عمالقة التكنولوجيا في سباق لاقتناص فرص الاستثمار في النظارات الذكية

نظارات مجموعة ميتا بلاتفورمز الأميركية بالتعاون مع شركة إيسيلور لوكسوتيكا أصبحت الأكثر مبيعا في معظم متاجر راي بان في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
الثلاثاء 2024/12/31
نظرة مختلفة إلى العالم

هونغ كونغ - يتوقع المحللون وخبراء أن تتحول النظارات الذكية إلى محور الاهتمام في عام 2025 بين عمالقة التكنولوجيا أملا في اقتناص فرص الاستثمار المربحة من هذا الجهاز المليء بأحدث الابتكارات.

وبدءا من عام 2025، يتوقع أن يشهد سوق النظارات الذكية عالميا والمدعومة بالذكاء الاصطناعي زيادة في إطلاق المنتجات، بفضل رهان كبرى شركات التكنولوجيا على هذا الجهاز الذكي.

وأصبحت نظارات مجموعة ميتا بلاتفورمز الأميركية بالتعاون مع شركة إيسيلور لوكسوتيكا الأكثر مبيعا في معظم متاجر راي بان في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تجاوز إجمالي المبيعات مليون وحدة، وفقا لشركة كاونتربوينت ريسيرش.

وقد شجع النجاح المبكر لهذه النظارة، التي يراهن عليها مؤسس منصة فيسبوك مارك زوكربيرغ كثيرا، بقية المنافسين على تطوير مواصفاتهم الخاصة.

وتبلغ كلفة نظارات راي بان، التي تغلف الميكروفون والصوت والكاميرا ومساعد الذكاء الاصطناعي في إطار مألوف، حوالي 300 دولار لكل منها.

وعلى عكس سماعات الواقع الافتراضي أو المعزز الضخمة التي فشلت في كسب جاذبية جماهيرية، تبدو أجهزة ميتا في الواقع مثل النظارات العادية، وهي خفيفة الوزن أقل من 50 غراما.

عكس سماعات الواقع الافتراضي أو المعزز التي فشلت في كسب جاذبية جماهيرية، تبدو أجهزة ميتا في الواقع مثل النظارات العادية

وتوفر هذه النظارات ميزات مفيدة للاستخدام اليومي مثل الترجمة في الوقت الفعلي، وكذلك التقاط الصور والفيديو دون استخدام اليدين بفضل الذاكرة المدمجة وقوة المعالجة.

كما أنها تتصل بسلاسة بالهاتف الذكي، على غرار سماعات الأذن اللاسلكية. كل هذا بفضل أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي والبرامج والبطاريات.

وتتميز نظارات راي بان من ميتا بعمر بطارية يصل إلى أربع ساعات، مقارنة بأقل من ساعة لمنتج منافس من سناب.

وتتطلع شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى إلى هذا المجال، فقد أطلقت شركة بايدو الصينية نظارات تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي إيرني في نوفمبر الماضي.

وبعد أيام، ذكرت وكالة رويترز أن عملاق التجارة الإلكترونية أمازون عمل على تطوير نظارات ذكية لسائقي التوصيل.

وتعمل الشركات الموردة على زيادة قدرتها الإنتاجية، إذ تتوقع شركة فوزيكس المتخصصة في صناعة العدسات أنها ستتمكن من إنتاج ما يصل إلى 50 مليون وحدة سنويا بحلول عام 2028، ارتفاعا من حوالي مليون وحدة في عام 2024.

ووفقا لتقارير إعلامية، تعمل كل من شركات أبل وسامسونغ وتشاومي وألفابت على إنتاج منتجات جديدة والمنافسة في سوق النظارات الذكية.

وتستكشف أبل التوسع لدخول مجال النظارات الذكية، من خلال إجراء دراسة داخلية للمنتجات المتوفرة حالياً في السوق، مما يمهد الطريق أمام الشركة لدخول فئة تزداد شعبيتها على خطى ميتا.

النظارات توفر ميزات مفيدة للاستخدام اليومي مثل الترجمة في الوقت الفعلي، وكذلك التقاط الصور والفيديو دون استخدام اليدين

وبدأت المبادرة، التي تحمل الاسم الرمزي “أطلس”، في نوفمبر الماضي وتشمل جمع آراء موظفي أبل حول النظارات الذكية، وفقا لمصادر على دراية بالموضوع تحدثت إلى وكالة بلومبيرغ آنذاك.

ويمثل إنشاء جهاز يوضع على الوجه بشكل ناجح تحديا كبيرا للشركة، التي سبق وأن قامت بإصدار سماعة أبل فيجين برو في فبراير الماضي بسعر 3499 دولارا، لكنها تعتبر ضخمة ومكلفة جدا بحيث لا يمكن أن تصبح منتجا رئيسيا.

ولسنوات، سعت شركة أبل إلى صنع نسخة من جهاز الواقع المعزز خفيف الوزن، وهو شيء يمكن ارتداؤه طوال اليوم وربما يحل محل جهاز أيفون، لكن العمل تعثر في هذا المشروع بسبب العديد من التحديات التقنية.

ومع ذلك، قد لا تزال الربحية بعيدة عن الأنظار. ولم يتم الكشف عن التفاصيل المالية لنظارات راي بان الأنيقة، ولكنها موجودة في قسم رياليتي لابس التابع لمجموعة ميتا، والذي يضم أيضا أوريون، نماذج أولية لنظارات الواقع المعزز.

ومن المتوقع أن تحقق هذه الوحدة أكثر من ملياري دولار من الإيرادات خلال العام الحالي، وفقا لتوقعات شركة الأبحاث فيزيبل ألفا، بزيادة قدرها 16 في المئة عن عام 2023.

ولكن في حين أن رياليتي لابس ستكون القسم الأسرع نموا لسنوات قادمة، فمن المتوقع أن تجني خسائر تشغيلية مجمعة تبلغ 60 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وفقا لتقديرات فيزيبل ألفا.

وطلبت الشركة الأم ميتا من وحدتها خفض الإنفاق بنحو 20 في المئة بين الآن وعام 2026، حسبما ذكرت تقارير إعلامية مؤخرا.

ويقدر المحللون في شركة مونتر أن كلفة نظارة ميتا تبلغ حوالي 135 دولارا لصنع زوج من نظارات راي بان الذكية، مما يعني هامشا إجماليا بنسبة 45 في المئة.

وهذا أعلى من حوالي 30 في المئة المسجلة لساعة أبل الذكية، وقريبا من 50 في المئة المقدرة التي حققتها أير بودس.

ووفقا لمحللين من شركة إيتو بي.بي.آي فإن خفض تكاليف شريحة المعالج والبطارية دون التنازل عن الوظائف والميزات سيكون تحديا ولكنه ليس مستحيلا.

10