علاج أميركي بالأجسام المضادة يتفوق على لقاحات كورونا

دواء جديد يعطي أملا في مكافحة أخطر أشكال كوفيد – 19، ويُنظر إليه على أنه أفضل من اللقاحات لكسر حلقة الطفرات القاتلة للفايروس والقيود الشديدة في معظم أنحاء العالم وما نتج عنها من تداعيات مدمرة على الاقتصاد العالمي.
واشنطن – بعد حوالي عام على ظهور وباء كورونا، لم يتوفر أي علاج لهذا المرض الذي حصد أرواح أكثر من 2.3 مليون شخص حول العالم، إلا أن علاجا واعدا حصل على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية للاستخدام الطارئ، بعد أن أظهر فعالية كبيرة في المراحل الأخيرة من التجارب السريرية، على عكس عقارات أخرى علقت عليها آمال كبيرة لكنها لم تأت بالنتيجة المطلوبة.
وأعلنت شركة “إيلي ليلي” الأميركية لصناعة الأدوية أن علاجها بالأجسام المضادة لمحاربة كوفيد – 19 حصل على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية للاستخدام الطارئ.
وأظهرت بيانات تجربة في مرحلة متأخرة في يناير أن العلاج المركب من اثنين من الأجسام المضادة ساعد في تقليل خطر دخول المستشفى والوفاة في مرضى كوفيد – 19 بنسبة 70 في المئة.
وقالت الشركة إن العلاج سيكون متاحا على الفور.
وليلي واحدة من العديد من شركات الأدوية والمؤسسات البحثية التي تعمل على إنتاج أمصال ومضادات الفايروسات والعلاجات الأخرى لعلاج المرضى المصابين بفايروس كورونا المستجد سريع الانتشار.
الأجسام المضادة
الأجسام المضادة أحادية المنشأ، وهي نسخ مصنعة في المختبر لدفاعات الجسم الطبيعية ضد الالتهابات.
وأشاد العديد من العلماء بقدرتها على محاربة كوفيد، فيما وصفها البعض بأنها أشبه بـ”المحاربين” في جهاز المناعة.
فعندما يصيب فايروس كورونا (أو أي مسبب آخر للمرض) الجسم فإن الأجسام المضادة تلتصق بالنتؤات الشوكية على سطح الفايروس وتمنعه من دخول خلاياك.
لكن الجسم ينتج العديد من أنواع الأجسام المضادة المختلفة، وأكثرها فعالية تسمى الأجسام المضادة المعادلة.
ولذلك حاول العلماء في دراسة تلك الأجسام المضادة العثور على الأفضل بينها.
وتتم مضاعفة الجسم المضاد المختار في المختبر وإنتاجه بكميات كبيرة.
وتسمى تلك الأجسام المضادة أحادية النسيلة (توصف أيضا باسم إم.إيه.بي.إس أو إم.أو بي.إس) لأنها جميعها مستنسخة من خلية واحدة من الأجسام المضادة.
أي أن جميع الأجسام المضادة اللاحقة المشتقة من الخلية الأولى هي نفس الشيء بالضبط، وكلها ترتبط بجزء واحد فقط من الفايروس، ويمكن إرجاعها إلى خلية فريدة تكون بمثابة الخلية الأصل أو الخلية الأم.
وعندما يتم استنساخ جسم مضاد من خلية دم بيضاء واحدة، فإنه يسمى أحادي النسيلة.
لذلك عند صناعة جسم مضاد معين يريد التعرف على فايروس محدد جدا أو جزء منه فإنه يتم صنع كائن أحادي النسيلة. وعند إعطائه للمرضى فإنه يعزز الاستجابة المناعية على الفور.
لكن المشكلة في إنتاج الأجسام المضادة أحادية النسيلة هي أنه عادة ما يكون مكلفا للغاية ويستغرق وقتا طويلا لعزل الخلية المناسبة للاستنساخ.
ويختلف نهج الأجسام المضادة أحادية النسيلة اختلافا كبيرا عن العلاجات التي تستخدم مصل خلايا بلازما مأخوذا من أشخاص تعافوا من كوفيد.
ففي الحالة الأخيرة يتم أخذ البلازما (الجزء السائل المصفر من الدم) من الأشخاص الذين تعافوا من فايروس كورونا وإعطائها للمرضى، وبالتالي فهي تعتمد على العديد من الأجسام المضادة المختلفة التي ترتبط بأجزاء متعددة من الفايروس.
وتم استخدام الأجسام المضادة أحادية النسيلة سريريا منذ ثمانينات القرن الماضي وتستخدم لعلاج العديد من الأمراض بما في ذلك بعض أشكال السرطان.
ووفقا لدراسة أجريت في دور رعاية المسنين في الولايات المتحدة يمكن أيضا أن تكون الأجسام المضادة أحادية النسيلة التي تم إنتاجها بكميات كبيرة في ظروف المختبر وسيلة فعالة لحماية الأشخاص من الإصابة بفايروس كورونا.
وتم استخدام عقار الأجسام أحادية النسيلة المضادة لكوفيد – 19، الذي تصنعه شركة الأدوية الأميركية إيلي ليلي، لعلاج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أكتوبر عام 2020 جنبا إلى جنب مع خليط من نوعين من الأجسام المضادة من إنتاج شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية ريغينيرون.
التلقيح ضد الوباء سنويا
على صعيد آخر، قال أليكس جورسكي الرئيس التنفيذي لشركة جونسون آند جونسون لشبكة (سي.إن.بي.سي) الثلاثاء إن الناس قد تحتاج إلى التطعيم للوقاية من كوفيد – 19 سنويا على مدى عدة سنوات قادمة، مثل التطعيم من الإنفلونزا الموسمية.
وأضاف في مقابلة “للأسف بينما ينتشر الفايروس، يتحور أيضا”.
وأردف قائلا “في كل مرة يتحور فيها يمكننا رؤية سلالة أخرى أو طفرة أخرى قد يكون لها تأثير على قدرته على صد الأجسام المضادة”.
فيما دعا خبراء إلى تسريع حملات التلقيح ضد كورونا، معربين في الوقت نفسه عن خشيتهم من تأثير النسخ المتحوّرة على فعالية اللقاحات.
ويرى الخبراء أن أيّ نسخ متحورة مستقبلية يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى تجاوز الدفاعات المناعية التي طورتها اللقاحات الحالية. وهو سبب آخر، بحسب رأيهم، لتسريع حملات التطعيم.
اقرأ أيضا:
وتنوي المملكة المتحدة إخضاع جميع القادمين إلى البلاد لفحصين للكشف عن كوفيد – 19، بعد وصولهم لتجنب استيراد نسخ متحورة من الفايروس.
فيما فرضت غينيا الاستوائية حظر تجوال للمرة الأولى اعتبارا من الثلاثاء عند الساعة السابعة مساء وإغلاق الحانات والمطاعم والنوادي الليلية، كما حدت من عدد الرحلات الجوية في مطاراتها.
وحتى الآن، بدأت أكثر من 90 دولة أو منطقة حملة التلقيح، تتركز 64 في المئة من الجرعات المعطاة في جميع أنحاء العالم في البلدان ذات الدخل المرتفع (بحسب تعريف البنك الدولي)، والتي يقطنها 16 في المئة فقط من سكان العالم.
وتقع إسرائيل في صدارة الدول، حيث تلقى 41 في المئة من سكانها بالفعل جرعة واحدة على الأقل. أما من ناحية القيمة المطلقة، فتتصدر الولايات المتحدة الدول، حيث تم إعطاء 42.4 مليون جرعة إلى 9.8 في المئة من سكانها.