عوائد قياسية لصادرات زيت الزيتون التونسي

تونس - تمكنت تونس من جني إيرادات قياسية من بيع زيت الزيتون في الخارج، هي الأكبر على الإطلاق، مستفيدة من ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية جراء نقص الإنتاج في مناطق رئيسية مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان نتيجة الجفاف.
وبحسب بيانات حديثة نشرها الديوان الوطني للزيت حول تصدير زيت الزيتون للموسم الحالي، فإن البلاد قامت بتسويق أكثر من 165.2 ألف طن خلال الفترة بين نوفمبر ويونيو الماضيين بقيمة 4.3 مليار دينار (1.41 مليار دولار).
وتشكل هذه العوائد ارتفاعا بمقدار 80 في المئة عن مستويات العام الماضي، الأمر الذي يوفر للدولة احتياطيات نقدية، ويؤكد تنافسية المنتج المحلي، ومدى الطلب عليه خاصة بفضل جودته العالية التي جعلت تونس تحقق العشرات من الجوائز خلال الأشهر الماضية.
1.41
مليار دولار عوائد الموسم 2023 - 2024 من بيع 165.2 ألف طن، وفق ديوان الزيت
وكانت تونس قد صدرت حوالي 150.8 ألف طن في الموسم الماضي، وقد حققت إيرادات تقدر بنحو 2.4 مليار دينار (770 مليون دولار).
وحققت مبيعات زيت الزيتون مساهمة لافتة ضمن سلة الصادرات الغذائية بلغت 52.1 في المئة خلال 2023، مقابل 41.5 في المئة قبل عام.
وأشار الديوان في نشرة إحصائية الخميس الماضي، إلى أن معدل سعر الطن من زيت الزيتون المصدر إلى الأسواق الدولية قارب 26.58 ألف دينار (8500 دولار) في حين يقارب معدل سعر الطن المعلب في السوق الدولية 29.95 ألف دينار (9580 دولارا).
وتظهر التقديرات أن إنتاج تونس من زيت الزيتون للموسم 2023 – 2024 بلغ 210 آلاف طن، وتؤكد الأرقام الرسمية أنها صدرت معظمه، وخاصة نحو أسواق الاتحاد الأوروبي، لاسيما في ظل حاجة البلاد إلى العملة الصعبة لمواجهة أزمتها المالية المتفاقمة.
وسجلت تونس أعلى مستوى إنتاج منذ 2011 في الموسم 2019 – 2020 بحصاد قياسي بلغ 440 ألف طن بسبب المعاومة، وهي ظاهرة معروفة لمزارعي الزيتون حيث تحمل الأشجار محصولا غزيرا في أحد السنوات ومحصولا ضعيفا في السنة التالية.
ويعلق المسؤولون التونسيون آمالا كبيرة على تحصيل عوائد أكثر من تصدير زيت الزيتون خلال المواسم المقبلة والاستفادة من فرصة ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية لرفد خزينة الدولة.
ويعد إنتاج الزيتون من أكثر القطاعات الحيوية التي تضررت في السنوات الأخيرة وتراجعت مردوديته بسبب الجفاف، الذي زاد من أوجاع اقتصاد تونس، الذي يحاول الخروج من أزماته المزمنة.
ورغم ظروف الطقس السيء، تعتبر تونس من الدول الأولى عالميا في هذا المجال، وهي في منافسة قوية مع دول حوض المتوسط وخاصة إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال.
وتملك البلاد أكثر من 100 مليون شجرة زيتون، حوالي 75 في المئة منها منتجة. وتنشط في تونس قرابة 1750 معصرة و15 وحدة تكرير و14 وحدة لاستخراج زيت الثفل، إلى جانب 35 وحدة معالجة وتعبئة.
رغم ظروف الطقس السيء، تعتبر تونس من الدول الأولى عالميا في مجال إنتاج الزيتون، وهي في منافسة قوية مع دول حوض المتوسط وخاصة إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال
ووفق المؤشرات الرئيسية لسلسلة قيمة زيت الزيتون، استنادا إلى بيانات معهد الإحصاء الحكومي، يعمل 60 في المئة من المزارعين في مجال زراعة الزياتين.
وفي مسعى لزيادة الإنتاج في السنوات القادمة، قامت الجهات المعنية بتنفيذ مخطط لغراسة نحو 10 ملايين غرسة زيتون جديدة بنهاية 2020 لتعزيز حضورها كواحدة من أكبر الدول المنتجة لزيت الزيتون في العالم.
وخلال المواسم العادية تحل تونس عادة في المرتبة الثامنة عالميا في إنتاج زيت الزيتون بعد كل من إسبانيا وإيطاليا وتركيا والمغرب والبرتغال ومصر والجزائر.
لكن يبدو أنها تتجه لتكون ضمن طليعة أكبر خمسة مصدرين على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تتفوق صادرات تونس من زيت الزيتون على صادرات باقي الدول العربية مجتمعة وهي سوريا والمغرب ولبنان والأردن والجزائر وفلسطين بعدة مرات.
ولا يستهلك الفرد التونسي سوى نحو 2.6 لتر سنويا في المتوسط، ليكتفي بالمرتبة الرابعة عربيا بعد الفرد السوري بمقدار 4.6 لتر، والمغربي بنحو 4.4 لتر، ثم اللبناني بنحو 2.9 لتر.