عودة الهدوء إلى مدن موريتانيا بعد احتجاجات على خلفية الانتخابات

نواكشوط - عاد الهدوء إلى مختلف المدن الموريتانية، الخميس، بعد أيام من احتجاجات نظمها أنصار المرشح بيرام الداه اعبيد الذي حل ثانيا وفق نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت السبت، فيما فاز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بولاية ثانية.
وعرفت مدن موريتانية من بينها كيهيدي جنوب البلاد، والعاصمة نواكشوط، ومدينة نواذيبو شمالا احتجاجات على خلفية الانتخابات.
وتستمر قوات الأمن بإغلاق بعض الشوارع في نواكشوط، كما تواصل السلطات قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد، حيث انقطعت الخدمة عن الهواتف صباح الثلاثاء، وذلك تزامنا مع الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات.
وشهدت موريتانيا منذ الأحد احتجاجات واسعة لأنصار المرشح الداه اعبيد.
مدن ومناطق موريتانية شهدت احتجاجات عنيفة لأنصار المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية بيرام الداه اعبيد
وأعلنت وزارة الداخلية وفاة ثلاثة محتجين في أثناء الاحتجاز بعد أن نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات جماعية في بلدة كيهيدي لاحتواء الاحتجاجات.
وأضافت الوزارة أن الاحتجاجات تحولت إلى أعمال عنف في البلدة الجنوبية القريبة من الحدود مع السنغال في وقت متأخر من الاثنين، مما دفع قوات الأمن إلى مواجهة المتظاهرين واعتقال بعضهم.
وأردفت في بيان “وفي هذه الظروف سُجلت، للأسف الشديد، وفاة ثلاثة من المتظاهرين حيث توفي اثنان منهم بحضور باقي زملائهم الموقوفين وفي مكان الحجز فيما توفي الثالث منهم لاحقا في المستشفى”.
ولم تقدم تفاصيل أخرى عن سبب الوفاة أو عدد المعتقلين، لكنها قالت “النيابة العامة تعهدت بالملف وأنه سيقام، تحت إشراف القضاء، بتحقيق شفاف ومعمق للوقوف على أسباب وملابسات وفاة المعنيين، كما سيتم إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق أولا بأول”.
وجاءت الاضطرابات بعد الإعلان الأحد عن فوز الرئيس محمد ولد الغزواني بولاية ثانية، وفقا للنتائج الأولية التي رفضها منافسه الرئيسي، الناشط المناهض للعبودية بيرام الداه أعبيد، بسبب مخالفات مزعومة.
وقالت شركة نتبلوكس لمراقبة الإنترنت إن السلطات فرضت الثلاثاء قيودا على الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول “وسط احتجاجات رافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت مطلع هذا الأسبوع”. وسبق أن أثارت مخاوف المعارضة بشأن مصداقية العملية الانتخابية احتجاجات واسعة النطاق بعد الانتخابات الرئاسية في 2019.
ورفضت قوى المعارضة الموريتانية التسليم بخسارتها للانتخابات الرئاسية، وتحاول التغطية على فشلها عبر التشويش على فوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.
وشهدت مدن ومناطق موريتانية احتجاجات عنيفة لأنصار المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية بيرام الداه اعبيد، وقالت وزارة الداخلية إنها تصدت لأعمال شغب على خلفية نتائج الاستحقاق.
وكان الداه اعبيد، وهو ناشط حقوقي، هدد بدعوة أنصاره إلى النزول إلى الشارع من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات، متحدثا عن “تزوير وانقلاب انتخابي”.
وحاولت السلطات الموريتانية ممارسة قدر كبير من سياسة ضبط النفس لتجنب زيادة توتير الأوضاع.
والأربعاء، انتهت المهلة القانونية لاستقبال الطعون في نتائج الانتخابات الرئاسية، دون تقديم أي طعون.
والاثنين، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات فوز الغزواني بولاية جديدة مدتها 5 سنوات، بحصوله على 56.12 في المئة من الأصوات، فيما حل ثانيا الناشط الحقوقي الداه اعبيد، بحصوله على 22.10 في المئة.
وأبدى الرئيس الفائز في الاستحقاق رغبته في مد اليد للجميع. وقال ولد الغزواني في رسالة مصورة عقب إعلان فوزه إنه سيواصل سياسة اليد الممدودة والتهدئة والتشاور والحوار، مع كافة الفرقاء السياسيين، “خدمة للمصالح العليا للوطن” وعملا بمقتضيات ومضامين برنامجه الانتخابي.
وكان فوز ولد الشيخ الغزواني متوقعا، لجهة الإنجازات التي تحققت في عهده والتي عززت من مكانة موريتانيا على الخارطة الإقليمية وحتى الدولية، حيث تتسابق اليوم الدول لعقد شراكات مع نواكشوط.
وحل ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” (إسلامي معارض) بنسبة 12.76 في المئة، فيما تقاسم 4 مرشحين آخرين الأصوات المتبقية بنسب متفاوتة.
واعترف المرشح الذي حل ثالثا بنتائج الانتخابات، وقال إنها متطابقة مع المعطيات التي جمعتها حملته، فيما رفض المرشح الذي حل ثانيا الاعتراف بالنتائج ووصفها بأنها “مزورة” ودعا أنصاره إلى البقاء “يقظين للدفاع عن أصواتهم”.