عودة لمفاوضات التسوية السياسية في اليمن بعد اعتراضات كادت تقوضها

محمد علي الحوثي يتراجع عن اعتراضه على اتفاق السلام ويتقدم باعتذار للوفد السعودي ويعبر عن ترحيبه بالوساطة في إنهاء الحرب في اليمن.
الأربعاء 2023/04/12
الوفدان السعودي والعماني أوشكا على الانسحاب من المفوضات

صنعاء – أفادت وسائل إعلام يمنية اليوم الأربعاء بأن محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى بالمنظومة العدلية، ورئيس ما يسمى اللجنة الثورية للحوثيين، سابقا، تراجع عن اعتراضه على الاتفاق السلام بعدما كاد يتسبب في تقويض مفاوضات التسوية السياسية في اليمن.

ومنذ مساء الاحد الماضي، يجري الوفدين السعودي والعماني، مباحثات مع قيادات حوثية، بغية التوصل لاتفاق سلام بين اليمنيين، عقب التقارب الأخير بين الرياض وطهران.

وقدم القيادي الحوثي اعتذارا للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بإعادة نشر تغريدة سابقة له بشأن الجهود الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب في اليمن، قائلا "أمام كل نداء لإيقاف الحرب كنا مرحبين، بل ذهبنا لأبعد من ذلك بإعلان مبادرات متعددة وكان منها التوقف من طرف واحد".

وأضاف "وكل ما ذهبنا إليه في ذلك وما قدم من أجل السلام كان ولازال عن قناعة بأن ثمرة أي حرب ليست إلا الدمار، وأن مصيرها - مهما طالت - الحوار في النهاية، وقد قلناها في مناسباتنا".

ويأتي هذا التراجع بعد تصرفات "بلطجية" قام بها محمد الحوثي، حسب وصف الصحافي أسامة الشرمي، الذي كشف قيام القيادي الحوثي بالدخول عنوة إلى القصر الرئاسي، وأهان ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، والناطق الرسمي لجماعة الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام عندما عرف بتفاصيل الاتفاق بينهم مع الوفد السعودي والعماني.

وقال الشرمي في تسجيل صوتي "كانوا قد اتفقوا على عودة المشاورات اليمنية -اليمنية، وتثبيت الهدنة وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ووقف إطلاق النار، والنقاط التي تم الاتفاق عليها في مسقط، وتمت موافقة المشاط وعبدالسلام والإيرانيين وحتى زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي نفسه.

وأضاف "لكن عندما وصلت الوفود إلى صنعاء، لإثبات جدية السعوديين والعمانيين للوساطة ما بين الشرعية وجماعة الحوثي، طرحت نقاط الاتفاق، دخل عليهم محمد علي الحوثي وأهان المشاط ومحمد عبدالسلام، باعتبارهما "زنابيل" بينما محمد علي الحوثي "هاشمي"، ابن عم عبدالملك".

وأشار الشرمي إلى أنه "تم إلغاء الاتفاق بعد إهانة الحوثي للمشاط وعبدالسلام، لكن اليوم الأربعاء بعد ضغط كبير جدا وبعدما كانت الوفود على وشك المغادرة، التزم محمد علي الحوثي بأخذ ثور وتحكيم السفير السعودي ويبدو أن العملية ستعود وسنسمع اخبار جيدة خلال الايام القادمة".

وشهدت الساعات الأخيرة من مباحثات الوفدين السعودي والعماني، الجارية مع الحوثيين بصنعاء، تعقيدا جديدا، إثر اشتراطات وتعنّت حوثي، تزامن مع تصعيد عسكري جديد من قبلهم، في محافظات مأرب ولحج والحديدة وأبين.

وأثار تلكؤ الحوثيين الجديد في المحادثات التي لا تزال جارية بصنعاء، مخاوف لدى اليمنيين من تعثّر التقدم الذي يشهده المسار الانساني، في ملف الأسرى والمختطفين، الذي يعدّ اختبارًا لحسن النوايا ودافعًا أمثل لأي تقدم سياسي.

ويعتقد خبير الشؤون العسكرية، علي الذهب في تغريدة على تويتر، أنه كان ينبغي على الحكومة، عدم السماح بأي محاولة للفصل بين الملف الإنساني والملف السياسي، إذ استخدم الحوثي ناقلة صافر ورقة سياسية، وكذلك فعل مع الأسرى.

وفي المقابل، يبدو ماجد فضائل المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين، عضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الانسان، متفائلًا بعدم تأثر هذا الملف، بالتطورات الجديدة.

وقال فضائل في تصريح صحافي إن ملف الأسرى والمختطفين ماض، ولم يتبق سوى عدة ساعات على البدء في تنفيذ عملية التبادل، "والتقدم في هذا الملف يشكّل دافعًا إيجابيًا لبقية الملفات الأخرى، رغم عدم انفصاله عنها".

وكشف فضائل، مساء الثلاثاء، عن برنامج تبادل الأسرى مع جماعة الحوثيين، والمتضمن إطلاق سراح 887 من الجانبين .

وقال فضائل، إن "عملية تبادل الأسرى مع جماعة الحوثي تنطلق الخميس بإطلاق سراح 322 أسيرا، بينهم 72 تابعين للحكومة و250 من الحوثيين".

وأضاف "تشمل العملية في اليوم الأول (الخميس)، إطلاق سراح وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي (شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي)".

واعُتقل وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، قائد القوات الخاصة، في أواخر مارس 2015، في بلدة العند شمالي محافظة لحج (جنوب)، خلال قيادتهما معركة ضد للحوثيين.

وتابع فضائل "في اليوم التالي (الجمعة)، سيتم إطلاق 371 من الجانبين، 350 حوثيا، و21 من الجانب الحكومي، بينهم (عفاش طارق)، نجل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبدالله صالح وشقيقه (محمد بن محمد عبدالله صالح)، بالإضافة إلى 19 من قوات التحالف العربي، بينهم 16 سعوديًّا و3 سودانيين".
ووفق فضائل "تشمل عملية التبادل في اليوم الثالث السبت، إطلاق سراح 196 من الجانبين، بينهم 89 من الجانب الحكومي ضمنهم 4 صحافيين محكوم عليهم بالإعدام وأولاد نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، و107 من جماعة الحوثي".
وكان مصدر حكومي يمني قال في وقت سابق الثلاثاء، بأن عملية تبادل للأسرى مع الحوثيين تبدأ الخميس المقبل في عدد من المحافظات.

وأضاف "تتخلل عملية تبادل الأسرى رحلات طيران بين صنعاء (شمال) وعدن (جنوب) ومأرب (وسط)، ومطار أبها في المملكة العربية السعودية".

وكان فضائل قد قال للأناضول في وقت سابق اليوم، إن "كل الترتيبات اكتملت وأصبح الكل جاهزا لتنفيذ عملية التبادل المتفق عليها وفي وقتها المحدد".

وفي 20 مارس الماضي، أعلنت الحكومة عن اتفاق مع جماعة الحوثي يقضي بالإفراج عن 887 أسيرا ومختطفا من الجانبين، في ختام مشاورات عقدت بسويسرا بهذا الخصوص.

ويعقد اليمنيون آمالا كبيرة في أن تحقق التحركات الدولية المتسارعة، اختراقًا في الأزمة اليمنية، ينجح في إطلاق عملية سلام شاملة ومستدامة، تنهي الحرب، وتضع حدًا للأزمة الإنسانية "الأسوأ في العالم"، وفق وصف الأمم المتحدة.