى أنه جرى خلال اللقاء أيضا بحث القمة الخليجية – الأميركية التي تعقد الثلاثاء في السعودية بين دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.