على خطى ترامب.. نتنياهو يشكو "التزوير" ويتوعد بإسقاط حكومة التغيير

تل أبيب - هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد بإسقاط حكومة لابيد - بينيت، مؤكدا في ذات الوقت أنها جاءت نتيجة عملية "احتيال انتخابي".
وقال نتنياهو خلال اجتماع كتلة الليكود البرلمانية بقياداته، "حتى لو تم تشكيل حكومة التغيير فسوف نسقطها بسرعة كبيرة".
وفي نبرة وصفها مراقبون بتقليد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب غداة خسارته الانتخابات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المهدد بالخروج من المشهد السياسي، "نشهد أكبر تزوير انتخابي في التاريخ وبرأيي في تاريخ الديمقراطية، لا يوجد نظير لمثل هذا الاحتيال، ولا يوجد شيء من هذا القبيل".
واستهجن زعيم حزب الليكود حظر وسائل التواصل الاجتماعي حسابات يمينيين، عارضوا حكومة التغيير المرتقبة بمن فيهم ابنه يائير.
وقال نتنياهو "يشعر الناس بالغش ويردون عليه، ولا يمكن إغلاق أفواههم ولا يجب حظر حسابات فيسبوك وتويتر لمجرد إسكات الانتقاد ضد هذه الحكومة".
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى بيان رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" نداف أرغمان، الذي حذر السبت من إمكانية وقوع جريمة "اغتيال سياسي" في إسرائيل، في ظل تزايد التحريض.
وقال نتنياهو "ندين كل تحريض وعنف من أي جهة.. المبدأ واضح، التحريض والعنف سيكونان دائما خارج الحدود، لكن حرية التعبير ليست تحريضا، لا يمكن التعامل مع كلام اليمين على أنه تحريض وكلمات اليسار على أنها حرية تعبير".
وأضاف "لا يمكن اعتبار أي تفوه على أنه تحريض، فهناك حرية التعبير التي يتمتع بها كل مواطن، وتوجيه الانتقادات لا يعني التحريض".
وأشار إلى أنه تعرض وعائلته لعنف وتحريض منفلتي العقال، غير أن وسائل الإعلام ومعسكر اليسار لا ينبسان ببنت شفة حيال ذلك.
وجدد نتنياهو، على خطى ترامب في انتقاد اليسار أيضا، هجومه على زعيم حزب "يمينا" اليميني نفتالي بينيت الذي سيرأس حكومة المعارضة، قائلا "هذه حكومة يسار متطرفة خطيرة تستند إلى داعمي الإرهاب".
ونفى نتنياهو أن يكون قد اتفق مع زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس من أجل الحصول على دعمه لحكومة كان يعتزم تشكيلها، قائلا "لم نتفق معه قط، لا من داخل الحكومة ولا خارجها، لم نتفق قط على إحضاره إلى لجنة الداخلية".
وكان عباس أشار في وقت سابق إلى أن نتنياهو قدم له العديد من العروض لدعم حكومة، في حال تشكيلها، قبل أن يقرر دعم أحزاب المعارضة، التي تتفق على إسقاط حكومة زعيم الليكود.
وأكد رئيس الكنيست ياريف ليفين أن الحكومة المرتقبة تعد حكومة يسارية متشددة، وتلبي توقعات رؤساء الجهاز القضائي.
ودعا مجددا إلى نشر الاتفاقيات الائتلافية، لافتا إلى أن التستر على تفاصيلها يعني أن هناك ما يبرر إخفاءه.
وقال وزير المالية يسرائيل كاتس إن نتنياهو سيبقى مرشح الليكود لرئاسة الحكومة، حتى إذا ذهب الحزب إلى المعارضة.
وكان زعيم المعارضة السابق لابيد أبلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأسبوع الماضي بأنه نجح في تشكيل ائتلاف من ثمانية أحزاب من مختلف ألوان الطيف السياسي. وسيملك هذا التحالف أغلبية ضئيلة من 61 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وعلى الورق، يجب أن يحصل التحالف الذي أعلنه زعيم المعارضة يائير لابيد، قبل دقائق فقط من انتهاء المهلة منتصف ليل الأربعاء، على أغلبية ضئيلة في تصويت الثقة، لكن الأنظار ستتجه نحو إمكان حدوث انشقاقات في التحالف المتناقض، الذي لا يوحده سوى العداء المشترك لنتنياهو.
وبموجب الاتفاق، سيكون نفتالي بينيت من حزب "يمينا" القومي الديني رئيسا للوزراء لمدة عامين، ليحل محله لابيد الوسطي في عام 2023.