تغييب القضية الوطنية هو جزء من تغييب أهداف الثورة الحقيقية، ورفض كل طرح جدي لها والبقاء ضمن التسطيح ودفع الوعي نحو تشويش لكل القضايا.

في الوقت الذي تعي فيه السعودية حجم الانسحاب الأميركي دوليا، فإنها تستحث الأميركان على ضرورة الوعي بفشل سياساتهم في المنطقة بالتحديد.

طريق الخلاص يكون بتبني قضايا تخص الدولة العلمانية الديمقراطية والنهوض بالاقتصاد وتأمين عمل للعاطلين عن العمل، وأن تكون الثورة لصالح كل السوريين، ولا تمثل طائفة وليست ضد طائفة.

اليتم الحقيقي للثورات، يكمن في غياب معارضة تعي الشرط العالمي، وتتحرك فيه كما هو، وتعي الشرط المحلي ومصادر القوة والضعف.

الثورة مستمرة ولكنها في غاية الالتباس، هناك نظام مستمر بدعم إقليمي وروسي، ونظام إقليمي وعالمي يعيد إنتاج النظام، ومعارضة عاجزة وسعيدة بتبعيتها.

رغم أن جنيف، وبعد تدويل الثورة وأقلمتها، صار هو مفتاح الحل، فإن الداخل هو سبب جنيف أولاً وهو ما حسم ضعف النظام ومن سيطبق جنيف ذاته.

وضع سوريا يستدعي رؤى وطنية ومواطنية، وبرامج متصلة بالاقتصاد والسياسة، ومعارضة عقلانية، ورجال سياسة أكبر من الحزبية ومن الطائفية.

أصبحت الحرب تدار بالكامل من الخارج، ولذلك يشعر معظم السوريين بأنها لم تعد ثورتهم، وهي معركة الآخرين على أراضيهم.

العراق المتخم بالثروة النفطية، يمكن أن يساهم في لعب دور إقليمي يوازي حجمه، ولكن ذلك يتطلب إنهاء كل مظاهر الطائفية السياسية والظلم المجتمعي والقومي.

أردوغان الذي كان مثالا للشعوب العربية ورفع من شأن الإسلام السياسي تراجعت شعبيته، والإسلام السياسي العربي الذي استغل الثورات فشل في انتهازيته.

الطائفية ليست فردية، والهوية ليست ضد التاريخ، بل هي مسائل سياسية استخدمتها الطبقة المسيطرة، ولكنها لا تعبّر عن المجتمع ولا عن التاريخ، وهي مرفوضة مجتمعياً.

إسلام هؤلاء لا صلة له لا بالجهاد ولا بالإسلام الشعبي، بل هناك كثير من المسلحين يصفون أنفسهم بالمجاهدين، وهذه الصفة لا تفترض أبداً أية ممارسات طائفية أو ظلامية أو إجرامية.

تجديد تجربة المجالس المحلية، لتمثيل الناس فعلياً هو الضروري، وفصلها كلية عن المكون العسكري، ورفض كل سيطرة للكتائب العسكرية.

الإسلام الشعبي هو نتاج كافة تطورات التاريخ القديم والحديث لسوريا وربما لسواها، وستبقى الجهادية والطائفية الطارئة، حالة مؤقتة، وستزول بزوال شكل النظام الحالي.

الخوف العربي، ناتج عن عدم فهم حقيقة الوضع الكردي، بأنها قضية حقوق مميزة ضمن الدولة السورية، وليس أكثر من ذلك. وهو خوف قومي طبيعي.

الخوف الآن على الثورة، من دور أميركي يتجاوز مفهوم التوافق وتحقيق مرحلة انتقالية وفق جنيف1، ليصل إلى مفهوم ضبط الجيش الحر، والسعودية والائتلاف الوطني.