وفق السياسة الأميركية، على السعودية ألا تغضب كثيراً وأن تتفهم المصالح الأميركية والخطر القادم من المحور الجديد؛ محور روسيا والصين ودول أخرى.

أميركا تخفف من هيمنتها على المنطقة، ولكنها تغرقها بمشكلات معقدة؛ فتشوه ثوراتها وتدعم الإخوان المسلمين، وتعترف لإيران بدور إقليمي ونووي محدود، وتقر لروسيا بمصالحها بسوريا.

ما يضغط من أجل جنيف هو أن أي تأخير إضافي في عقده سيتيح للمجموعات الجهادية التوسع، ولن يكون لا بمقدور النظام ولا أميركا ولا روسيا الاستمرار في وضعها تحت المراقبة.

الشعب ومختلف قوى الثورة الممثلة لها قادرة وفي كامل أنحاء سوريا، على استعادة المبادرة والدور الثوري للشعب. حيث أن أوهام الأسلمة نزعت تماماً وأوهام التدخل العسكري سقطت كلية.

مواجهة الحالة المعقدة للثورة، تكون من خلال كامل تشكيلات الثورة، وعبر إعلان برنامج واضح لكافة السوريين من أجل مستقبل ديمقراطي.

عمليات أميركا المستمرة، لم توقف إنتاج الحركات الجهادية، وتنتقل من دولة لأخرى، وها هي تزداد شراسة في سوريا، وفي الصومال تقوى شوكتهم وفي مختلف الدول القريبة من ليبيا.

المشكلة أن كل سياسات المعارضة وكل سياسات الدول الإمبريالية توافقت مع سياسات النظام، ودفعت بالأوضاع نحو الواقع المأساوي، أي إقصاء الشعب عن الثورة، وتظهير المكون العسكري.

تعقيدات الأرض ربما تخلق إرباكات جديدة، ولكنها لن تعطل مسار جنيف، والتعقيدات قادمة من محاولات النظام خلق اقتتال بين الكتائب، وهو ما تفتعله «داعش» بالتحديد.

الميل الأكبر في تركيا لا يزال متجهاً نحو الحد من موجة التأسلم الفظ لأردوغان وأوغلو، والعودة نحو تكريس علمانية الدولة التركية.

نقد اتجاهات الثورة ضرورة، تقابل تكريس النقد لممارسات النظام، وبالتالي لا بد من العمل على رؤية للثورة ولمشكلاتها وللصراع مع النظام انطلاقاً من مصالح الشعب في الثورة.

تأخر التدخل العسكري، كان مقصودا، واستعجاله الآن مقصود، وفي هذا توافق روسي أميركي، وربما سيعود للروس من جديد، بعد التخلص من عقدة الرئيس السوري.

التدخل العسكري المزمع حدوثه، وفي حال تحققه، فإنه سيدخل سوريا بإرباكات جديدة؛ ولكن مصالح الدول العظمى، لا تفعل سوى ذلك، وليس نجاح الثورات من غاياتها ومقاصدها.

هذه التنظيمات ستفشل في إرساء مستقَر لها، وظهورها متعلق بتأزم عال في الثورة، حيث غياب قيادة سياسية وعسكرية حقيقية وفاعلة، وستزول بزوال هذا التأزم.

إيران تحتاج سوريا، لأنها صلة الوصل مع حزب الله، الحزب المقاتل في الاستراتيجية الإيرانية؛ وقد خلقته إيران بإشراف مباشر، عبر مفهوم ولاية الفقيه.