#عودة_الهيئة إشاعة تشغل تويتر في السعودية

تدوير الإشاعة من مؤثري مواقع التواصل يطرح أسئلة عن الأطراف التي تقف وراءها كل مرة.
الجمعة 2023/05/12
من يدير ماكنة الإشاعات

تورطت مؤثرة في تدوير إشاعة عودة “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في السعودية، ما فتح سجالات واسعة على موقع تويتر في المملكة.

الرياض - أثارت إشاعة عن عودة الشرطة الدينية التي تعرف باسم “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.

وتورطت مشهورة على مواقع التواصل في تدوير الإشاعة التي يقول معلقون إنها أصبحت تظهر كل عام، متسائلين عن السبب.

ولطالما ارتبطت الهيئة بفترة الصحوة عندما ساد فكر ديني مثير للجدل الحياة العامة في البلاد. وحظيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفوذ كبير في الشارع السعودي على مدار سنوات عديدة، قبل تجريدها عمليا من صلاحياتها في 2016، بالتزامن مع حملة الانفتاح التي يقودها ولي العهد السعودي  الأمير محمد بن سلمان.

وتمتعت الهيئة في السابق بصلاحيات كبيرة، من بينها التأكد من تطبيق الناس لقواعد الآداب العامة ومنع الاختلاط، الأمر الذي كان يشمل الحقّ بطلب وثائقهم الشخصية وتوقيفهم. ولطالما أثارت تجاوزاتها بحق المواطنين جدلا واسعا تردد صداه في الإعلام العالمي.

وكانت سيارات الهيئة تطوف في الشوارع، ويتأكد أفرادها من التزام النساء بارتداء العباءة السوداء حصرا، ويلاحقون روّاد المقاهي والمراكز التجارية، ويجبرون المحلات على الإغلاق وقت الصلاة. وتدريجيا، اختفى الموظفون من الشوارع، بينما زادت مساحة الحريات الشخصية الممنوحة للسكان، خصوصا النساء.

وأثارت المشهورة السعودية رهف القحطاني موجة جدل بين الناشطين، بعد حديثها عن عودة قوانين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في ما يخص العلاقات المحرمة في السعودية.

وقالت رهف القحطاني عبر فيديو على سناب شات “إذا مسكوا بنت مع رجل، الخبيثون للخبيثات والطيبون للطيبات.. ترى رجعت الهيئة”. وتابعت المشهورة بـ”رهف وذ نكهة”، “طبعا يزوجونك البنت، وسنتين تقعد معك ما تطلقها.. وإذا طلقت البنت تسجن 10 سنوات وأيضا 1000 جلدة شهرية”.

وأردفت “غير أن مهرها لا يزيد عن 1000 ريال، لأنها رخيصة ومن رخصت نفسها رخص مهرها.. ولا يسمح لها بالمطالبة بمسكن لأنها راح تسكن معاك بنفس الغرفة”. وأوضحت رهف القحطاني الحكم إذا كانت السيدة المتلبسة بقضية زنا متزوجة، وقالت “المتزوجة يعلمون زوجها.. يمنع التستر عليها.. وإذا طلقها زوجها يزوجونها الرجل الذي اختلت معه”. وختمت “رجع نظام الهيئة.. الحين راح تنظف البلد.. رجعت الهيئة”.

وفجّر حديث رهف القحطاني موجة جدل  ضمن هاشتاع #عودة_الهيئة، فكتب الناشط السعودي الشهير “نايفكو”، “هذه الشائعة تم تداولها قبل 10 سنوات، وأذكر تماما أن الصحف يومها نفت ذلك على لسان المتحدث الرسمي للهيئة.. ما الذي أعاد نبش هذه الشائعة؟”. وأعاد نايفكو نشر نفي الهيئة الذي نشر عام 2012، على صحيفة المدينة.

وقال حساب موجز الأخبار واسع الانتشار:

وطالب آخرون بمحاسبة المشهورة. وغرد المحامي يوسف الحارثي في هذا السياق:

وكتب مغرد:

وعبر البعض عن سعادتهم بخبر عودة الهيئة، وكتب معلق:

وبعدما تبين أن الخبر غير صحيح، تبرّأت رهف القحطاني من الأمر، قائلة بمقطع جديد “أنا والله مالي شغل، جاني الخبر قلت أفزع”.

وكتبت رهف في منشور آخر “ما عندي خبرة بأي شيء.. أحاول أرقعها أعميها دايم.. والله إني أبسط مما أنتو تفكروني”.

لكن ذلك لم يمنع النشطاء من المطالبة بمحاسبتها بتهمة نشر الأخبار الكاذبة، وخاصة في المواضيع التي تمسّ الرأي العام.

وسخر مغرد:

وتساءل معلق:

وبدا أن البعض محتف بالإشاعة ويحاول الإقناع بضرورة عودة الهيئة. وهاجم بعضهم الانفتاح السعودي والنظام. وحذر معلقون من “متطرفين مختبئين بأقنعة مختلفة، ومسميات متعددة. يستغلون الفرص لتجربة بث السم ثم يتوارون عن الأنظار”.

ويعكس شمول الإصلاح للجانب الديني وجود حاجة إلى التخلّص من سطوة رجال الدين المتشدّدين الذين لطالما مثلت أطروحاتهم وتعاليمهم عبئا على المملكة، خصوصا في ما يتعلّق بصورتها في الخارج، والتي لم تعد تلائم رغبتها في التفتّح مسايرة لتطلعات الجيل الجديد من جهة، ومساعيها لتنويع اقتصادها والحدّ من ارتهانه لعوائد النفط بالتعويل على قطاعات أخرى مثل السياحة والصناعات الثقافية وغيرها من جهة أخرى.

ويقول سعوديون إن الحسابات التي تهاجم النظام السعودي وهمية في معظمها، وهدفها توجيه الرأي العام السعودي. ويتهم سعوديون جهات خارجية بالوقوف وراء الحسابات “لتشويه سمعة السعودية والسعوديين”.

وتعمل الحسابات الوهمية على إيهام متصفح الهاشتاغات بأن هناك رأيا قويا يتبناه عدد كبير من الناس، بينما الحقيقة تقول إن مصدر هذه الحسابات هو شخص واحد أو مؤسسة أو جهة واحدة.

في السعودية يمثل تويتر ساحة يجتمع فيها المواطنون لتبادل المعلومات والآراء حول كل القضايا

وتعمل الحسابات عبر تغريدات مدروسة على المساهمة في إحجام المغردين عن التغريد بأفكار تخالف هذا التوجه العام وشبه السائد في الهاشتاغ، ومن ثمة تشكيل رأي عام والتوجيه نحو نقاش مخطط له.

وتستخدم الجيوش الإلكترونية كل الأساليب لغزو الترند السعودي بدءا من “الهاشتاغات الباردة” التي تتميز بخدش الحياء، وتفاهة المحتوى، والإساءة للذوق والآداب العامة، بالإضافة إلى استغلال المؤسسات السعودية لنشر الإشاعات.

وفي السعودية يمثل تويتر ساحة يجتمع فيها المواطنون لتبادل المعلومات والآراء حول كل القضايا. وتعتبر المملكة أكبر سوق لوسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة، حيث إن 75 في المئة من سكانها لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما، وتجنح هذه الفئات العمرية إلى التعامل مع منصات الإعلام الرقمي. وقد يبدو أن الجميع في السعودية يستخدمون تويتر، سواء كانوا رجال دين بارزين أو صحافيين معروفين أو مشاهير التلفزيون، وحتى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لديه 9.6 مليون متابع.

ونظرا إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه المنصة، تحوّل تويتر إلى ساحة معركة رئيسية بين الحكومة السعودية، التي تستخدمها للترويج لسياسات المملكة، و”أعدائها” الذين يستخدمونها لنشر انتقاداتهم.

وتواجه السعودية تحدي إبقاء سيطرتها على الرأي العام في تويتر، الذي كادت أن تفقد السيطرة عليه قبل سنوات قليلة.

وتشدد الحسابات الوهمية على خطابات دينية عاطفية تخاطب مشاعر الشباب السعودي.

5