عون يرسل إشارات عن بوادر انفراجة حكومية في لبنان

الرئيس اللبناني يتهم جهات لم يسمها بوضع العراقيل طيلة الفترة الماضية أمام الحلول السياسية.
السبت 2021/08/14
عون يسعى لطمأنة اللبنانيين رغم صعوبة الوضع

بيروت- أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون عن أن مسار تشكيل الحكومة سالك، وأعرب عن أمله بخروج "الدخان الأبيض" قريبا في وقت يواصل فيه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مشاوراته السياسية بشأن تشكيلة الحكومة.

وقال عون "نأمل أن نتمكن من تحمّل الأعباء الواجبة لمواجهة تراكم الأزمات لإرضاء تطلعات اللبنانيين وآمل أن يخرج الدخان الأبيض قريبا في لبنان" في إشارة إلى حدوث انفراجة قريبة لحل الأزمات المتراكمة.

وأضاف خلال لقائه مع وفد شبابي بالقصر الرئاسي في بعبدا "الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان هي نتيجة تراكمات سياسات مالية خاطئة، لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تقضي على عزيمتنا في المضي قدمًا بمعالجة تداعياتها".

واعتبر أن أيّ موقف أو قرار إصلاحي اتخذه جوبه بعراقيل جمّة، هدفها "وضع العصيّ في الدواليب لغايات باتت مكشوفة للجميع محليا ودوليا" على حد قوله.

وكان عون كلف في السادس والعشرين من  يوليو الماضي، نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة تأتي خلفا لحكومة تصريف الأعمال الراهنة التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس 2020.

وسبق هذا التكليف اعتذار رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، منتصف يوليو الماضي، بعد 9 أشهر من تكليفه، جراء عدم التوافق مع عون حول تشكيلتها.

وفي خضم تعقيدات الوضع على المشهد السياسي حاول عون تحميل أطراف خارجية مسؤولية الأزمة في محاولة للتنصل من مسؤولياته.

وسعى عون لإلقاء كرة الفشل في تشكيل الحكومة في ملعب الحريري الذي حرص على تشكيل حكومة "اختصاصيين"، وذلك وفق المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان.

ويزيد التأخر في تشكيل الحكومة الوضع سوءًا في بلد يعاني منذ أواخر 2019 أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ما أدى إلى انهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.

إلا أن ميقاتي صرح مؤخرا بأن عملية تشكيل الحكومة تسير في المسار الصحيح في سبيل الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة التي يشترط المجتمع الدولي إقرارها لدعم لبنان.

وينظر إلى الحكومة على أنها ستكون أمام تحديات كبيرة في التعامل مع سياسة تقاسم السلطة في لبنان والاتفاق على حكومة تقف في وجه أزمة مالية خانقة، في حال مرت من عقدة الرئيس عون للوصول إلى إصلاحات عميقة يتطلبها الحصول على تمويلات خارجية للمساعدة على النهوض بالاقتصاد المتدهور.