علم الرياضيات يحسن أداء العدائين

دراسة تظهر أهمية الانطلاقة السريعة في أول 50 مترا، لأسباب مرتبطة بسرعة استهلاك الأوكسجين أو أي تباطؤ في نهاية سباق 400 متر.
الأربعاء 2024/03/06
العلم في خدمة الرياضة

باريس – يدخل علم الرياضيات على الخط من أجل محاولة تحسين أداء العدائين، وذلك بعدما طوّر العلماء نموذجاً لتحسين التمارين في سباقي 400 و1500 متر، وفقاً لدراسة نُشرت الثلاثاء.

ويعتمد هذا النموذج على بيانات من أداء العدائين البريطاني ماثيو هادسون – سميث والهولندية فيمكي بول والنرويجي ياكوب إينغيبريغتسين في بطولة أوروبا 2022 بميونخ، والإيطالية غايا ساباتيني في بطولة الناشئين 2021 في تالين بجمهورية إستونيا.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قالت أماندين أفتاليون، المؤلفة المشاركة في الدراسة التي نشرت في مجلة “فرونتيرز” للرياضة والحياة النشطة، “كانت هناك رغبة في فهم ما كان يحدث على المستوى الفيزيولوجي في سباق 400 متر الذي هو سباق سرعة، وسباق 1500 متر الذي هو السباق الأوّل للتحمل”.

وبفضل تقنية مستشعر “جي بي أس” الجديدة الموضوعة أسفل قمصان الرياضيين، تمكّن الباحثون من تتبع سرعات كل رياضي بدقة فائقة، مع الإشارة إلى موقعه عشر مرات في الثانية. وقاموا بدمج معادلات لحساب المتغيّرات الفيزيولوجية: استهلاك الطاقة أثناء التمرين، الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين، التحكّم الحركي، أي دور الدماغ في عملية الحركة مثل الحافز.

وهناك الكثير من البيانات التي لا يمكن قياسها “في الجسم الحي” أثناء السباق، لكن الحسابات تتيح الوصول إليها، كما تشير أماندين أفتاليون عالمة الرياضيات والباحثة في المركز الوطني للبحوث العلمية. ثم قام العلماء بتغيير هذه المعايير ولاحظوا مدى تأثيرها على منحنيات سرعة العدائين.

وذكر المركز الوطني للبحوث العلمية في بيان أنه “بفضل القياس الكمّي للتكاليف والفوائد يوفر النموذج إمكانية الوصول الفوري إلى أفضل إستراتيجية كي يتمكن العداء من الجري بطريقة مثالية”.

وبذلك تظهر الدراسة أهمية الانطلاقة السريعة في أول 50 مترا، لأسباب مرتبطة بسرعة استهلاك الأوكسجين أو أي تباطؤ في نهاية سباق 400 متر.

وتشرح عمليات المحاكاة بشكل خاص أداء عداء الـ1500 متر إينغيبريغتسين من خلال قدرته على الوصول بسرعة إلى الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين، والحفاظ عليه طوال السباق، في خصوصية تسمح للبطل الأولمبي بـ”الجري بوتيرة أكبر من منافسيه طوال السباق، على الرغم من أننا نراه يبدأ بقوة أقل”، وفق ما أشارت إليه أفتاليون. وخلصت الباحثة إلى أن النموذج يمكن أن يؤدي إلى برامج دعم الأداء حتى يتمكن المدربون من “تحسين إستراتيجية السباق في ما يتعلق بالناحية الفيزيولوجية للعداء”.

16