علامة تويتر الزرقاء تمنح التضليل الإعلامي ونظرية المؤامرة انتشارا أوسع

المحاور الرئيسية للتضليل يتم دفعها من خلال الحسابات المرفقة بعلامات توثيق والتي تستفيد من دعم بواسطة الخوارزميات.
الاثنين 2023/07/17
التباس قائم

باريس - بعدما شكّلت ضمانة للمحتويات الأصلية وللمصداقية في أحيان كثيرة، باتت علامة التوثيق الزرقاء على تويتر وسيلة فعالة لنشر المعلومات الكاذبة، إذ تمنح الجهات الضالعة في التضليل الإعلامي والمروجين لنظرية المؤامرة انتشاراً أوسع لم يكن متوقعاً.

وفي يونيو أكد حساب موثق بالعلامة الزرقاء معلومة خاطئة مفادها أن “مخدّر الزومبي”، وهو مزيج من الفينتانيل والزيلازين يفتك بكثيرين في الولايات المتحدة، قد “غزا” فرنسا، وهي رسالة تمت مشاركتها مئات المرات، كما أشارت فرق تقصي صحة الأخبار التابعة لوكالة فرانس برس.

وفيما كان من الضروري في السابق استيفاء شروط معينة بينها أن يكون صاحب الحساب شخصية عامة، فضلاً عن الخضوع لعمليات تدقيق في الهوية، بات يكفي الاشتراك في خدمة “تويتر بلو” بسعر يبدأ من ثمانية دولارات شهرياً للحصول على العلامة الزرقاء على الملف الشخصي للمستخدم، وبالتالي الإفادة من انتشار أوسع بفضل خوارزميات المنصة.

بفضل علامة التوثيق أعيد تفعيل حسابات تنشر ملاحظات عنصرية أو معادية للسامية أو تآمرية أو استفزازية بعد حظرها من تويتر

وبالنسبة إلى الكثير من المستخدمين لا يزال الالتباس قائماً، إذ لا تزال العلامة الزرقاء في أذهانهم مرادفة لمصداقية التغريدات وصحة هوية صاحب الحساب.

وفي مثال حديث آخر، انتشرت تغريدة أعيد نشرها آلاف المرات بواسطة حسابات عدة تحمل العلامة الزرقاء، تضمنت إعلاناً كاذباً يدعو مواطني شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى المشاركة في “الهجوم الأوكراني المضاد” في مقابل فرصة للحصول على جنسيات بلدان غربية.

كما شهد فيلم “أوروبا، المعركة الأخيرة”، وهو فيلم دعائي سويدي للنازيين الجدد معروف جيداً في أوساط أتباع نظرية تفوق العرق الأبيض والمعادين للسامية، انتشاراً متجدداً بفضل هذا النوع من الحسابات.

ويؤكد المتخصص في الثقافات الرقمية والتطرف عبر الإنترنت تريستان منديس فرانس “سواء في ما يتعلق بأوكرانيا أو بكوفيد أو أعمال الشغب الأخيرة في فرنسا، فإن المحاور الرئيسية للتضليل يتم دفعها من خلال الحسابات المرفقة بعلامات توثيق والتي تستفيد من دعم بواسطة الخوارزميات”.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية عمران أحمد في مذكرة نُشرت في أوائل يونيو “كانت علامة التوثيق الزرقاء على تويتر مؤشراً على النفوذ والأصالة، لكنها الآن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالترويج للكراهية ونظرية المؤامرة”.

وقد أُطلق نظام التوثيق الجديد عبر تويتر في نوفمبر 2022 في جوّ من الغموض، وكان من شأنه وفق رئيس تويتر الملياردير إيلون ماسك إتاحة الشبكة بشكل متساوٍ لجميع المستخدمين ومكافحة الحسابات المزيفة وتنويع مصادر دخل الشركة.

Thumbnail

وبفضل هذا النظام الجديد أعيد تفعيل حسابات تنشر ملاحظات عنصرية أو معادية للسامية أو تآمرية أو استفزازية بعد حظرها من الشبكة الاجتماعية قبل استحواذ ماسك عليها.

ونتيجة لذلك، في غضون أسابيع قليلة، اكتسب بعض هذه الحسابات عدداً من المتابعين فاق ما كان لديها خلال خمسة عشر عاماً من وجودها على منصة تويتر التي تضم حالياً أكثر من 500 مليون مستخدم نشط.

ويقول منديس فرانس “هناك نشطاء يمينيون متطرفون شعروا بأنهم منبوذون من المنصات الكبيرة التي فرضت عليهم الرقابة عندما قرروا تشديد الخناق في عام 2017 بعد وفاة ناشطة مناهضة للعنصرية دهساً في شارلوتسفيل على يد أحد المتعاطفين مع النازيين الجدد”.

وفي هذا السياق، كان التغيير في قواعد إصدار علامات التوثيق على تويتر بمثابة نعمة لنشطاء اليمين المتطرف الذين، من خلال شراء العلامة الزرقاء، تمكنوا من “استعادة الحضور” على المنصة، وفق منديس فرانس.

5