علماء إسرائيل يكافحون لإنقاذ أبحاثهم بعد تدمير مختبراتهم بصاروخ إيراني

باحث يؤكد تدمير العديد من العينات والأنسجة في الطب التجديدي بأمراض القلب، ودورية نيتشر تفيد بإنقاذ مئات الخلايا البشرية والفئران المجمدة بعد الهجوم.
السبت 2025/06/21
إيران تهاجم قلب البحث العلمي الإسرائيلي

رحوفوت (إسرائيل) - يبذل باحثون في معهد وايزمان الإسرائيلي المرموق للعلوم جهودا حثيثة لإنقاذ تجاربهم بعد أن دمر صاروخ إيراني مبنى يحتوي على عشرات المختبرات المتطورة.

وأصاب الصاروخ حرم المعهد في رحوفوت بالضواحي الجنوبية لتل أبيب في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي مما ألحق أضرارا بالعديد من مبانيه التي اندفع إلى داخلها باحثون في محاولة لإنقاذ عينات من تجاربهم رغم الحطام واشتعال النيران.

ولم يصب أحد بأذى إذ كان الحرم الجامعي خاويا خلال ساعات الليل لكن جزءا من أحد المباني انهار بالكامل بينما سقطت جدران في الجزء المتبقي من المبنى، مما كشف عن مجموعة متشابكة من المعادن الملتوية والحطام المتفجر والإسمنت الأسود.

وقال الفيزيائي روعي أوزيري نائب رئيس معهد وايزمان للتطوير والاتصالات لرويترز "بذلنا قصارى جهدنا لإنقاذ أكبر قدر ممكن من العينات من المختبرات، من المباني، بينما كنا نكافح الحريق".

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة الموقع المدمر حيث أشاد بالباحثين ورجال الإنقاذ في خدمات الطوارئ في البلاد، واصفا الفريقين بأنهما "أفضل ما في إسرائيل".

وقال نتنياهو بينما يشير إلى كومة ضخمة من الحطام "هذا المبنى الواقع خلفي... يُظهر كل شيء".

وأضاف "إيران هي النظام الإرهابي الأبرز في العالم. يجب ألا تمتلك أسلحة نووية ولا يمكن أن تمتلكها. هذا هو هدف إسرائيل من إجراءاتها، إنقاذ نفسها من تهديد إيران بأن تقضي عليها. غير أننا بما نفعله (الآن) ننقذ الكثيرين غيرنا".

وبدأت إسرائيل مهاجمة إيران في 13 يويو الجاري قائلة إن عدوها القديم على وشك تطوير أسلحة نووية. وردت إيران، التي تقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، بهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين البارزين وقيادات عسكرية إيرانية عليا ومئات المدنيين وإلحاق الضرر بالقدرات النووية.

وأودت الهجمات الإيرانية بحياة 24 مدنيا في إسرائيل وألحقت أضرارا بمئات المباني، ومنها مستشفى في مدينة بئر السبع الجنوبية.

ولم تذكر إيران ما إذا كانت قد استهدفت معهد وايزمان أو سبب استهدافها له.

وفي حين أن معظم أبحاث المعهد في مجالات ذات فوائد محتملة للطب والمعرفة العلمية، فإن للمعهد أيضا صلات مع قطاع الدفاع. وكشف المعهد في أكتوبر 2024 عن تعاون مع إلبيط، وهي أكبر شركة دفاعية إسرائيلية، في مجال "المواد المستوحاة من البيولوجيا (لخدمة) تطبيقات دفاعية".

وتأسس معهد وايزمان في عام 1934، وهو مؤسسة متعددة التخصصات تجري أبحاثا في مجالات منها علوم الوراثة والمناعة والفيزياء الفلكية، وتعتبر مؤسسة عالمية المستوى في المجتمع العلمي الدولي.

وهو أهم معهد بحثي علمي في إسرائيل إذ يضم 286 مجموعة بحثية و191 عالما من أعضاء هيئات التدريس والمئات من طلبة الدكتوراه والماجستير وزملاء ما بعد الدكتوراه.

وأصاب الصاروخ الإيراني عمل باحثين، مثل إلداد تزاهور، الذي يركز على الطب التجديدي فيما يتعلق تحديدا بأمراض القلب لدى البالغين. وقال إن العديد من العينات والأنسجة التي كانت جزءا من تجارب تجرى منذ فترة طويلة قد دمرت.

وقال لتلفزيون رويترز "ضاع كل شيء... في تقديري أن الأمر سيستغرق منا عاما كاملا تقريبا حتى يعود كل شيء للعمل مرة أخرى".

ويقدر المعهد الأضرار المادية بما يتراوح بين 300 و500 مليون دولار. ويوجد في المعهد آلات معقدة ومكلفة غالبا ما تتقاسمها عدة مختبرات أو مجموعات بحثية.

وقال يعقوب حنا، الذي يقود فريقا في علم الوراثة الجزيئية يركز على علم الخلايا الجذعية الجنينية، لدورية نيتشر العلمية إن سقف مختبره انهار وانفصل الدَرَج.

وذكرت الدورية أن طلابه تمكنوا من إنقاذ المئات من خطوط الخلايا البشرية والفئران المجمدة عن طريق نقلها إلى خزانات النيتروجين السائل الاحتياطية التي كان حنا قد وضعها في الطابق السفلي.

وأضاف حنا "كان يساورني القلق دائما من أنه إذا وقعت حرب بالفعل، فأنا لا أريد أن أفقدها (الخزانات)".