عودة التوتر بين المهاجرين وسكان صفاقس شرق تونس

تونس - أعلنت مصادر قضائية في تونس، الاثنين، اعتقال نحو 20 مهاجرا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، بسبب أعمال شغب اندلعت في صفاقس (شرق).
وهذه الحادثة ليست الأولى في ولاية (محافظة) صفاقس بل سبقتها حوادث أخرى، أبرزها حادثة مقتل تونسي على يد مهاجر غير نظامي في الرابع من يوليو الماضي، ما تسبب في اشتباكات وصدامات بين مواطنين ومهاجرين غير نظاميين.
وتعاني صفاقس من وجود أعداد كبيرة من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء الراغبين في اجتياز الحدود البحرية باتجاه أوروبا، حيث لا تبعد المدينة كثيرا عن سواحل مالطا وجزيرة صقلية الإيطالية.
وكشفت مصادر بوزارة الداخلية في وقت سابق عن أن عدد مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين في تونس يقدر بنحو 100 ألف، من بينهم حوالي 90 ألف مهاجر غير نظامي.
وقال المتحدث باسم محكمة صفاقس هشام بن عياد إن المهاجرين غير النظاميين كانوا تورطوا الجمعة الماضي في أعمال شغب، واعتداءات ضد عناصر من الحرس الوطني وإضرام النار في سيارة أمنية، بمعتمدية (منطقة) العامرة.
وأضاف أنه “تم توقيف 20 مهاجرا من دول أفريقيا جنوب الصحراء من أجل شبهة التورط في حرق سيارة أمنية والاعتداء على رجال حرس وطني بمنطقة العامرة التابعة لمحافظة صفاقس”، موضحا أنه “تم توقيف تونسيين اثنين آخرين، في انتظار ما ستكشف عنه الأبحاث”.
وأكد بن عياد أن “أربعة عناصر أمن قد تعرضوا الجمعة لأضرار بدنية من بينهم عنصر تجاوز مرحلة الخطر ويقيم بمستشفى الحبيب بورقيبة بالجهة”.
وتابع “تمت عملية الاعتداء عندما كان رجال من الحرس الوطني بصدد أداء مهامهم في نطاق التصدي للهجرة غير النظامية وإتلاف عدد من المراكب الحديدية بمنطقة الحمايزية بالعامرة، حيث وقع التهجم عليهم من قبل مجموعة كبيرة من أفارقة جنوب الصحراء”.
ووفق المعلومات التي نشرتها إذاعة “موزاييك” الخاصة، اندلعت مناوشات بين المهاجرين وعناصر الحرس الوطني، بعد إتلاف قوات الأمن لعدد من المراكب المعدة لعمليات هجرة غير نظامية. ويواجه الموقوفون تهم محاولة القتل العمد، وإضرام النار بمركبة والعصيان.
وتعد ولاية صفاقس نقطة انطلاق رئيسية لقوارب الهجرة غير النظامية نحو الجزر الإيطالية القريبة. ويتواجد الآلاف من المهاجرين الوافدين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في معتمديات الجهة والمناطق الريفية المحيطة بها، في انتظار فرص لعبور البحر المتوسط.
وأفادت النائب بمجلس نواب الشعب عن جهة صفاقس فاطمة المسدي، الاثنين، بأنّ “الأفارقة من جنوب الصحراء بجهة العامرة عادوا لتنظيم ‘بوكو حرام'”، مؤكدة أنّ “ما حدث خلال اليومين الماضين في المنطقة يعتبر إرهابا”.

وأضافت “مجموعة من الأفارقة من جنوب الصحراء قاموا بمهاجمة سيارة أمنية، خلال قيام الوحدات بمداهمة مكان يحتوي على سفن معدّة للهجرة غير النظامية، كما اعتدوا على أمني وافتكوا سلاحه، إلى جانب طعن أمني آخر وهو الآن في وضعية حرجة”.
وتابعت المسدي أنّ “أفراد المجموعة قاموا كذلك بحرق سيارة أمنية رافعين شعارات الله أكبر”، معتبرة أنّ “هذه الأفعال إرهابية وتجب معالجة هذه الظاهرة عاجلا”، مشيرة إلى أنّهم “يعتدون على ممتلكات الناس، حيث أصبحوا يسكنون في الغابات ويستعملون الزياتين للتدفئة”.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس فيديوهات لمجموعة من الأفارقة جنوب الصحراء وهم يقومون بالاعتداء على سيارة أمنية وقلبها وحرقها.
وتعد صفاقس نقطة مهمة أمام المهاجرين غير النظاميين للوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تبعد نحو 130 كيلومترا عن السواحل التونسية.
وبوتيرة شبه أسبوعية، تعلن السلطات التونسية إحباط محاولات هجرة غير نظامية إلى سواحل أوروبا وضبط المئات من المهاجرين، من تونس أو دول أفريقية أخرى.
وتتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة المزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة من المغادرة.