علم "الإيزوتيريك" يقدم وسائل مبتكرة للدخول إلى عالم الكتابة

بيروت - علم "الإيزوتيريك" من أهم العلوم التي تخوض في أعماق وبواطن النفس البشرية ويحاول فهمها وتفسيرها ومعرفة علاقاتها وتأثيرها في سلوكنا الخارجي، وقد استفاد منه الباحثون في تطوير العديد من مناهج تنمية المعارف، وصقل مواهب الإنسان وفق تصور عميق للمعرفة.
ويعرف البعض الإيزوتيريك بأنه معرفة بواطن الأمور، وهو علم المكونات الجوهرية الخفية وغير المنظورة التي هي أساس تكوين الإنسان وكل المخلوقات، بدءا من الخلية والذرة كأصغر موجود، وانتهاء بالكون كأكبر وجود وهو ما تميز فيه الدكتور جوزيف مجدلاني.
وضمن هذا التمشي صدر مؤخّرا كتاب “مدخل إلى التأليف والكتابة” بطبعته الرابعة المنقحّة، وهو الكتاب الرابع والأربعون ضمن سلسلة منشورات علوم الإيزوتيريك، بقلم الدكتور جوزيف مجدلاني. يضمّ الكتاب 80 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت – لبنان.
ووفق بيان تزامن مع صدور الكتاب فقد “تميّزت مؤلفات الدكتور جوزيف مجدلاني بأنّها لم تقتصر على نمط واحد في الكتابة، بل تنوعت مواضيعها بين أدب الرواية، ورهافة القصة، وشفافية الشعر الباطني والنثر العلمي البديع. مؤلفات يستسيغها الفكر وتأنس لها المشاعر، مهما اختلفت خلفية القرّاء العلمية أو الثقافية أو حتى البيئية. هذا التنوع جعل منهج علم الإيزوتيريك في متناول كل مريد للتطور وتحقيق الذات، من خلال مسار وعي داخلي يساعده على تفتيح مقدراته العقلية وقواه الخفية الهاجعة في أعماقه."
وقد أضاف البيان "لم يكتفِ الدكتور مجدلاني بذلك، بل أهّل طلابه للتأليف والكتابة بحيث ناهزت كتاباتهم خمسين كتابا حتى تاريخه. فطالب الإيزوتيريك يدرك يقينا أنّ ما من تطوّر يرتجى من دون عطاء المعرفة، وأنّ أرقى درجات العطاء والتطور الذاتي هي في التأليف والكتابة."
في هذا السياق يوضح الإصدار الجديد أنه "حيث إنَّ الإيزوتيريك شغف وعطاء، والعطاء يمكن أن يكون شفاهيا أو كتابة، جاء هذا الكتاب صغير الحجم، الذي يفيد الطلاب وغير الطلاب، بمثابة منهج أوّلي مختصر ومبسط للعطاء، عبر التأليف والكتابة على أنواعها. يحوي الكثير من المعلومات المفيدة، ويكشف للقارئ أمورا أساسية وأولية قد لا ينتبه إليها حتى المتمرسون في الكتابة. فهو، على بساطته، فيه ما يأخذك إلى البعيد، ويعمقك في القريب مساعدا إياك إن أردت حقا خوض عالم الكتابة بجرأة وجدية. فلا تستغرب إن أوصلك إلى أن تصبح كاتبا موهوبا."
وتابع "في المضمون، يطرح كتاب ‘مدخل إلى التأليف والكتابة‘ قواعد مهمّة تساعد الكاتب على تحقيق الشمولية في الموضوع المراد بحثه. كما يشرح مبادئ هذه القواعد في ثلاثة بنود أساسية يتوسّع فيها، وهي: إيقاظ الموهبة، الولوج في السكينة النفسية، والتفاني في العمل."
موضوعات الكتاب عبارة عن جولة شاملة في رحاب فنّ الكتابة، فمن اللغة والتعبير اللغوي إلى التسلسل والتنسيق، ودور الخيال والمخيلة في التأليف، اكتساب البلاغة وعنصر التشويق، فأهمية اللمسات الأخيرة، وصولا إلى أصول الكتابة في الماورائيات. في هذا الإطار أضاء الكاتب على مواضيع قلّما تطرّق إليها كتّاب في اللغة العربية من قبل، مثال “الإملاء الغيبي” أو “الكتابة التلقائية”، سواء كان مصدرها وعي الباطن أو “أرشيف المعرفة”، وضمّن ذلك شروحات حول وسائلها وتقنياتها وكيفية تلقّيها.
وأضاف "ممّا لا شك فيه أنَّ الموهبة الأدبية تسهّل الأعمال الكتابية، لكنّ ذلك لا يعني أن يمتنع عن التأليف والكتابة أولئك الذين يعتقدون أنَّهم يفتقرون إليها. أمّا الإبداع فيكمن في حب العمل وإتقانه، وبواسطة الإرادة والعمل الدؤوب يمكن اكتساب الموهبة وتنميتها لتجاري، وربما تضاهي، الموهبة الفطرية. وتبقى التجربة، في عالم المعرفة التطبيقية – الإيزوتيريك، خير برهان لكلّ من يطمح إلى تطوير نفسه وعيش الحياة بسعادة."
بهذا الكتاب يواصل الدكتور جوزيف مجدلاني محاضراته ونشاطاته المتكاثرة في موضوعات الإيزوتيريك المتنوعة، والتي تلقى في الجامعات والمراكز الثقافية والأندية والصالونات الأدبية اللبنانية، إلى خارجها، وجميعها تلقي بالضوء على خفايا المعرفة الإنسانية وخباياها الكونية، فمؤلفاته مختلفة الاتجاهات متناهية الأبعاد وتسبر الأعماق، لا يتقيد فيها بنهج واحد، حتى تخاله مجموعة مناهج في شخص واحد.