عودة الهدوء شمالي لبنان بعد مواجهات عنيفة مع المحتجين

قائد الجيش اللبناني يحذِّر من فوضى ستعمّ البلاد كاشفا عن تخوفات من تفاقم الأوضاع بعد اعتذار الحريري.
السبت 2021/07/17
مخاوف من تصاعد التوتر والفوضى

بيروت - عاد الهدوء السبت إلى منطقة جبل محسن في طرابلس بشمالي لبنان عقب ليلة من الصدامات بين محتجين من أبناء المنطقة وعناصر الجيش، أسفرت عن إصابة أكثر من 30 جريحا من بينهم 15 عسكريا.

واستفاق أهالي المنطقة صباح السبت على انتشار واسع للجيش في كافة المناطق مع حركة سير طبيعة، تحديدا على طريق سكّة الشمال التي قطعها المحتجون الجمعة.

وشهدت منطقة جبل محسن الجمعة احتجاجات على خلفية انقطاع الكهرباء ونفاد المحروقات المشغلة للمولدات الخاصة، لتتحول إثر ذلك إلى صدامات عنيفة مع قوات الجيش أطلقت خلالها النار في الهواء لتفريق المحتجين، الذين رشقوا الجنود بالحجارة ومقذوفات أخرى.

وكان الجيش استقدم ليلا تعزيزات عسكرية، وعملت عناصره على ضبط الوضع وإعادة فتح جميع الطرق المؤدية إلى الجبل بعد انسحاب المحتجين.

وأكدت فاعليات المنطقة أن وزارة الطاقة تجاوبت بمساعدة الجيش مع مطالب الأهالي، وعملت على تأمين مادة المازوت إلى أصحاب المولدات لإعادة التيار إلى المنطقة.

وفي وقت سابق من مساء الجمعة، وجه العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني تحذيرات من تصاعد التوتر والفوضى، مؤكدا أن الوضع في البلاد يزداد سوءا وسيتفاقم مع تأجيج التوترات السياسية والاجتماعية بسبب الأزمة المالية.

وخاطب عون العسكريين في منطقة بعلبك في شرق لبنان ونشر على موقع الجيش على تويتر، قائلا "يبدو أن الوضع يزداد سوءا والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم".

أضاف "مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة ومطلوب منا المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى، تجربة الأمس (الخميس) كانت مثالا لذلك. أهنئكم على ضبط أعصابكم وتفويت الفرصة على من أراد إحداث فتنة".

ودفع الانهيار الاقتصادي، الذي وصفه البنك الدولي بأنه من أسوأ حالات الركود في التاريخ المعاصر، أكثر من نصف السكان في هاوية الفقر، وتسبب في نقص متزايد في السلع الأساسية مثل الوقود والدواء.

وكان العماد عون يتحدث بعد يوم من تخلي سعد الحريري عن جهود تشكيل الحكومة، مما أدى إلى تعميق الأزمة في البلاد.

وبعد إعلان الحريري الاعتذار عن محاولة تشكيل الحكومة، أغلق محتجون من أنصاره ليل الخميس الجمعة بعض الطرق في المناطق ذات الأغلبية السُنية في بيروت وأشعلوا النار في صناديق القمامة وإطارات المركبات.

ولطالما كان يُنظر إلى الجيش على أنه إحدى المؤسسات القليلة التي يجتمع حولها اللبنانيون. وساهم انقسام الجيش على أسس طائفية في بداية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 إلى تعزيز حكم الميليشيات المحلية.

وخاطب عون جنوده قائلا "أعلم حجم المهمات الملقاة على عاتقكم في هذه الظروف الصعبة والدقيقة، في وقت تعيشون هاجس توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لعائلاتكم بسبب تدني قيمة رواتبكم".

ويتنامى السخط في صفوف القوى الأمنية، حيث فقدت العملة اللبنانية 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار، مما أدى إلى انخفاض قيمة أجور العسكريين. ويقوم الكثير منهم بوظائف إضافية بينما استقال البعض.

وقال العماد عون "شعبنا يثق بنا وكذلك المجتمع الدولي. الجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة. الجيش هو الرادع للفوضى".