على العالم الاستعداد لمواجهة المزيد من الأعطال التكنولوجية

ماينتس (ألمانيا) - توقع وزير الشؤون الرقمية الألماني فولكر فيسينج أن تتزايد في المستقبل أعطال تكنولوجيا المعلومات، على غرار تلك التي حدثت لدى شركة كراود سترايك الأميركية المتخصصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، أو الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية.
وقال الوزير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في ماينتس “سوف تزداد الأعطال لأن مستوى الرقمنة آخذ في الارتفاع. وسوف تزداد لأن الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع عملية التحول الرقمي بشكل كبير”، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي سيستخدم أيضا من جانب المجرمين لتنفيذ هجمات سيبرانية على سبيل المثال.
يذكر أن العطل الحاسوبي الذي حدث مؤخرا لدى شركة كراود سترايك أدى إلى حدوث اضطرابات واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، وأصاب على سبيل المثال الحركة الجوية بالشلل تقريبا في العديد من الأماكن. كما تضررت متاجر وبنوك ومستشفيات ومحطات تلفزيون ومرافق أخرى. وأعلنت كراود سترايك أن تحديث معيب في برنامجها الخاص بأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز تسبب في هذا العطل.
وتسبب الهجوم على كراود سترايك في خسائر كبيرة. ووفقًا للتقديرات الأولية قد تصل الخسائر المؤمن عليها إلى ما بين 5 و9 مليارات دولار. بالإضافة إلى ذلك تراجعت قيمة سهم الشركة بنسبة 21 في المئة، وهو ما أدى إلى خسارة حوالي 16 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وذكر فيسينج أنه من المهم أن تكون في ألمانيا مفاهيم أمنية مناسبة لتلك التطورات، وأوضح أنه عندما توقفت حركة الطيران في مطار برلين بسبب تبعات العطل العالمي تمت الاستعانة بمطارات أخرى وتوجيه الطائرات إليها وفق مفهوم مصمم خصيصا لمثل هذه الحالات، مؤكدا في ذلك ضرورة أن تكون هناك وفرة زائدة عن الحاجة فيما يتعلق بالبنية التحتية الحيوية، وأيضا الاستعداد لهجمات على غرار الهجوم الأخير على شبكة السكك الحديد في فرنسا.كما أوضح أن هذا الاستعداد يمكن أن يتمثل في وجود مطار بديل أو مسار بديل للسكك الحديد أو كابل ثان يحل محل كابل تالف.
وقال فيسينج “يجب أن تكون هناك دائما خطة بديلة، والأفضل من ذلك أكثر من خطة؛ الوفرة مهمة جدا حتى لا يكون للهجوم تأثير وتظل البنية التحتية قابلة للاستخدام”، مشيرا إلى أن حادثة كراود سترايك أظهرت أن هذا النظام فعال في ألمانيا، وتابع قائلا “لم يكن هناك أي خطر على حياة أي شخص”.
وأكد على أن البنى التحتية الحيوية، مثل خطوط السكك الحديد أو المطارات، تحتاج اليوم إلى الحماية أكثر من ذي قبل، مشيرا إلى أن شركة السكك الحديد الألمانية دويتشه بان قامت بزيادة إجراءاتها الأمنية بشكل كبير. وأوضح أن ذلك تمثل في تركيب 10 آلاف كاميرا على شبكة السكك الحديد في حوالي 800 موقع، بزيادة قدرها ألفا كاميرا مقارنة بذي قبل، كما تم تركيب أكثر من 50 ألف كاميرا في قطارات الضواحي “إس بان”، التي تديرها شركة السكك الحديد.
وأشار الوزير إلى أن السكك الحديد لديها حاليا 4500 فرد من أفراد الأمن، وتواصل زيادة عدد موظفي الأمن لديها، وقال “علينا أن نكون على وعي بأن العصر صار أكثر صعوبة”.