عودة آخر رئيس وزراء في حكومات البشير تثير جدلا في السودان

الخرطوم - أثارت عودة محمد طاهر إيلا، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، من منفاه الاختياري بمصر السبت عاصفة من الجدل بين مرحب ومطالب بالمحاكمة للرجل كرمز من رموز النظام السابق.
ويعد محمد طاهر إيلا، المنحدر من قبيلة الهدندوة كبرى قبائل شرق السودان، واحدا من أبرز رموز حزب المؤتمر الوطني، ونظام عمر البشير، وقد تولّى عددا من المناصب، منها وزير النقل في الحكومة المركزية، ووالي البحر الأحمر، ووالي الجزيرة، قبل أن يعين في السابع عشر من فبراير 2019 رئيسا للوزراء، ليمكث نحو 7 أسابيع في المنصب، قبل أن يسقط نظام البشير في الحادي عشر من أبريل من نفس العام.
وحظي إيلا باستقبال شعبي حاشد في مدينة بورتسودان شرقي السودان، التي وصل إليها مباشرة من القاهرة، وطغى على الاستقبال الطابع القبلي والإثني.
واستنكرت لجان مقاومة مدينة بورتسودان عودة إيلا، والميزانيات الضخمة التي رُصدت لاستقباله، وذكرت في بيان لها أنّ "فلول النظام السابق استشعرت الأمان الذي وفّرته سلطة انقلاب قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، فقررت العودة بشكل إثني من جديد، تحت غطاء القبلية وإقحامها في المشهد السياسي".
وأكدت اللجان رفضها ما عدته "أساليب قذرة تؤدي إلى هتك النسيج الاجتماعي بغرض التأثير في المشهد السياسي لصالح النظام السابق، ودول المحور".
وشدد البيان على "وجوب تطبيق القانون وتحقيق العدالة بحق أي شخص تحوم حوله شبهات الفساد، واختلاس المال العام".
وفي وقت سابق، أعلن رئيس وزراء الحكومة المعزولة محمد طاهر إيلا وصوله إلى البلاد في الأول من أكتوبر.
وقال إيلا في بيان "عدنا أو كدنا أن نعود إلى كل من نسميهم أو ننعتهم ونصفهم بالمحاور والدوائر وحكايات الصبا وأزمات الحكم وإنجازاته".
وتابع "ها قد أتى الميعاد الذي قطعناه لكم ومعكم ميقاتا وزمانا ومكانا بالعودة للقاء الأحبة.. زماننا هو الأول من أكتوبر".
وأضاف "فعلى هذه السفوح والجبال الرواسي والسهول والهضاب والبحار المتمددة تسامرنا وتجالسنا وبنينا وعمرنا ونمينا بكل الحب والانضباط بلادنا الجميلة.. سجلنا التآلف من انفعالات الأهل والأحبة والعشيرة بعد أن احتوانا البحر سنين وعاركنا المد المقاوم والفساد ومسكنا شراع الأمل بالقوة والعنفوان وعزيمتكم الداعمة.. وبكم تمددت دنياي ربوعا وبقاعا".
وختم إيلا بيانه قائلا "ثم رحلنا بعيدا بأجسادنا بعيدا ثم عدنا، سؤالي الذي لا أريد له الإجابة منكم لأني على يقين بأن كل الحل بينكم ومعكم والإجابة بالتفصيل كلها أنتم".
وعقب إعلان عودته إلى البلاد، ذكرت أنباء متطابقة في ولاية البحر الأحمر أن النيابة العامة حركت أوامر بالقبض على إيلا.
وكانت النيابة العامة في مدينة بورتسودان قد أصدرت في ديسمبر 2019 قرارا بالقبض على إيلا بتهم تتعلق بفساد مالي وتجاوزات إدارية بعد فتح دعوى جنائية في هذا الخصوص، إلا أنّ هروب المشتبه فيه إلى مصر حال دون تنفيذ الأمر، فيما حاولت السلطات ملاحقته عبر الشرطة الدولية "الإنتربول".