عمال لبنان يطالبون بحكومة إنقاذ على وقع الأزمة المستفحلة

بيروت - شارك العديد من العمال والسائقين اللبنانيين في إضراب عن العمل تحت عنوان "المطالبة بحكومة إنقاذ"، ترافق مع قطع طرقات في معظم مناطق البلاد.
ودعا إلى الإضراب الاتحاد العمالي العام (يضم النقابات العمالية)، وشمل القطاعات النقابية والعمالية والاقتصادية والمؤسسات الرسمية والخاصة، للمطالبة بالإسراع في تشكيل "حكومة إنقاذ".
ويعيش لبنان حالة شلل سياسي تتمثل في عدم قدرته على تشكيل حكومة، وذلك بعد استقالة حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.
وأغلقت القوى الأمنية طرقات رئيسية في بيروت، وحولت حركة السير إلى أخرى فرعية.
وصرحت غرفة التحكم المروري، التابعة لقوى الأمن الداخلي، بقطع حركة السير بإطارات مشتعلة في طرقات عديدة داخل بيروت.
وأغلق شبان المدخل الجنوبي للعاصمة بإطارات مشتعلة، ما أدى إلى ازدحام سير كبير، كما عمد بعض المحتجين إلى قطع طرقات عديدة في طرابلس (شمال) والبقاع (غرب) بعوائق وسيارات.
ومنذ نحو عام ونصف العام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990، أدت إلى انهيار مالي وفرض قيود قاسية على أموال المودعين في المصارف المحلية.
وقال بشارة الأسمر رئيس الاتحاد العمالي العام في تصريحات إذاعية الخميس، "إننا أمام واقع مرير، البلاد معطلة بالكامل، والناس تئن من الفقر والجوع وتقف طوابير أمام المحطات (الخاصة بالوقود)، والصيدليات والقطاعات الإنتاجية تنهار، ماذا بقي من لبنان الذي نعرف؟".
وشدد على أنه "لا بد من تحرك دائم وتصاعدي من قبل الاتحاد العمالي العام"، موضحا أنه "من حق الشعوب الحصول على سلطة إجرائية تنفيذية، ونحن نعيش واقعا استثنائيا مريرا لأننا نعيش بلا حكومة، للحصول على حد أدنى من الاستقرار السياسي".
وكانت المفارقة بإعلان أحزاب السلطة عن تأييدها ومشاركتها في الإضراب. وقال المكتب العمالي في قطاع المهن في "التيار الوطني الحر"، واللجنة المركزية للإعلام في التيار، في بيان إنه ملتزم بدعوة الاتحاد العمالي إلى الإضراب "استكمالا للضغط تحت شعار الإسراع وعدم التلكؤ في تأليف حكومة فورا".
ودعا "الحزب التقدمي الاشتراكي" إلى الالتزام بالإضراب، وإلى أوسع مشاركة في التحرك الذي سيقيمه في منطقة الشوف، كما أعلنت "حركة أمل" و"تيار المستقبل" عن تأييدهما للإضراب.
وتراجع حزب "الوطنيين الأحرار" عن مشاركته في الإضراب، موضحا أن ذلك يعود إلى دخول "أحزاب السلطة التي أمعنت في انهيار الواقع اللبناني من كل جوانبه، لتغيير أهداف الإضراب وتسييسه".
وأثارت هذه المواقف سخرية اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر حساب "لبنان ينتفض" تغريدة عبر تويتر قائلا "قوى السلطة التي وأوصلت البلد إلى الإفلاس والانهيار الشامل، تنظم الخميس تحركات وتظاهرات ضد نفسها".
وتسود خلافات سياسية بين رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ما يحول منذ 8 أشهر دون تشكيل حكومة جديدة، إذ يختلفان بشأن رغبة الحريري في تأليف حكومة اختصاصيين (لا ينتمون إلى أحزاب سياسية) وتوزيع الحقائب الوزارية.
وأوضح الأسمر أن "تحرك الشارع اليوم (الخميس) يحمل في طياته أخطارا، لذلك هذا الإضراب هو وسيلة ضغط"، مضيفا "هناك وقائع على الأرض قد تقود إلى فوضى، ونحن نعمل على لفت النظر نحو هذا التفلت".
وحذر الأسمر من "التعرض للمشاركين والموظفين وتهديدهم في عملهم لعدم المشاركة (في الإضراب)".
ودعا "الشعب اللبناني إلى المشاركة في التحركات للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ، لأنه من غير المقبول أن يعاني الناس من عدد هائل من المشاكل".
وخلال الأيام الأخيرة سجلت العملة المحلية المزيد من الهبوط، حيث تخطى سعر صرفها في السوق السوداء (غير الرسمية) 15 ألف ليرة للدولار الواحد، مقابل 1507 ليرات رسميا.
وتراجعت القدرة الشرائية للبنانيين نتيجة فقدان الليرة الكثير من قيمتها، مع شح في الوقود والأدوية وغلاء قياسي في أسعار السلع الغذائية.