التاريخ قبل الأديان وبعدها مليء بالقصص والحكايات.. ولكلّ واقعةٍ وقعتْ وماتت، فلا تذهبوا مذهب النابشين بقبر الحكاية، فتخرج بوجوهكم ديدان الحروف العطنة.

مقهانا يا سادة يا نجباء كانت بتخوت معمولة من الخشب القاسي، ومفروشة بحصران من قصب رفيع يستعمله بعض الجلاس كأداة فعالة لتنظيف الأسنان من دحائس الأكل الرخيص.

أبي زرع برأسي الصغير صورة أنهم ينامون كلهم في هذا الصندوق العجيب، لم تستمر تلك الخديعة البديعة التي صنعها أبي طويلاً.

في غابة الفيسبوك تمّ عجن الحوابل بالنوابل، فصارت أمّ الخواطر شاعرة وأبو الذي ينادي حلوته “أنتي” قوّالاً بما يقول سعيدا ومصدّقا.

في مسألة برميل النفط المريض، ثمة حلّ ذهبي عظيم ويبدو أنه مؤجلٌ حتى اليوم، وهو الذهاب إلى ملاذٍ آمنٍ اسمه تأميم النفط واستعادته من حلق شركات النهب الأميركية والإنكليزية.

عيناي تكحلت بسلة صور تسرّ الناظرين وتطمئن لها نفوس الفقراء والتعساء وفاقدي الأمل والمعذبين على الأرض الكبيرة، الذين سيكونون حتماً مهوى قلب الوزيرة.

اليوم الأعجف الذي نعيش عادت النكتة بثوب آخر ويتم ترديدها كلما وعدت الحكومة ببغداد المريضة وعدا.

الكتابة صارت متعبة، مع نظّارة مضببة مغبشة ببخار الخشم. واسيتُ نفسي كثيراً، وتذكرتُ نظّارة المصوّر فؤاد شاكر، فهانت المصيبة وانطمرتْ.

في موسم الثلوج والمطر والريح، كانت صفحات الفيسبوك تكتظّ بالمرثيات والعطف والبكاء، أما اليوم فإنّ مشهد الكارثة قد بدا للناظر، مثل تحصيل حاصل.

أميركا التي صارتْ جريمة عالمية تمشي على قدمين، تريدُ شرقاً أوسط عربياً مريضاً فاشلاً تتقاتل فيه قوتان متوازنتان، واحدة سنّية والثانية شيعية.

حرب الأعوام الثمانية مع إيران هي حرب الخميني التي أشعلها تحت شعار تصدير الثورة وتحرير القدس عن طريق تحرير بغداد.

لأنّ الجسد له حقٌّ على صاحبه وفي لفتة آدمية بديعة، يذهب الشجاع القويّ إلى بار حاملة الطيارات ويكرع زجاجة عرق من نوع عصرية وينهي المسألة بماعون باجة وكاسة طرشي.

آخ لو لم تقع الحربان، لكنت الآن جالسا على تخت من خشب وحصير في سرّة مقهى حسن عجمي قبالة عبدالستار ناصر.

شاعرٌ كبير دعبَلَه حظهُ المعطوب بدسَم الموائد وملعقة الزفر، صوب شاشة نفس المذيع فصار إلى هذرٍ وهرفٍ مما لم يكن عليه بزمان الرئيس.

مصائبنا وكوارثنا لها سببان نحن السبب الأصغر وهم السبب الأعظم لأنهم تعاملوا معنا على أننا آبار نفط وأسواق أكل ودكة مزاد تبيع الأسلحة لنا وتجرّبها بأجسادنا.

في العصر الإلكترونيّ الفذّ صار الإنسان سطحيا وفارغا، وأصبحت مساحة التوحّش والشراسة لديه أعظم من مساحة الود والألفة والرحمة.

اليوم يزايدون ويتراكبون في حفلة تنكّرية جديدة ضد شاعر مدرسة، ما بدّل ولا تبدّل وهي واحدة من أعظم خصال البشر.