عوائد السياحة الأردنية تفقد قوة الدفع

عمّان - فقد قطاع السياحة في الأردن قوة الدفع بعدما أظهر بيانات حديثة أن الإيرادات انحسرت منذ بداية العام الحالي، بفعل تواصل تداعيات التوتر في الشرق الأوسط على العديد من بلدان المنطقة.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي إلى تسجيل الدخل السياحي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي ما قيمته 2.6 مليار دولار.
وبحسب البيانات التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية الاثنين، فإن الدخل السياحي انخفض بنسبة 6.5 في المئة مقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2023، ويعود ذلك إلى تراجع أعداد السياح بنسبة 10 في المئة.
ومن الواضح أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كانت السبب في هذا التراجع، في الوقت الذي يستبعد فيه الخبراء نموا للسياحة الأردنية خلال هذا العام، حيث تحاول الحكومة الحفاظ على المستوى المسجل في 2023.
وسبق أن قال عبدالرزاق عربيات رئيس هيئة تنشيط السياحة المؤسسة الحكومية المسؤولة عن الترويج للبلاد سياحيا، إن “الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي أثرت على أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة وخاصة الأوروبية منها”.
وأضاف في تصريح لرويترز إن “الحرب على غزة أثرت على السياحة في الأردن خصوصا الطيران منخفض التكاليف والذي توقف معظمه في مدينة العقبة” بسبب الأوضاع الأمنية باستثناء شركة واحدة برحلتين أسبوعيا من أبوظبي.
2.6
مليار دولار مداخيل القطاع في أول خمسة أشهر بتراجع 6.5 في المئة بمقارنة سنوية
والأردن من مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط على مدار العام، وتعد مدينة العقبة في الجنوب من أهم المناطق السياحية، بالإضافة إلى البتراء ووادي رم والبحر الميت الذي يشتهر بالسياحة العلاجية، إلى جانب المعالم الأثرية والتاريخية في كل من جرش وعجلون والكرك.
ويُوظَّف القطاع أكثر من 55 ألف عامل في هذا القطاع الحيوي للبلاد، التي تعتمد بشكل مفرط على المساعدات الخارجية.
وارتفعت إيرادات السياحة خلال العام الماضي بواقع 27 في المئة لتصل إلى 7.4 مليار دولار على أساس سنوي مع تسجيل قدوم 6.3 ملايين زائر.
وتعد صناعة السياحة، التي تسهم في المتوسط بعشرة في المئة من النمو أحد الأدوات المهمة لتنشيط عجلة الاقتصاد، ويتمتع بإمكانيات كبيرة ومقومات متعددة منسجمة مع التوجهات المعتادة للزوار، بما في ذلك منتجعات تضم العشرات من الفنادق التي تأثرت بالحرب.
وبلغت نسبة مساهمة الدخل السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي 14.6 في المئة توزعت على الخدمات والنقل والتجارة، ويمثل هذا الدخل حصيلة ما ينفقه السياح القادمون إلى البلاد.
وتختلف نسبة المساهمة من عام لآخر حسب حجم الدخل الإجمالي والدخل السـياحي نفسه اللذين يتأثران بعوامل اقتصادية متعددة.
وتحملت السياحة الضريبة الأكبر للإغلاق الاقتصادي حيث راكمت الجائحة التي تفشت في عام 2020 طيلة أشهر الغبار على مرافق القطاع، ما حرم البلد من إيرادات مهمة في ظل سعيه المحموم لدفع الاقتصاد ومواجهة نقص الموارد.
كما اتخذت الحكومة خطوات أخرى لإعادة عدد السياح الأجانب إلى الرقم القياسي البالغ 3 ملايين سائح استقبلهم الأردن في 2019، وصل عديدون منهم على متن شركات طيران أوروبية منخفضة التكلفة تتقدمها شركة رايان إير التي استأنفت رحلاتها الشهر الماضي.