عودة مهرجان الأغنية العمانية بعد انقطاع لسبع سنوات

النسخة الثانية عشرة من المهرجان تستقطب جميع المواهب.
الأربعاء 2023/08/23
نقلة نوعية مهمة في مسيرة الأغنية العُمانية

تزخر سلطنة عمان بتنوع ثقافي كبير ساهم في ترسيخه العمق الحضاري للبلاد، والذي أفرز بدوره تنوعا فنيا كبيرا، تشكّل بفعل الانفتاح على الآخر والتلاقح الحضاري، فحفلت السلطنة بعدة مفردات فنية لها بصمتها وخصوصيتها، ومن هذه المفردات الأغاني العمانية التي تتميز بكلماتها وألحانها وطرق أدائها، ولكن فناني عمان يقرون بضرورة العناية بها أكثر وتوفير منبر جامع لها.

عمر الخروصي

مسقط– تنطلق في شهر ديسمبر المقبل فعاليات مهرجان الأغنية العُمانية في نسخته الثانية عشرة بتنظيم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، وسط ترحيب من مختلف الأوساط الثقافية والفنية العمانية بعودة الحدث الفني الأبرز في البلاد بعد توقف طال نسبيا.

ويهدف المهرجان الذي يعود بعد انقطاع دام سبع سنوات إلى استقطاب المواهب الغنائية العُمانية، ورعايتها وتحفيزها والتركيز علـى إبداعاتها وإمكاناتها الفنية، والوصول إلى الجماهير حيث كانت، وتعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية المختلفة والقطاع الخاص في إثراء الجوانب الثقافية والفنية، بالإضافة إلى العمل على تدوير المهرجان والخروج به من النمطية المعهودة.

ووضعت اللجنة شروطًا بأنه يحق لجميع الموهوبين العُمانيين في مجال الغناء المشاركة في المهرجان، كما أن المشاركة للفئة العمرية من 18 إلى 36 سنة، ويحق للشعراء العُمانيين التعاون مع المشاركين بنصّين فقط، على أن تكون المواضيع تقتصر على العاطفة، والوصف (الطبيعة والإنسان)، شريطة أن تكون تلك النصوص قد أجيزت مسبقًا من قبل اللجنة المختصة بالوزارة.

استمرار المهرجان هذا العام يأتي إيمانا بأهمية هذا الحدث الذي يعد أحد الأركان المهمة في المشهد الثقافي

كما يحق للملحّنين العُمانيين التعاون مع المشاركين بلحنين فقط، ويسمح للمتقدمين للمسابقة المشاركة بأغنية واحدة فقط، وألاّ تزيد مدة الأغنية عن خمس دقائق في مجملها، ويكون النص واللحن جديدين لم يسبق نشرهما سابقا، على أن يكون آخر موعد لاستلام الأعمال الغنائية يوم 9 نوفمبر القادم.

وقال سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة في تصريح له “إن مهرجان الأغنية العُمانية يعد من أحد المهرجانات المهمة والتي دائمًا ما تشكل نقلة نوعية مهمة في مسيرة الأغنية العُمانية سواء للمطرب أو الملحّن أو الشاعر، كما يلبّي متطلبات المشهد الثقافي العُماني ويساير التطلعات والتطورات المتجددة في المشهد الفني”.

وأضاف أنه “منذ انطلاق مهرجان الأغنية العُمانية الأول في عام 1994 استطاع أن يسهم في تطوير الأغنية العُمانية، ويُلبّي الطموحات والآمال المعقودة عليه من خلال استمرار الإبداع الفكري للعُماني في المجال الفني واكتشاف المواهب والعناصر القادرة على رفد ذلك الإبداع، وإظهار جيل جديد من الفنانين في الساحة الفنية العُمانية”.

ووضح أن الإعلان عن استمرار مهرجان الأغنية العُمانية هذا العام يأتي إيمانًا بأهمية هذا الحدث الفني الثقافي الذي يعد أحد الأركان المهمة في المشهد الثقافي ودوره البالغ في النهوض بالمبدعين العُمانيين في المجال الفني والموسيقي، ويسهم في تمكين وتشجيع ورعاية المبدعين في هذا المجال، ودعم الإنتاج الثقافي الفني والذي يعد ضمن توجهات الوزارة لتحقيق الإستراتيجية الثقافية بما يتواءم مع أهداف رؤية “عُمان 2040”.

وكانت الدورة الأخيرة (الحادية عشرة) من المهرجان قد انتظمت في شهر نوفمبر من عام 2015، وقد ركز المهرجان خلالها على الاحتفاء بالفن العماني الأصيل، إضافة إلى مناقشة العديد من الموضوعات الموسيقية.

يحق لجميع الموهوبين المشاركة في المهرجان
يحق لجميع الموهوبين المشاركة في المهرجان

وقد استضاف المهرجان في دورته تلك العديد من ضيوف الشرف، كما كرم الفنانة اللبنانية هيام يونس، والتي عبرت عن عميق امتنانها لدعوتها إلى المهرجان، وتكريمها عن مشوارها الفني، ولما قدمته للأغنية العربية المغناة بالفصحى أو الأغنية الشعبية.

وناقش المهرجان في ندوة خاصة “الأغنية العمانية بين التراث والحداثة”، وتمثل مثل هذه الندوات فرصة لنقاش الواقع الفني والوقوف على أهم رهاناته، ولذا ستتواصل مع عودة المهرجان وإن بطرق مستحدثة لتحقيق نجاعة أكبر.

الجدير بالذكر أن أولى نسخ مهرجان الأغنية العُمانية انطلقت في ديسمبر 1994 وحقق جائزة البلبل الذهبي آنذاك الفنان أحمد الحارثي، فيما جاءت جائزة البلبل الفضي من نصيب الفنان ماجد المرزوقي، وحققت الفنانة فاطمة الفارسية جائزة البلبل البرونزي، وكانت لجنة التحكيم مكوّنة من الشاعر البحريني عيسى بن راشد آل خليفة – رحمه الله – والملحّن الدكتور عبدالرب إدريس والملحّن حلمي بكر والملحّن السيد خالد بن حمد البوسعيدي والشاعر هلال العامري والموسيقي الدكتور محمد ياقوت.

13