عودة الكهرباء إلى غزة مع صمود هدنة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي

إسرائيل تنفي تعهدها بالإفراج عن القياديين في الجهاد الإسلامي بسام السعدي وخليل عواودة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وتؤكد أن الالتزام يخص مصر فقط.
الاثنين 2022/08/08
عودة تدريجية للحياة الطبيعية مشروطة بعدم التصعيد

رفح (الأراضي الفلسطينية) - أعلن الناطق باسم شركة غزة لتوزيع الكهرباء الاثنين عن بدء تشغيل محطة توليد الكهرباء، بعدما سمحت إسرائيل بإدخال الوقود إلى القطاع مع صمود الهدنة التي توصلت إليها مع حركة الجهاد الإسلامي.

وقال محمد ثابت، الناطق باسم شركة غزة لتوزيع الكهرباء، "بدأت محطة توليد الكهرباء بالعمل تدريجيا في إنتاج الكهرباء في غزة بعد يومين من توقفها".

ودخلت شاحنات وقود قطاع غزة الاثنين مع صمود الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الليل الماضي، بعد جولة عنف جديدة استهدفت القياديين تيسير الجعبري وخالد منصور وأسفرت عن مقتل العشرات من الفلسطينيين.

وشوهدت عند معبر كرم أبوسالم للبضائع في جنوب غزة، شاحنات محملة بالوقود تدخل غزة، لتنهي بذلك نقصا حادا أدى إلى إغلاق محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع السبت.

وأتى وصول الإمدادات الحيوية في أعقاب تنفيذ وقف إطلاق النار الأحد اعتبارا من الساعة 20:30 بتوقيت غرينيتش، منهيا أسوأ قتال في غزة منذ الحرب التي استمرت 11 يوما العام الماضي وألحقت دمارا هائلا في القطاع.

وأفادت وزارة الصحّة في غزّة عن مقتل 44 فلسطينيا بينهم 15 طفلا، وإصابة أكثر من 360 جريحا في القطاع، بعد جولة عنف استمرّت ثلاثة أيّام قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.

وعلى الرغم من وقوع سلسلة من الضربات والهجمات الصاروخية في الفترة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، لم يُبلّغ أيّ طرف عن أيّ خرق جدي لها حتى الآن.

وأعلن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية اللواء غسان عليان عن "فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة بشكل إنساني، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا" من يوم الاثنين (السادسة ت.غ).

وقال في بيان مقتضب "سيتم فتح المعابر والعودة إلى الروتين الكامل".

وقال الجيش في تغريدة "سيستمر رفع القيود تدريجيا بالتزامن مع تقييم الوضع".

وقال مدير معبر كرم أبوسالم بسام غبن "من المتوقع أن يقوم الاحتلال بإدخال 30 شاحنة محملة بالوقود لشركة توليد الكهرباء بغزة خلال اليوم (الاثنين)".

ومن المتوقع أن تعاود شركة الكهرباء عملها مساء الاثنين وفقا للشركة.

واستؤنفت الاثنين الدراسة في جامعات غزة، التي عادت الحياة فيها تدريجيا إلى طبيعتها. 

فلسطينيون يتفقدون منازلهم التي دمرها القصف
فلسطينيون يتفقدون منازلهم التي دمرها القصف

وقُبيل سريان الهدنة التي تمّ التوصّل إليها بوساطة مصريّة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزّة "ردا على صواريخ أطلقت" على جنوب إسرائيل، حيث دوّت صفّارات الإنذار.

وأكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أنّ الهدنة دخلت حيّز التنفيذ، وقال إنّ إسرائيل "تشكر لمصر الجهود التي بذلتها"، مشدّدا على أنّه "في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقّها في الرد بقوة".

وكذلك، أكدت حركة الجهاد الإسلامي بدء سريان الهدنة، لكنّها شددت على حقّها في "الردّ على أيّ عدوان صهيوني".

ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بهذه الهدنة، حاضّا جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل.

وقال بايدن في بيان إنّ واشنطن عملت مع مسؤولين في الدولة العبريّة والسلطة الفلسطينيّة ودول مختلفة في المنطقة، "للتشجيع على حلّ سريع للنزاع" خلال الأيّام الثلاثة الماضية.

وشكر بايدن نظيره المصري عبدالفتاح السيسي على دور بلاده في التفاوض الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار.

واعتبر بايدن أنّ "التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في غزّة هي مأساة"، داعيا إلى إجراء تحقيقات بشأنهم.

وفي بيان، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند إن "الوضع لا يزال هشا للغاية، وأنا أحث جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار".

ويلحظ اتّفاق الهدنة "التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين باسم السعدي وخليل عواودة"، وفق ما أكّدت حركة الجهاد الإسلامي.

ونفى وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر أن يكون هناك التزام إسرائيلي بالإفراج عن الأسير السعدي، قائلا إن هناك تعهدا مصريا بهذا الخصوص وليس تعهدا إسرائيليا.

وأضاف "يمكنني القول إنه لا توجد نية للإفراج عن بسام السعدي، ولا توجد نية أيضا للإفراج عن الأسير المضرب خليل عواودة قبل إنهاء فترة الاعتقال الإداري المفروضة عليه".

وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ الجمعة قصف القطاع المحاصر في "ضربة استباقية" بضربات جوّية وبالمدفعيّة الثقيلة استهدفت حركة الجهاد الإسلامي.

كذلك قتل الجيش الإسرائيلي قياديين من الحركة، بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزّة وخالد منصور في رفح جنوبي القطاع.

ومنذ الجمعة وحتّى الأحد، أطلِقت من القطاع المئات من الصواريخ جرى اعتراض غالبيّتها، وأوقعت ثلاثة جرحى في إسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ودوّت صفّارات الإنذار في مدن عدّة، بينها تلّ أبيب وعسقلان، للتحذير من صواريخ، فهرع السكّان إلى الملاجئ.

وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى في إحاطة صحافية الاثنين إن "معظم المدنيين الذين قتلوا في غزة قتلوا بصواريخ الجهاد الإسلامي"، لأنها لم تصب هدفها أو عانت خللا عند الإطلاق.

وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إنّ لديه أدلّة "دامغة" على أنّ صاروخا أطلقته حركة الجهاد الإسلامي تسبّب في مقتل عدد من الأطفال في جباليا في شمال غزّة السبت.

والسبت، توقّفت محطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزّة عن العمل، إثر نفاد الوقود، بعد أربعة أيّام على إغلاق إسرائيل معبرا مع الجيب الفلسطيني.

وبرّرت السلطات الإسرائيليّة ضربتها بالتخوّف من ردّ انتقامي للحركة على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي باسم السعدي في الضفّة الغربيّة المحتلّة في الأوّل من أغسطس، فيما عواودة معتقل منذ ديسمبر 2021.

وفي اليومين الأخيرين، اعتقلت القوّات الإسرائيليّة 40 عنصرا في الحركة في الضفّة الغربيّة.

وهذه المواجهة هي الأعنف منذ حرب مايو 2021 التي استمرّت 11 يوما ودمّرت القطاع الساحلي الفقير، وأوقعت 260 قتيلا في الجانب الفلسطيني بينهم مقاتلون، و14 قتيلا في الجانب الإسرائيلي بينهم جندي، وفق السلطات المحلّية.