على خلفية تصريحاته حول التطبيع.. إعفاء متحدث الخارجية السودانية

الخرطوم - أعفي السفير حيدر بدوي صادق من منصبه كناطقٍ رسمي لوزارة الخارجية ومديراً لإدارة الإعلام، وذلك على خلفية تصريحات له عن التطبيع مع إسرائيل.
ويأتي قرار الإعفاء بعد يوم من إعلان وزير الخارجية أمس الثلاثاء أن وزارته لم تناقش بأي شكل من الأشكال أمر العلاقات بين السودان و إسرائيل و أنها لم تكلف الناطق الرسمي بالإدلاء بأي تصريح حول هذا الأمر.
وقال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين ، في بيان صحافي،"تلقت وزارة الخارجية بدهشة تصريحات السفير حيدر بدوي صادق الناطق باسم الوزارة عن سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل، وأوجدت هذه التصريحات وضعا ملتبسا يحتاج لتوضيح". وأضاف "ولم يتم تكليف السفير حيدر بدوي للإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن".
وسبق أن أشارت دوائر سياسية في السودان إلى أن هناك خلافا نشب بين وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمرالدين، والمتحدث باسم الوزارة حيدر بدوي، على خلفية اعتزام الخرطوم تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأشار المصادر ذاتها إلى أن رئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك طلب اجتماعا مع قمرالدين حول تطورات ملف إمكانية تطبيع السودان مع إسرائيل والخلاف بين الرجلين في الوزارة.
وترجّح دوائر سياسية عربية حدوث تقدم في مسار العلاقات السودانية الإسرائيلية، وسط توقعات بأن الطرفين قاب قوسين أو أدنى من إعلان التطبيع بينهما، وقد يكون ذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
ولكن الخرطوم لا تريد الحديث عن ذلك علنا في الوقت الحاضر خشية ردود الأفعال الداخلية التي من شأنها أن تهدد مسار الانتقال السياسي في البلاد.
وسجلت في اليومين الماضيين تصريحات لمسؤولين إسرائيليين في مقدمتهم وزير الاستخبارات إيلي كوهين عن قرب توقيع اتفاق مع السودان لن يتجاوز حدوثه نهاية العام الجاري.
وأحيا قيام الإمارات بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، مسار بناء علاقات طبيعية بين السودان والأخيرة جرت فرملته في فبراير الماضي على خلفية ردود فعل سياسية وشعبية إثر لقاء جمع بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا.
ومن الواضح أن خطوة الإمارات سترفع الحرج عن العديد من الدول العربية التي تربطها علاقات غير معلنة مع إسرائيل، وأولها السودان الذي كان بدأ رحلة التطبيع منذ عهد الرئيس المعزول عمر حسن البشير.
وقال مراقبون إن لا خيار أمام الخرطوم غير تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك لأن الإدارة الأميركية ستوظف ورقة اللائحة السوداء للحصول على أكبر قدر من التنازلات من الجانب السوداني، ومنها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويظهر ذلك في المماطلة المتعمدة التي انعكست في تصريحات مسؤولي البيت الأبيض الذين يؤكدون، في كل إشارة إلى السودان، على نية بلادهم رفع اسم هذا البلد من اللائحة دون اتخاذ أي خطوات عملية في هذا الصدد.