عودة عجلة الاقتصاد افتراضيا وواقعيا تعزز نمو غوغل

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- استطاعت غوغل الاستفادة من الجائحة ومن رفع القيود الصحية في العالم، حيث أثبتت النتائج المالية في الربع الثاني من 2021 الأداء الجيد لعملاق وادي السيليكون على صعيد خدماته عبر الإنترنت وأنشطته الاقتصادية غير الافتراضية على السواء.
وبحسب بيانات أعلنت عنها مجموعة ألفابت الشركة الأم لغوغل، فقد تجاوزت ألفابت توقعات السوق بكثير إذ بلغ صافي دخلها 18.5 مليار دولار في الربع الثاني، أي ما يقرب من ثلاث مرات المستوى المسجل العام الماضي.
وحققت المجموعة الرائدة عالميا في مجال الإعلانات الرقمية عائدات تقرب من 62 مليار دولار، بفضل نفقات الشركات الصغيرة والكبيرة على محرك البحث، وعلى يوتيوب وسائر التطبيقات التابعة لغوغل بينها خدمة الخرائط (غوغل مابس).
وقال نائب رئيس المبيعات في غوغل فيليب شيندلر خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين “كان قطاع التجزئة مرة أخرى المساهم الأكبر في نمو الإعلانات على أساس سنوي”. كما “ساهمت قطاعات السفر والخدمات المالية والإعلام والترفيه بشكل كبير” في هذه النتائج رغم تأثر غوغل سلبا بفعل التراجع في قطاع السياحة خلال الجائحة.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى نيكول بيرين المحللة في إي ماركتر قولها إنه “في عام 2020، كانت إيرادات سوق الإعلانات عبر الإنترنت في أدنى مستوياتها السنوية خلال الربع الثاني، لذا فإن المقارنة السنوية مواتية لشركة ألفابت”.

فيليب شيندلر: قطاع التجزئة كان المساهم الأكبر في نمو الإعلانات
مع تسارع حملات التلقيح ضد فايروس كورونا، تستفيد المجموعة العملاقة على الجبهتين، إذ إن طفرة خدمات التجارة الإلكترونية في 2020 لا تزال مستمرة رغم تخفيف القيود الصحية واستئناف حركة السفر، وبذلك فإن عائدات الإعلانات عادت للتدفق مجددا.
وقال رئيس المجموعة سوندار بيتشاي في المؤتمر “خلال العام الماضي، شكلت منصتنا بوابة للانتقال إلى مواقع إلكترونية أخرى أكثر من أي سنة أخرى”.
وأشار إلى أن خدمات غوغل وفّرت مليارات الاتصالات “بما يشمل المكالمات الهاتفية والإرشادات العملية وطلبات الطعام والحجوزات التي جلبت المستهلكين والعائدات لشركات في كل أنحاء العالم تحاول التعافي من الأزمة”.
وقد حرص بيتشاي على تلميع صورة مجموعته المتهمة بإعاقة المنافسة عبر الإنترنت بعد أن رُفعت دعاوى قضائية كثيرة في الأشهر الأخيرة ضد غوغل بتهمة استغلال موقعها المهيمن.
وكان آخرها في الثامن من يوليو الجاري حين رفعت 37 ولاية أميركية دعوى قضائية مشتركة ضد غوغل بتهمة استخدام أساليب تقوض المنافسة لتثبيط توزيع التطبيقات عبر قنوات أخرى غير متجر التطبيقات التابع للمجموعة العملاقة غوغل بلاي والمثبّت مسبقا على كل الهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل أندرويد المهيمن عالميا. غير أن هذه الدعاوى القضائية لا تؤثر على ما يبدو على نموذج غوغل الاقتصادي في الوقت الحالي.
ووفق إي ماركتر فإنه من المتوقع أن تحقق المجموعة العملاقة التي تتخذ مقرا لها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، 130 مليار دولار من عائدات الإعلانات هذا العام، بزيادة 25 في المئة عن العام الماضي.
وبذلك ستحتفظ بأكبر حصة من إيرادات السوق الرقمية أي 28.6 في المئة متقدمة على فيسبوك صاحبة المركز الثاني. وفي هذا المجال، تبرز أهمية يوتيوب التي ارتفعت عائداتها بنسبة 83 في المئة على أساس سنوي لتتخطى 7 مليارات دولار وتناهز تاليا الإيرادات المحققة من نتفليكس.
وقد بلغت منصة الفيديو عتبة ملياري مشاهدة شهريا في كل أنحاء العالم، ما يمثل حوالي 64 في المئة من جمهور مقاطع الفيديو عبر الإنترنت حول العالم، بحسب إي ماركتر.
وقال سوندار بيتشاي إن “المشاهدات اليومية للمقاطع على ‘يوتيوب شورتس’، وهي خدمة للفيديوهات القصيرة مصممة لمنافسة تطبيق تيك توك الشهير، تجاوزت 15 مليارا خلال هذا الربع”.
وعاد رئيس غوغل أيضا إلى سيل الهجمات الإلكترونية التي أثّرت أخيرا على شركات ومؤسسات كثيرة. وقال “هذا الأمر دق ناقوس الخطر للقطاع وقد بدأت الشركات فعلا في التفكير بعمق في عيوبها”. ولذلك فهي تعوّل على الفرص المتاحة على صعيد خدمة الحوسبة السحابية على غوغل، والتي تحتل المرتبة الثالثة في هذه السوق بعد أمازون ومايكروسوفت.