"عود الحنا".. مسرحية قطرية مستلهمة من عوالم الحكايات الشعبية

التراث الشعبي غني بالقصص والحكايات التي يمكن أن يستفيد منها الكتاب والمخرجون لإنتاج أعمال مسرحية ودرامية.
الثلاثاء 2023/05/30
طرح بسيط لمشاكل اجتماعية

الدوحة – شهد مهرجان الدوحة المسرحي الخامس والثلاثون عرض مسرحية “عود الحنا”، وذلك ضمن عروضه التي يقدم فيها لمحة عن المسرح القطري والخليجي.

وقام المهرجان هذا العام تحت عنوان “خمسون عاما مسرح” في الفترة من السادس عشر حتى التاسع والعشرين من مايو الجاري على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”.

ومسرحية “عود الحنا” تأليف وإخراج سعد بورشيد، عن بحث للكاتب صالح غريب، وهي مأخوذة عن حكاية شعبية من التراث القطري.

وقال الكاتب صالح غريب في تصريح له إن “عود الحنا” ينتمي إلى نوعية العروض الشعبية قرأها المخرج من كتاب صدر عن مركز التراث الشعبي الخليجي والذي كان مقره في الدوحة، وأعدها المخرج سعد بورشيد برؤية فنية تصلح للمعالجة المسرحية، مؤكدا أن التراث الشعبي غني بالقصص والحكايات التي يجب أن يستفيد منها الكتاب والمخرجون لإنتاج أعمال مسرحية ودرامية تعبر عن تراثنا في إطار التعبير عن الهوية الوطنية واهتمام دولة قطر بتراثها الوطني.

وقالت الفنانة العراقية سولاف جليل في ندوة عقدت عقب العرض المسرحي إن “عود الحنا” عرض مسرحي فيه رؤية تعزز التراث الوطني في قطر، وقد اشتمل على العديد من العناصر الفنية المبهرة، كما تضمن تنوعا في تقديم المشاعر ما بين الحزن والكوميديا، فضلا عن الاحتفاء بالغناء الشعبي القطري ما جعل العرض شيقا، مشيدة بأداء فريق العمل وأن كل شخصية في المسرحية ربما تكون لها قصة مع شجرة الحنا.

المهرجان في نسخته الجديدة قدم عددا من العروض المسرحية التي تتنوع في أساليب طرحها، ولكنها تتفق على محاولتها مقاربة الواقع العربي

وحول دوره في المسرحية، أكد الفنان فرج سعد أنه شارك في “عود الحنا” بدور أبوفرج المشعوذ الذي يدعي بأنه يعالج السحر، موضحا أن الدور اتسم ببعض السمات الكوميدية التي صنعت حالة من البهجة في العرض.

وأشار سعد إلى أن العمل ينتمي إلى نوعية العروض الشعبية التراثية التي تناقش قضية اجتماعية مهمة وتلامس الجمهور بخفتها وبساطة طرحها وتناولها، مبينا أن العرض قدم لأول مرة بعض المقاطع الغنائية والموسيقية “لايف”، الأمر الذي وجد قبولا من الجمهور.

وقد لاقت مسرحية “عود الحنا” تفاعلا من قبل الجمهور الذي شاهدها وتأثر بالنص القوي والأداء التمثيلي الممتع على الخشبة، علاوة على الرؤية الإخراجية التي ظهرت في تفاصيل العرض وكذلك في السينوغرافيا واستخدام مساحة خشبة المسرح بشكل جيد، مما ساهم في نجاح وتميز العرض.

وشهدت الندوة عدة تعقيبات من الحضور تناولت العرض بالنقد والتحليل، ليرد مخرج العمل الفنان سعد بورشيد بأن كافة الانتقادات والآراء محل تقدير، غير أنه أراد أن يقدم عملا يعبر عن التراث الغني وبرؤية فنية.

واختتم المهرجان عروضه الاثنين بالعرض المسرحي “نزيف العمر” من تأليف الدكتور حسن رشيد وإخراج علي الشرشني. واحتفى المهرجان هذا العام بمسيرة المسرح القطري منذ تأسيسه وحتى اليوم، متضمنا 13 عرضا مسرحيا.

ويذكر أن الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي انطلقت في السادس عشر من مايو وتواصلت إلى التاسع والعشرين من مايو على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”.

وقدم المهرجان في نسخته الجديدة عددا من العروض المسرحية التي تتنوع في أساليب طرحها، ولكنها تتفق على محاولتها مقاربة الواقع العربي وسبر أغوار المجتمعات العربية لتفكيك ما تواجهه اليوم من تحديات ومآزق، وهو ما يعتبر استعادة للدور الاجتماعي للمسرح.

13