عنصرية القطريين تجاه الوافدين تثير الجدل على مواقع التواصل

مغردون ينتقدون شكوى القطريين من وجود الوافدين بأعداد كبيرة داخل أحد المتنزهات العامة.
الجمعة 2022/05/06
العنصرية متجذرة

الدوحة - أظهر مقطع فيدو وصف بالعنصري وقع تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي استياء قطريين، من وجود الوافدين بأعداد كبيرة داخل أحد المتنزهات العامة في الدوحة خلال إجازة عيد الفطر.

وزعم المستاؤون أن وجود الوافدين بمول “بلاس فاندوم” يضيق عليهم وعلى أسرهم وهو ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب ناشط قطري باسم محمد الجفيري ”استأت جدا كمواطن قطري من دخول العمالة بالأعداد الهائلة يوم العيد في المجمعات. حيث لا يمكننا الاطمئنان على عوائلنا وسط هذا الكم الهائل من الرجال العزاب وغير المتعلمين نسبيا.” وتابع “أرجو من السلطات التدخل في تنظيم الفئات لضمان سلامة عائلاتنا”.

واضطر الجفيري لاحقا إلى حذفها والاعتذار بعد انتقادات وكتب في تغريدة أخرى ”قمت بحذف التغريدة السابقة لعدم قدرتي على إيصال رسالتي بشكل صحيح وأعتذر عن سوء الفهم”. وأضاف موضحًا ”التنظيم في المجتمع لحماية المرأة ومكانتها ومنع التحرش واجب على الجميع، وكذلك تخصيص أماكن وأوقات للأطفال والعائلات والنساء أمر مهم خصوصا أمام محلات ملابس النساء وأماكن لعب الأطفال. فيما عدا ذلك فللجميع حق الاستمتاع بالمرافق العامة دون أذية الآخرين”.

وليس الجفيري وحده من انتقد كثرة الوافدين في المنتزهات الترفيهية. وقال متفاعل:

@qatar1994qa

أتمنى برد خاطركم هيئه السياحة بعد ما سمحتوا للجاليات العزابية يزاحمونا في كل مكان كتارا وكورنيش الدوحة ولوسيل ومجمع فاندوم! يعني صعب يتم تخصيصه للعوائل؟ عيالنا ما قدرنا ناخذهم يستمتعون بالفعاليات بسببهم شفتوا الفيديوهات وإلا أحطها.

واستغرب مغردون العنصرية المتفشية تجاه الوافدين على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن هاشتاغ #مرحبا_بالجميع_في_قطر_الجميع

وكتب مغرد:

@mohsinQtr

الشخص اللي نزل مقطع يسخر من كثرة الهنود في مول #فاندوم حبيت أوضح له أن الهنود نشطين في السوشيال ميديا وهم شعب إيجابي ويتفاعل مع الحدث ويتابع كل ما هو جديد في البلاد.

وقال إعلامي:

بينما أوضح ناشط آخر أن الأمر ليس عنصرية ولكن الأمر متعلق بالتنظيم. وكتب مغرد:

@BEREQDAR

موب عنصرية ولكن نتمنى لو فيه تخصيص للعوائل وللنساء أيام وللعموم ايام لأن الدخول العشوائي زحمة وما تلاقي وين تحط رجلك..

وعلى نفس الخط كتب معلق:

@AlsheebQatar

الوافدون أكثر من المواطنين. وهناك تفاوت في المؤهل العلمي إلى آخره. هناك من تلك العمالة من يبصق على الأرض كسلوك عادي. ليس هناك عنصرية أو مثالية مطلقة وكل حالة تختلف عن الأخرى. وجب التقنين للمحافظة على النسيج الاجتماعي وإعطاء فئة كبيرة حقها في الخروج والتسوق بأريحية.

وسخر مغردون من شكوى القطريين من عنصرية الإنجليز تجاه العرب وقال مغرد:

وسخر آخر في نفس السياق:

@AlsheebQatar

استأت جدا كمواطن بريطاني من دخول العرب بالأعداد الهائلة يوم أمس الكريسمس في هارودز حيث لا يمكن لنا ولعوائلنا الاطمئنان عليهم وسط هذا الكم الهائل من العرب غير المتعلمين نسبيا.
#غرد_كأنك_مخترع

فيما انتقد مغردون تناقض القطريين في بنما يستنكر العنصرية تجاه الوافدين ويعتمدها أسلوب حياة. وقال مغرد في هذا السياق:

@gleen1232

البعض يكره ويرفض ويستنكر العنصرية وهو أول من يطلب العائلة الفلانية والعلانية عند زواجه ويضيق خياراته لأبعد الحدود ولا يستطيع أن يطلع شبر واحد من ستارة أو عباءة أو شور القبيلة كي لا يمسحونه من الخارطة.

ودعا آخر:

@FAlsmw

لا بد من #مكافحة العنصرية لأنها تولد الحقد والكراهية والنزاعات أقفوا #العنصرية قطر هي دولة السلام والمحبة والمساواة #قطر #الدوحة #عيب_كلنا_قطر

واعتبر حساب:

@LordSekiro

بخصوص أن الناس منزعجون من وجود الأجانب بمكان “راق” مثل فاندوم، كأس العالم على الأبواب ومختلف الأعراق والأفكار بنشوفها فإذا منظر هندي يتمشى مهو براقي عندك ويزعجك لا تطلع برا بيتك، إذا ما تحب الزحمة اختار مكان ثان، النظرة الإقصائية ذي ما راح تفيدك واحنا على وشك استضافة دبل عددنا.

يذكر أن الأمم المتحدة سبق أن أعربت عن قلقها من تجذُّر العنصرية البنيوية في قطر، ضمن تقرير صدر عام 2020 حفل بالانتقادات الحادة للدوحة.

وعبر صفحات التقرير أكدت المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز وكره الأجانب تندايي أشيومي أن نظام التمييز الطبقي ما زال قائماً بالفعل في قطر حيث يرتكز على أصل الشخص وجنسيته، ويتم التعامل وفق هذا النظام مع جنسيات بعينها بشكل أكثر احتراماً لمعايير حقوق الإنسان مقارنة بجنسيات أخرى.

وأعربت الأمم المتحدة في التقرير عن أسفها لوجود نقص خطير في الوعي لدى السكان ومؤسسات الدولة في قطر بشأن ما يشكل تمييزاً عنصرياً محظوراً، وأشارت المقررة الأممية إلى نقص كبير في المعلومات والبيانات المساعدة في كشف مدى تفشي التمييز العنصري في قطر.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة “كشفت المشاورات والتقارير في قطر أن القوالب النمطية العرقية والإثنية تعمل في المجالين العام والخاص، ويفترض حسبها على سبيل المثال أن الرجال المنحدرون من أفريقيا الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى غير نظيفين صحياً وأن النساء المنحدرات من نفس المنطقة متاحات جنسياً، كما يفترض أن بعض أبناء جنسيات جنوب آسيا غير أذكياء”، في المقابل “يفترض أن أبناء أميركا الشمالية والأوروبيين والأستراليين أعلى مكانة”.

ويعمل في قطر حوالي 2 مليون شخص من العمالة المهاجرة. والغالبية العظمى منهم عمال بأجور منخفضة من جنوب آسيا ومن شرق أفريقيا وغربها.

16