عودة الانقسام تعطل جهود توحيد المصرف المركزي الليبي

طرابلس - انعكست الصراعات السياسية في ليبيا على جهود توحيد المصرف المركزي الليبي، التي تشهد تعثرا بعد مؤشرات إيجابية برزت في الفترة الماضية وتمثلت في المصالحة بين محافظ المصرف مصطفى الكبير ونائبه علي الحبري الذي أصبح لاحقا محافظ مصرف البيضاء.
وقال عضو مجلس إدارة المصرف المركزي مراجع غيث إن مشاورات توحيد المصرف المركزي وصلت إلى طريق مسدود، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي حوار بينهم وبين الصديق الكبير “لأنه لا يريد مجلس الإدارة”.
مراجع غيث: مشاورات توحيد المصرف المركزي بلغت طريقا مسدودا
وأضاف غيث في تصريحات صحافية أن كبار التُجار يتهربون من إيداع أموالهم في البنوك المحلية، لعدم ثقتهم بالنظام المصرفي، لافتا إلى أن السوق السوداء أصبحت منظمة وموازية، نتيجة لفشل النظام المصرفي في تقديم وتنويع الخدمات.
وعن الجدل المثار بشأن تعديل سعر الصرف الذي اتخذه مصرف البيضاء، أوضح المسؤول الليبي أن قرار تعديل سعر الصرف صادر في اجتماع وبنصاب قانوني، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء، مبينا أنهم قرروا إعادة النظر في سعر الصرف كل ثلاثة أشهر بشكل دوري، لأن ارتفاع سعر الدولار أدى إلى ارتفاع سعر الوقود والمواد الغذائية، وانعكس ذلك كله على الدول النامية.
ومضى غيث قائلا “كُنا نتمنى حضور الصديق الكبير للاجتماع، ليُصرح برأيه بدلاً من الامتناع عن الإجابة”، وطالب غيث مجلس النواب بضرورة التحرك ليكون المصرف المركزي بعيدًا عن التجاذبات ويخدم مصلحة المواطن.
ويشهد المصرف الليبي المركزي انقساما منذ عام 2014، عقب الأزمة التي تفجرت في البلاد وظهور حكومتين وبرلمانين، في الغرب والشرق، تبع ذلك انقسام داخل إدارة المصرف، حيث انتقلت مجموعة من أعضاء مجلس الإدارة وكونت مصرفا موازيا في مدينة البيضاء شرق البلاد، قبل الانتقال إلى مدينة بنغازي.
وتعرضت المصارف، لاسيما في الشرق، إلى ضغوط وخسائر مالية كبيرة، على خلفية إعلان تبعيتها للمصرف المركزي الموازي وانقطاع تواصلها مع المركزي في العاصمة طرابلس، الذي رفض عملية انفصال إدارات تلك المصارف، وأغلق المنظومة الرئيسية التي تربطه بفرعه في بنغازي.
وقد شهدت الفترة الماضية خطوات نحو إنهاء المعضلة وإعادة توحيد المصرف المركزي، لكن نشوب الأزمة السياسية مجددا عقب منح البرلمان الموجود في طبرق الثقة لحكومة جديدة بقيادة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، في مقابل تمسك رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة بحكومته المنتهية ولايتها إلى حين إجراء انتخابات عامة، تسبّب في العودة إلى النقطة الصفر.