عمان في قلب الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات بين إيران وإسرائيل

مسقط - في ظل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، تبرز سلطنة عمان كلاعب محوري في جهود الوساطة الدبلوماسية، فقد أكد السلطان هيثم بن طارق، اليوم الاثنين، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حرص بلاده على المساهمة الفاعلة بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لإنهاء الأزمة بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية ومنع تفاقمها، وإيجاد تسويات عادلة ومنصفة، بما يكفل عودة الحياة إلى مجرياتها الطبيعية.
ووفقا لوكالة الأنباء العمانية، قدم السلطان هيثم تعازيه ومواساته للرئيس الإيراني في ضحايا "الاعتداءات" الإسرائيلية على بلاده، مستنكرا الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية والمنشآت. وهذه التعزية والتنديد تبعث برسالة واضحة بضرورة وقف التصعيد وتؤكد على مبدأ احترام السيادة الوطنية.
وشدد السلطان هيثم على أهمية التهدئة من الجانبين، والعودة للمفاوضات والحوار والتفاهم، لإيقاف شبح الصراع الدائر وتداعياته الكارثية، حفاظا على سلامة أرواح السكان والمقدرات، وهذا التأكيد يمثل خارطة طريق عمانية لمعالجة الأزمة، تدعو إلى العقلانية والحكمة في أوقات التوتر الشديد.
ومن جانبه، ثمن الرئيس الإيراني الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة سلطنة عمان بقيادة السلطان لتقريب وجهات النظر، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ترسيخا لدعائم الأمن والسلم وتحقيقا للاستقرار والازدهار لكافة الشعوب.
كما أكد الرئيس الإيراني على أن "بلاده وهي تواجه العدوان الإسرائيلي الغاشم عليها، تؤيد الحلول الدبلوماسية عبر الحوار والتفاوض، وملتزمة بقواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول، وتطالب المجتمع الدولي بالوقوف مع العدالة وحق الدول في الدفاع عن النفس".
وهذا التأكيد من الجانب الإيراني على تفضيل الحلول الدبلوماسية، يوفر نافذة أمل للدبلوماسية العمانية لمواصلة مساعيها، ويعزز مكانة عمان كوسيط موثوق ومحايد.
وتتمتع سلطنة عمان بخبرة ورصيد كبير في التوسط في أعقد القضايا الإقليمية والدولية. يرتكز نجاحها على سياسة الحياد البناء، التي جعلتها طرفًا مقبولًا لدى جميع الفرقاء، وتتمتع بقدر عالٍ من المصداقية لديهم لإيجاد مدخل للتهدئة ونزع فتيل الأزمات المهددة لاستقرار المنطقة وأمنها.
وجاء الهجوم الإسرائيلي على إيران في توقيت بالغ الحساسية، حيث كانت الجهود العمانية منصبّة على معالجة الملف النووي الإيراني وحلحلته عن طريق مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، الأمر الذي أثار استياء السلطنة التي أدانت الهجوم مبينةً أنه جاء في توقيت بالغ الحساسية.
ويأتي الاتصال الهاتفي بعد تلقي السلطان هيثم الأحد اتصالين هاتفيين من كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشار الألماني فريدريش ميرتس تمّ التطرق خلالهما للأزمة الإيرانية-الإسرائيلية.
وتُشير هذه الاتصالات رفيعة المستوى إلى أن سلطنة عمان ليست مجرد لاعب إقليمي، بل هي محور دبلوماسي عالمي يُعوّل عليه في أوقات الأزمات.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته الأسد الصاعد، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات.
وأسفرت الضربات الإيرانية على إسرائيل منذ الجمعة عن مقتل 24 شخصا، بحسب ما أفاد مكتب رئيس الوزراء في حصيلة محدّثة الاثنين. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية الأحد أن الحصيلة بلغت 224 قتيلا على الأقل وأكثر من 1200 جريح منذ الجمعة.