عودة تاريخية لترامب إلى البيت الأبيض في فوز بدون منازع

المرشح الجمهوري يصفه فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه انتصار تاريخي وسياسي لم تر الولايات المتحدة مثيلا له من قبل، فيما ينتزع الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ.
الأربعاء 2024/11/06
ترامب يفوز في 47 ولاية أميركية في انتظار النتائج النهائية

واشنطن - نجح دونالد ترامب الاربعاء في رهانه بالعودة الى البيت الابيض في فوز بدون منازع أثار مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم.

تعد عودة الجمهوري استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.

كان انتصاره واضحا وسريعا، بحيث فاز الرئيس السابق بالولايتين المتنازع عليهما، كارولاينا الشمالية وجورجيا، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي.

حتى قبل إعلان فوزه رسميا، تلقى الجمهوري سيلا من التهاني من رؤساء ومسؤولين في الخارج.

وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهنئة حليفه دونالد ترامب، معتبرا أنها "أعظم عودة في التاريخ" وبداية جديدة للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي بيان صادر عن مكتبه، قال نتنياهو "تهانينا على أعظم عودة في التاريخ، عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح أميركا بداية جديدة وتعتبر تجديدا قويا لالتزامها بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأميركا" مؤكدا "هذا انتصار كبير".

وبعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان برقيتي تهنئة إلى ترامب بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، متمنين له التوفيق ولشعب الولايات المتحدة المزيد من التقدم والازدهار، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد.
ووجه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبر منشور بمنصة إكس، التهنئة إلى ترامب، متمنياً له التوفيق في خدمة الشعب الأمريكي، متطلعا إلى "مواصلة تعزيز هذه الشراكة خلال الفترة المقبلة".

وكذلك قال أمير قطر، في منشور عبر حسابه بمنصة إكس "أهنئ الرئيس المنتخب دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أتمنى لك كل التوفيق خلال ولايتك".

وأضاف "أتطلع إلى العمل معًا مرة أخرى لتعزيز علاقتنا وشراكتنا الاستراتيجية، وتعزيز جهودنا المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وبعث أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، برقية تهنئة إلى ترامب، مشيدا بالعلاقات التاريخية والراسخة التي تجمع البلدين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.

كما بعث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، برقية تهنئة إلى ترامب، مشيدين بالعلاقات الاستراتيجية والشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين، متطلعا إلى العمل معا لتعزيز علاقات التعاون وتعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، وفق وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.

وهنَّأ سلطان عمان هيثم بن طارق، عبر برقية تهنئة ترامب بمناسبة انتخابه رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة، متطلعا للدفع بالجهود الرامية لنشر السلام والاستقرار في كافة دول العالم.

وبدوره، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في منشور عبر حسابه الرسمي بفيسبوك "أتقدم بخالص التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأميركي".

وأعرب عن "التطلع للوصول مع ترامب لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين".

وأضاف "لطالما قدم البلدان نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، وهو ما نتطلع إلى مواصلته في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم".

فيما كتب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في منشور على حسابه بمنصة إكس: "أطيب التهاني للرئيس دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية".

وأضاف "أتطلع إلى العمل معك مجددا لتعزيز الشراكة الطويلة الأمد بين الأردن والولايات المتحدة، في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي للجميع".

وهنأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المرشح الجمهوري بفوزه معربا عن أمله في "تعزيز العلاقات الثنائية" خلال "المرحلة الجديدة".

وكتب السوداني على منصة اكس "نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات متعددة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين".

وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء دونالد ترامب بإعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، آملا ان يدعم "التطلعات المشروعة" للشعب الفلسطيني.

وأعرب عباس في برقية تهنئة بحسب وكالة الانباء الرسمية (وفا) عن "تطلعه إلى العمل مع الرئيس ترامب من أجل السلام والأمن في المنطقة"، مضيفا "سنظل ثابتين في التزامنا بالسلام، ونحن على ثقة بأن الولايات المتحدة ستدعم تحت قيادتكم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني".

وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان اليوم الأربعاء تعقيبا على نتائج الانتخابات الأميركية التي تظهر تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب إن موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة يعتمد "على مواقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة".

وأضاف البيان "على الإدارة الأميركية الجديدة أن تعي أن شعبنا ماض في مواجهة الاحتلال الصهيوني البغيض، وأنه لن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

وتابع البيان "إننا نطالب بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال الصهيوني، والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني الشقيق".

نكسة لمعسكر كاميلا هاريس
نكسة لمعسكر كاميلا هاريس

وقللت إيران من أهمية الانتخابات، حيث نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني قولها اليوم الأربعاء إن أرزاق الإيرانيين لن تتأثر بالانتخابات الأميركية.

ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن مهاجراني قولها "الانتخابات الأمريكية لا تعنينا حقا. سياساتنا ثابتة ولا تتغير بناء على أفراد. قدمنا التوقعات اللازمة من قبل ولن يكون هناك تغيير في سبل عيش الناس".

وخلال ولايته الأولى، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي كبح جماح البرنامج النووي لطهران مقابل امتيازات اقتصادية.

وأثرت إعادة فرض العقوبات الأميركية في عام 2018 على صادرات إيران النفطية، مما أدى إلى خفض العوائد الحكومية وإجبار طهران على اتخاذ خطوات لا تحظى بقبول شعبي مثل زيادة الضرائب فضلا عن مواجهة عجز كبير في الميزانية، وهي السياسات التي أبقت التضخم السنوي بالقرب من 40 بالمئة.

وانخفضت قيمة الريال الإيراني مع احتمال فوز ترامب بالرئاسة، إذ وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 700 ألف ريال مقابل الدولار في السوق الحرة، وفقا لموقع بونباست دوت كوم الذي يتتبع العملة الإيرانية.

واكدت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن موسكو "ليس لديها أي اوهام" في شأن دونالد ترامب إثر اعلان فوزه، لكنها "ستعمل" معه مع مواصلة سعيها الى تحقيق "كل أهدافها" في اوكرانيا.

وقالت الخارجية في بيان إن "روسيا ستعمل مع الإدارة (الأميركية) الجديدة" لكنها ستجهد "لتحقيق كل أهدافها المحددة" في اوكرانيا، مشددة على أن "شروطنا تبقى من دون تغيير وهي معروفة جدا في واشنطن".

وفي السباق للكونغرس، ذكرت محطتا "فوكس نيوز" و "إن بي سي نيوز" أن الجمهوريين استعادوا السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونغرس بعد فوزهم بمقعدين أساسيين في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية، ما جعلهم يتخطون عتبة 51 مقعدا فيه.

ويتمتع الديمقراطيون حاليا بغالبية ضئيلة للغاية في مجلس الشيوخ (51 مقعدا مقابل 49)، وأي مقعد جديد يفوز به الجمهوريون يهدد فرصهم في الاحتفاظ به.

وبعد مغادرة البيت الأبيض في حالة من الفوضى، تمكن ترامب كما فعل في 2016 من إقناع الأميركيين بأنه يفهم الصعوبات اليومية التي يواجهونها بشكل أفضل من أي شخص آخر، ولا سيما أن نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس التي خاضت حملة خاطفة بعد انسحاب جو بايدن من السباق، لم تتمكن من حشد تعبئة كافية لرسالتها الوسطية الداعية إلى الوحدة، في مواجهة انتقادات منافسها اللاذعة بشأن التضخم والهجرة.

وعودة ترامب الى البيت الأبيض تغرق ملايين الأميركيين الذين يرتدون القبعات الحمراء في حالة من الفرح العارم لكنها تغرق كثيرين آخرين في الخوف بسبب خطابه الحاد بشكل متزايد لا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين.

وعند ادائه اليمين في 20 يناير، سيكون على الجمهوري أن يضمد الجراح في هذا البلد المنقسم تماما.

وفي خطاب النصر، أطلق دونالد ترامب دعوة الى "الوحدة" وحض الأميركيين على وضع "الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا".

خلال حملته الانتخابية، هاجم منافسته بالشتائم، واتهم المهاجرين بـ"تسميم دماء البلاد"، وسخر من منافسيه.

واقترح الملياردير "أكبر عملية" على الإطلاق لترحيل المهاجرين، في اليوم الأول من ولايته.

بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم - وهو احتمال يثير قلقا لدى كييف.

وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيفية القيام بذلك.

وتعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، وقف اتفاق باريس حول المناخ والتنقيب عن النفط "بأي ثمن".

بشأن الاقتصاد يريد ترامب "سرقة الوظائف من الدول الأخرى" من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.

لكنه يبقى غامضا حين يتعلق الأمر بالحق في الإجهاض، والذي أضعفه إلى حد كبير قضاة المحكمة العليا الذين يفاخر بتعيينهم.

لكن بشأن هذا الملف كما في ملفات أخرى، فإن أطباع هذا الرئيس السبعيني العاصف والتي لا يمكن توقعها تغذي كل التكهنات.

ويشعر الديمقراطيون بالقلق إزاء تهديداته المتزايدة ضد "العدو الداخلي" وتعطشه للانتقام.

وتحاول السفارات الأوروبية من جهتها منذ أشهر اختراق شبكة الجمهوري المبهمة جدا لتجنب التعرض للمفاجأة كما حدث في عام 2016، حين وصل فجأة الى رئاسة الولايات المتحدة وتنمر على الحلفاء.

سيمكن للرئيس الجديد الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من أيدي الديموقراطيين. وسيكون انتصاره كاملا إذا احتفظ حزبه بمجلس النواب.

ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو انه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.

عبر انتخاب دونالد ترامب، قرر الأميركيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم وسيصبح في كانون الثاني/يناير أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.

وسيعلم بعقوبته في 26 نوفمبر حين يصدر الحكم بحقه في قضية دفع أموال سرا لنجمة أفلام إباحية.

وما زال من المبكر القول ما سيكون أثر انتخابه على متاعبه القانونية حيث يواجه احتمال السجن في عدة قضايا، أو كيف سيكون رد فعل خصومه السياسيين الذين يعبرون عن قلق بشأن عودته الى السلطة منذ أشهر.

وخلافا لدونالد ترامب الذي قاطع حفل تنصيب جو بايدن، فقد التزم الرئيس الديمقراطي المشاركة في حفل تنصيب الجمهوري، و"الانتقال السلمي للسلطة" بحسب الناطقة باسمه.