علماء بريطانيون يحذرون من خطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض

من المتوقع أن تنتشر الأمراض التي ينقلها البعوض، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، في أجزاء من شمال أوروبا.
الجمعة 2024/04/26
حمى الضنك من أخطر الأمراض التي ينقلها البعوض

لندن– حذر علماء في “وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة” من أن أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك بحلول نهاية القرن الحالي.

وقال الخبراء إنه من المتوقع أن تنتشر الأمراض التي ينقلها البعوض، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، في أجزاء من شمال أوروبا ومناطق أخرى من العالم خلال العقود القليلة المقبلة.

وفي المملكة المتحدة، أظهرت الأرقام الصادرة عن “وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة” أن حالات الملاريا المستوردة تجاوزت ألفي حالة في العام الماضي لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.

وأعلنت وكالة الأمن الصحي ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالملاريا بعد السفر إلى الخارج في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية لتصل إلى 2004 حالة في عام 2023، مقارنة بـ1369 حالة في عام 2022.

حالات الملاريا المستوردة تجاوزت ألفي حالة في بريطانيا العام الماضي لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما

وأضافت الوكالة أن هذا الارتفاع يرتبط بعودة ظهور الملاريا في العديد من البلدان وزيادة السفر إلى الخارج بعد إزالة القيود التي كانت مفروضة إبان الجائحة.

ومن ناحية أخرى، ارتفع عدد حالات حمى الضنك التي تم إبلاغها لمنظمة الصحة العالمية على مستوى العالم بواقع ثمانية أضعاف خلال العقدين الماضيين لتصل إلى أكثر من خمسة ملايين حالة في عام 2019، مقارنة بـ500 ألف حالة في عام 2000.

وفي أوروبا، غزا البعوض الذي يحمل حمى الضنك 13 دولة أوروبية منذ عام 2000، حيث انتشر المرض محليا في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في عام 2023.

وقال الباحثون إنه حتى وقت قريب، كانت حمى الضنك تقتصر بشكل كبير على المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية لأن درجات الحرارة المتجمدة تقتل يرقات البعوض وبيضه.

وتم عرض النتائج في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في مدينة برشلونة الإسبانية.

وفي يوليو 2023، حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك، في جميع أنحاء العالم، بسبب الاحتباس الحراري الذي يتميز بارتفاع متوسط درجات الحرارة وهطول الأمطار وفترات أطول من الجفاف.

وقال الدكتور رامان فيلايودان، رئيس البرنامج العالمي لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة بمنظمة الصحة العالمية، “حوالي نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك، وتؤثر حمى الضنك على ما يقرب من 129 دولة. نحن نقدر أنه يتم الإبلاغ عن حوالي 100 إلى 400 مليون حالة سنويا. وأبلغت المنطقة الأميركية وحدها عن حوالي 2.8 مليون حالة و101280 حالة وفاة”.

حمى الضنك تنتشر عن طريق نوع من البعوض يسمى بالزاعجة. وهو المرض أكثر شيوعا في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية

وحمى الضنك، والتي تسمى أيضا حمى تكسير العظام، هي العدوى الفايروسية الأكثر شيوعا التي تنتقل من البعوض إلى البشر. ولا يعاني معظم المصابين بحمى الضنك من أعراض ويتعافون في غضون أسبوع إلى أسبوعين. لكن يصاب بعض الأشخاص بحمى الضنك الشديدة ويحتاجون إلى رعاية في المستشفى. وأضاف فيلايودان أنه في بعض الحالات، خاصة عندما يصاب الشخص بالعدوى للمرة الثانية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حمى ضنك شديدة ويمكن أن تكون قاتلة أيضا.

وتنتشر حمى الضنك عن طريق نوع من البعوض يسمى بالزاعجة. وهو المرض أكثر شيوعا في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية.

وأوضح الدكتور فيلايودان أن حدوث الحمى قد نما بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في العقود الأخيرة، حيث قال “في عام 2000، كان لدينا حوالي نصف مليون حالة، وحاليا سجلنا أكثر من 4.2 مليون حالة، وهو ما يظهر زيادة بمقدار ثمانية أضعاف”. وأضاف أن هذا الرقم يمكن أن يزداد “مع حصولنا على المزيد والمزيد من الأرقام الدقيقة”.

وتمثل آسيا حوالي 70 في المئة من عبء الأمراض العالمي، والتوقعات المستقبلية قاتمة. وفي أوروبا، ينتشر بعوض الزاعجة بكثافة، وقد تم الإبلاغ عن إصابات حمى الضنك والشيكونغونيا لأكثر من عقد.

وتابع فيلايودان “الدول الأوروبية أيضا في حالة تأهب لأن أوروبا تظل تسجل انتقال الزاعجة إما لحمى الضنك أو الشيكونغونيا منذ عام 2010. لقد شهدنا المزيد من الفاشيات منذ ذلك الحين ومن المقدر أن البعوض موجود في حوالي 22 دولة أوروبية.”

وأدت عوامل عديدة بالإضافة إلى تغير المناخ إلى انتشار حمى الضنك، مثل زيادة حركة الأشخاص والسلع، والتحضر والضغط الواقع على أنظمة المياه والصرف الصحي.

16