عون يأمل في مساعدة إيران لحل أزمة النزوح السوري

لبنان يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري فروا من العنف الذي يعصف بالبلاد منذ اندلاع ثورة 2011 ضد بشار الأسد.
السبت 2022/03/26
التمسك بعودة النازح السوري

بيروت – يأمل الرئيس اللبناني ميشال عون الرافض بشدة لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، في دور إيراني أكبر لإيجاد حل لأزمة النزوح السوري، الذي بات يشكل عبئا اجتماعيا وماليا كبيرا على لبنان المثقل بالأزمات.

وناقش عون ملف النازحين السوريين خلال استقباله الجمعة في بيروت، وزير الخارجية الإيراني حسين أمبر عبداللهيان الذي يؤدي زيارة عمال إلى لبنان.

ويتهم عون اللاجئين السوريين في لبنان بإلحاق خسائر فادحة بالبلاد قدرت بنحو 45 مليار دولار، وإيصال البلاد إلى وضع اقتصادي حرج، وبتسببهم في خسارات متلاحقة في قيمة الليرة اللبنانية.

وسجل لبنان في الفترة الأخيرة تعالي الأصوات المطالبة برحيل اللاجئين السوريين، وعلى رأسها الرئيس عون وحزبه التيار الوطني الحر.

ويقول متابعون إن الرئيس اللبناني دأب على استغلال ملف النازحين السوريين في التستر على المشكلات الداخلية.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط الحكومة في لبنان وعلى رأسها عون، بدأ الأخير والفريق الحزبي المناصر له بالحديث عن ضرورة عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى مناطق سيطرة بشار الأسد.

ويرى مراقبون أن تركيز عون على أزمة النازحين يعود إلى مخاوف من وجود توجه دولي لتوطينهم في لبنان، ما سينعكس بشكل واضح على التركيبة الطائفية في هذا البلد.

وتساءلت أوساط لبنانية كيف يمكن لعون تجاهل الواقع المتمثل في أنّ النظام السوري نفسه لا يريد عودة اللاجئين السوريين إلى المدن التي نزحوا منها من جهة، والدور الذي لعبه حزب الله في تهجير سوريين من أراضيهم إلى لبنان من جهة أخرى.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن قسما كبيرا من السوريين الذين نزحوا إلى لبنان جاء من مناطق حدودية، حرص حزب الله على التمركز فيها وتغيير طبيعة التركيبة السكانية فيها، عن طريق نقل شيعة لبنانيين وعراقيين إليها.

ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري فروا من العنف الذي يعصف بالبلاد منذ 2011، وسُجلت عودة المئات منهم في السنوات الأخيرة، بيد أن أكثرهم ما زالوا مترددين في اتخاذ هكذا خطوة، في غياب ضمانات دولية بعدم تعرضهم لعمليات تنكيل من قبل السلطات السورية، التي تصنف معظمهم في خانة المعارضين.

وكشف عون مؤخرا عن وضع خطة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بالتنسيق مع سوريا والدول المهتمة بشؤونهم.

وتتضمن الخطة “التمسك بعودة النازح السوري وعدم ربط العودة بالعملية السياسية في سوريا”.

وتشدد على “ضرورة الانفتاح والتعاون والتنسيق مع الأطراف المعنية بالنزوح، لضمان عودة آمنة للنازحين، والاستناد إلى التجارب الدولية في حالات مماثلة، واحترام حقوق الإنسان، والالتزام بمبدأ عدم العودة القسرية”.

2