على طريقة دون كيخوت.. أردوغان يطلق العنان للوعود لجذب الناخبين

تلويح بالحسم العسكري في سوريا مباشرة بعد الانتخابات، وانهيار الاقتصاد يدفع الناخبين إلى التصويت لأحزاب المعارضة.
الأحد 2019/03/31
الشارع مل من الوعود الجوفاء

أنقرة - لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق التهديدات في كل اتجاه على طريقة دون كيخوت، دون أن يضع في الحسبان متى ستتحقق أو مدى تصديق الناس لها، ومن ذلك السعي للتأثير على الناخب التركي من خلال التعهد بتحقيق حسم عسكري في سوريا مباشرة بعد الانتخابات، في إشارة إلى تجمع الأكراد المدعومين أميركيا شرق الفرات.

ورغم أن تركيا تعيش، السبت، على وقع الصمت الانتخابي، فإن أردوغان عمل على إغراء الناخبين بالتصويت لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في الانتخابات المحلية التي تبدأ اليوم، من خلال إطلاق تعهدات بشأن حسم عسكري سريع في سوريا، فضلا عن دغدغة العواطف الدينية والتاريخية للأتراك بالحديث عن تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وقال الرئيس التركي إن بلاده ستحل الأزمة بسوريا “في الميدان” بعد الانتخابات المحلية، التي يسعى فيها لحشد الدعم لحزبه العدالة والتنمية، مضيفا في كلمة أمام أنصاره في إسطنبول “أول ما سنفعله بعد الانتخابات هو أن نحل مسألة سوريا في الميدان إن أمكن وليس على الطاولة”.

وتوعّد الرئيس أردوغان، السبت، بـ”تلقين” خصومه الأكراد الدرس اللازم في منطقة شرق الفرات بسوريا، إذا لم يتم ضبط الوضع فيها.

وقال “ألم نلقنهم درسا في الممر الإرهابي، شمالي سوريا بعفرين؟ بلى، لقد فعلنا، والآن إذا لم يتم ضبط الوضع (من جانب الولايات المتحدة) في شرق الفرات، فإننا سنلقنهم (الإرهابيين) الدرس اللازم، وقد استكملنا جميع استعداداتنا”.

ويعتقد متابعون للشأن التركي أن توظيف ورقة العداء للأكراد للتأثير على الناخبين لم يعد جذابا كما في السابق، ذلك أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد يجعل أنظار الأتراك موجهة بالدرجة الأولى إلى هذه النقطة، التي لا يقدر عليها الرئيس التركي لكونها أحد الأسباب المباشرة للأزمة الاقتصادية من خلال افتعال أزمات سياسية مع الخارج، ما أثر على الاقتصاد التركي.

أردوغان الذي يهاجم الجميع
أردوغان الذي يهاجم الجميع

وما إن تبدأ قيمة الليرة التركية بالصعود، حتى يبادر أردوغان إلى توتير علاقات بلاده الخارجية، وخاصة مع الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، لتعود الليرة إلى التهاوي. ودأب الرئيس التركي ووزيره للمالية بيرات البيرق، وصهره في الآن ذاته، على التعهد بتنفيذ إصلاحات هيكلية لدعم الاقتصاد، لكن لا شيء تحقق، وعلى العكس فالتضخم في ارتفاع.

وفي ما يتعلق بآيا صوفيا، قال أردوغان إنه علينا إعادة تسمية آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد بدلا من متحف بعد الانتخابات، لكنه لم يذكر ما إذا كان سيتم تغيير وضع المعلم التاريخي.

وأعلن الرئيس التركي أن آيا صوفيا معلم اكتسب صفة المتحف منذ زمن ليس ببعيد جدا، وتتوجب علينا إعادة الهوية الأصلية له كمسجد.

وكانت آيا صوفيا، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، كاتدرائية لمدة 900 عام قبل تحويلها إلى متحف.

وأدانت لجنة الولايات المتحدة حول حرية الديانات في العالم تصريحات سابقة لأردوغان عن المتحف.

وقالت اللجنة في بيان إن “تصريحات الرئيس أردوغان استفزازية وضارة بلا داع للأقليات الدينية في تركيا. بالإضافة إلى ذلك تتفاقم تأثيرات مثل هذا الإجراء بسبب تدهور مشهد الحرية الدينية والديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا”.

1