عمان تقدم نفسها بديلا إعلاميا لبيروت باحتضان "ذا فويس" بنسختيه

تقييم التجربة بناء على النتائج سيفتح أبواب الاستثمارات الإعلامية في الأردن.
الثلاثاء 2025/06/10
نسخة بتفاصيل جديدة

مع الحديث المتزايد عن تصوير برنامجي "ذا فويس" و"ذا فويس كيدز" في عمان تبدو الفرصة ملائمة للأردن لاستقطاب الإعلام الخليجي وحجز مكانة كانت بيروت تحتلها لسنوات طويلة، خصوصا بعد حصول شبكة أم.بي.سي على تسهيلات كبيرة سواء من ناحية التراخيص أو الكلفة المالية.

عمان – أفادت تقارير إخبارية متعددة بأن مجموعة “أم.بي.سي” الإعلامية السعودية تعتزم تصوير برنامجي “ذا فويس” و”ذا فويس كيدز” صاحبي الجماهيرية الواسعة في العالم العربي في عمان بديلا عن لبنان، ما يفتح المجال للعاصمة الأردنية لتكون وجهة للإعلام الخليجي وفقا لما سينتج عن التجربة الجديدة.

ومن المقرر أن تبدأ عمليات التصوير في شهر يوليو المقبل. ورغم أن المجموعة السعودية أعلنت بعد توقّف دام خمس سنوات، عن عودة “ذا فويس” بنسختيه للكبار والأطفال وقرب انطلاق الموسم الجديد وسط ترقّب كبير من المتابعين، إلا أنها لم تتحدث عن مكان التصوير، فيما ذكرت مصادر وتقارير متعددة أنه سيكون في الأردن.
وقالت مصادر إعلامية إن الشبكة حصلت  على تسهيلات كبيرة من الأردن، سواء من ناحية التراخيص أو الكلفة المالية، مما جعل المملكة خيارا مثاليا في هذا التوقيت. ولم تؤكد الجهات السعودية أو الأردنية هذه الخطوة.

القائمون على البرنامجين يحاولون إضفاء نوع من الإثارة على التفاصيل المتعلقة بالانطلاقة الجديدة لجذب الانتباه والتشويق

وجاء الإعلان الرسمي عبر مقدم برنامج “صباح الخير يا عرب”، على قناة “أم.بي.سي.1” حيث توجّه هاني الحامد إلى الجمهور قائلا “أكيد رجعنا بالذاكرة إلى برنامج ذا فويس، هذا البرنامج الذي سيعود بإذن الله بنسختيه للكبار وذا فويس كيدز.” وأضاف “لكل من يملك الموهبة والرغبة في المشاركة، هذه فرصته ليكون أحد المتسابقين في أحد البرنامجين. تفاصيل المشاركة سنعلنها قريبا، فاستعدّوا بأصواتكم وتجاربكم، فقد يكون أحدكم هو صاحب ‘أحلى صوت’.”

ومن المقرر أن يُعرض البرنامجان تباعا في موسمي الخريف والشتاء المقبلين على شاشة أم.بي.سي.

ويُعدّ هذا التعاون هو الأول من نوعه بين أم.بي.سي والأردن منذ تأسيس الشبكة. ورغم أن الأردن لم يكن سابقا أرضا خصبة لتصوير المشاريع التلفزيونية، إلا أن الجهات المعنية قررت فتح أبوابها أمام الإعلام الخليجي بهدف استقطابه إلى العاصمة عمّان. ويعتبر مراقبون أن الأردن يسعى إلى  استخدام الإعلام الترفيهي كرافعة للسياحة عبر جذب السياح الخليجيين.

كما أعلن الأردن في الآونة الأخيرة عن مجموعة من الإجراءات الجديدة لتسهيل دخول الأجانب إلى المملكة، لتشجيع السياحة وجذب المزيد من الزوار، ما يعني تسهيل دخول المشاركين في البرنامج من مختلف الدول.

ويُتوقع أن يضفي هذا التحوّل إلى الأردن طابعا جديدا على البرنامجين، حيث من المتوقع أن ينعكس جمال المكان وأجواء عمان على شكل البرامج بشكل عام.

وكان التصوير في لبنان أحد الخيارات المطروحة، لكن القرار النهائي جاء بنقل التصوير إلى الأردن بسبب عدة أسباب، أبرزها الحظر المستمر على سفر السعوديين إلى لبنان، وهو ما أثر في اتخاذ القرار الخاص بمكان تصوير الموسم الجديد من “ذا فويس” و”ذا فويس كيدز”. ولم ترفع السعودية بعد حظر السفر إلى لبنان عن مواطنيها على غرار دول خليجية أخرى.

صناعة النجم في منطقة الخليج عموما غائبة لعدم وجود مؤسسات تتبنى الفنان وتعمل على تحويله إلى نجم له جمهوره

وتأتي عودة البرنامج لتُعيد الأضواء إلى ساحة البرامج الفنية، وتمنح المواهب الشابة فرصة جديدة للتألّق وتحقيق الأحلام.

ويبدو أن القائمين على البرنامجين يحاولون إضفاء نوع من الإثارة على التفاصيل المتعلقة بالانطلاقة الجديدة بعد توقف لخمسة أعوام، رغبة في إثارة الجدل والتشويق وحصد متابعات قياسية.

فمنذ فترى بدأ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بتداول عدد كبير من أسماء الفنّانين الذين سيتولَّون مسؤوليّة لجنة التّحكيم حتّى ذهب البعض إلى تأكيد انضمام أسماء معيّنة إلى اللجنة.

إلا أن بسام البريكان، المتحدث الرسمي باسم مجموعة قنوات أم.بي.سي، نفى كلّ ما يتمّ تداوله بشأن أسماء لجنة تحكيم برنامج ذافويس في الموسم الجديد، مشيرا إلى أنّ كلّ ما يقال عار تماما من الصحة.

وقال عبر حسابه الرّسمي على موقع إنستغرام “لا صحّة لما يتمّ تداوله عن أسماء لجنة تحكيم برنامج ذافويس، والمعلومات المتداولة غير صحيحة، نرجو الاعتماد على المصادر الرسمية فقط.”

وحصد البرنامج بنسختيه للكبار والصغار نسبة مشاهدات عالية في مواسم سابقة وأطلق مجموعة من الأصوات اللافتة، كما أثار جدلا بين لجان التدريب من نجوم الغناء الذين تناوبوا على المشاركة ضمنه.

وقد شهد البرنامج في مواسمه السابقة مشاركة نخبة من نجوم الفن في العالم العربي، منهم كاظم الساهر، شيرين عبدالوهاب، عاصي الحلاني، صابر الرباعي، نانسي عجرم، تامر حسني، أحلام الشامسي وراغب علامة.

وشهد قطاع الإعلام السعودي نهضة جديدة مع الاعتماد على خطة تستعيد من خلالها المملكة إعلامها من خلال مشروعات كبرى في الثقافة وصناعة الترفيه.

يبدو أن القائمين على البرنامجين يحاولون إضفاء نوع من الإثارة بعد توقف لخمسة أعوام، رغبة في إثارة الجدل والتشويق وحصد متابعات قياسية

وتسعى الرياض إلى تحويل قطاع الترفيه إلى مصدر مهم من مصادر الدخل القومي فضلا عن دوره كقوة ناعمة لا يستهان بها. ويعتبر فهد العرابي الحارثي، رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، أن “السينما، المسرح، الترفيه، الآثار، السياحة، المؤتمرات، المعارض، ومدينة الإعلام هي أذرع السعودية الجديدة لاحتضان المنطقة والعالم.”

وكان خبراء سعوديون كثيرا ما شكوا من أن صناعة النجم في منطقة الخليج عموما غائبة، وأشاروا إلى عدم وجود مؤسسات تتبنى الفنان وتعمل على تحويله إلى نجم له جمهوره، وتوفر له الدعم المادي والتسويق والترويج الإعلامي.

وتسعى مجموعة أم.بي.سي إلى الهيمنة على سوق الترفيه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنافس بقوة مع الإمبراطوريات الإعلامية من خلال إنتاج مجموعة واسعة من البرامج التلفزيونية والأفلام العربية وتقديم برامج مجانية مدعومة بالإعلانات عبر منصة شاهد.

وخصصت المجموعة مبالغ كبيرة للاستثمار في البث المباشر خلال السنوات الأربع الماضية، وعلقت آمالها في النمو على منصة شاهد التي لم تحقق أرباحا بعد، وتكبدت خسائر بقيمة 900 مليون ريال سعودي (240 مليون دولار) بين عام 2020 والنصف الأول من عام 2023، غير أن المجموعة الإعلامية تراهن على نمو المنصة لذلك تعمل على تلبية أذواق أعداد المشاهدين المتزايدة خاصة في دول الخليج.

وتضم مجموعة أم.بي.سي تحت مظلتها عددا من العلامات التجارية الإعلامية الرائدة، وتُدير أكثر من 13 قناة تلفزيونية مفتوحة، وثلاث محطات إذاعية، إضافة إلى “شاهد”، المنصة الرقمية العربية البارزة في المنطقة إلى جانب “أستوديوهات أم.بي.سي”، في مجال الإنتاج الإعلامي والسينمائي، و”أكاديمية أم.بي.سي”، المنصة المتخصصة في اكتشاف المواهب وتوفير فرص التعليم والتدريب في القطاع الإعلامي.

وكانت قد افتتحت مقرها الرئيس في الحي الدبلوماسي بالرياض عام 2022. وفي عام 2024، دشّنت المجموعة مرافق إنتاج عالمية المستوى في حي النرجس بالرياض، كما شهد الربع الثالث من العام نفسه إطلاق أول أستوديو ضمن هذه المرافق. ويبلغ عدد العاملين في المجموعة حاليا أكثر من 2000 موظف.

5