عون في لقائه بشينكر: نراهن على الدور الأميركي لتسوية ملف ترسيم الحدود

أهداف شينكر من زيارته إلى لبنان لا تنحصر في ملف ترسيم الحدود، بل تشمل أبعاد الأزمة الداخلية مع تراجع فرص نجاح المبادرة الفرنسية.
الجمعة 2020/10/16
حراك مكثف لشينكر في لبنان

بيروت- يواصل مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفيد شينكر زيارته للبنان حيث أجرى سلسلة لقاءات مع زعامات روحية وسياسية، كان آخرها لقائه الجمعة بالرئيس ميشال عون في قصر بعبدا لمناقشة أبرز الملفات على الساحة الداخلية وأبرزها ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.

وأكد عون أن لبنان يعوّل على الدور الأميركي الوسيط للوصول الى حلول عادلة خلال المفاوضات التي بدأت قبل أيام لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، معتبرا أن هذا الدور يمكن أن يساعد في تذليل الصعوبات التي قد تعترض عملية التفاوض”.

وترأس شينكر الوفد الأميركي المشارك في المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية باعتباره مكلفا من الإدارة الأميركية بمتابعة ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية مع إسرائيل، وكان افتتح الأربعاء الجولة الأولى لها التي جرت في مقر الأمم المتحدة بالناقورة جنوب البلاد.

وأكد شينكر على استمرار الوساطة الذي تضطلع بها بلاده في المفاوضات على ترسيم الحدود وأعرب عن أمله في أن تصل المفاوضات إلى نتائج إيجابية.

ويرى مراقبون أن جولة شينكر على الزعامات الروحية والسياسية كلقائه الخميس بالكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يشي بأن أهداف شينكر من زيارته لا تنحصر في ملف ترسيم الحدود، بل وتشمل أيضا أبعاد الأزمة الداخلية في لبنان مع تراجع فرص نجاح المبادرة الفرنسية.

شينكر أكد على استمرار الوساطة الذي تضطلع بها بلاده في المفاوضات على ترسيم الحدود

وبعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة يجد اللبنانيون أنفسهم في متاهة التوافق على شخصية رئيس وزراء جديد، رغم أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري طرح نفسه مرشحا لهذا المنصب بعد أن تعفف عليه لأشهر.

وبخصوص تشكيل الحكومة أكد الرئيس اللبناني للموفد الأميركي أن المشاورات جارية لتشكيل حكومة تركز على تحقيق الإصلاحات الضرورية للنهوض بالبلاد من الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية التي تمر بها.

وشدد شينكر على ضرورة تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان وأعرب عن أمله في “أن يتم تشكيل حكومة تعنى بتحقيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية”.

ولا تزال حظوظ رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري قائمة في تشكيل الحكومة بعد إرجاء الاستشارات النيابية التي كانَ من المقرر إجراؤها الخميس.

وكانت رئاسة الجهورية أجلت موعد الاستشارات النيابية المفترض اجراؤها الخميس بناء على طلب بعض الكتل النيابية وأولها كتلة التنمية والتحرير.

وفشلت القوى السياسية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خارطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة "بمهمة محددة" تنكب على إجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي.

وأثار اعتذار أديب، غضب فرنسا الذي جاء على شكل اتهامات وجهها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف متهما لها بـ"خيانة جماعية".