عقوبات كويتية "رادعة" لمن يشارك بعمل فني "مسيء" إلى البلاد

الكويت - أعلنت السلطات الكويتية منع كل من شارك في أي عمل فني اعتبرته مسيئا للمجتمع الكويتي، من المشاركة في أي أعمال فنية يتم تصويرها داخل الكويت أو أعمال مسرحية تعرض في الكويت، وذلك بعد أن أثار أحد المسلسلات جدلا واسعا في البلاد وبيانات غاضبة عديدة من قبل السلطات دون أن تسميه.
وأكد الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف بوزارة الإعلام لافي السبيعي على حرص وزارة الإعلام على تطبيق القوانين والنظم واللوائح بمسطرة واحدة على الجميع دون تمييز، لافتا إلى أن دور الوزارة هو الحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع الكويتي وإبراز صورته الحقيقية وتمسكه بالقيم والأخلاق التي جبل عليها أهل الكويت منذ القدم، كما تعمل وزارة الإعلام بكل احترافية وجهد للحفاظ والارتقاء بالذائقة العامة.
ولم يذكر بيان وزارة الإعلام اسم الأعمال الفنية التي أشار إليها البيان لكن موجة انتقادات عنيفة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة خصوصاً لمسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”، بأنَّه يشوّه صورة المجتمع الكويتي، ويتعارض مع أخلاقيات وأعراف المجتمع. وذلك لتناوله قضايا حساسة تمس جوانب من الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية.
ونبه السبيعي “لن نسمح ممن يشارك في أعمال فنية خارج الكويت فيها إساءة للمجتمع الكويتي بأن يقوم بتقديم أعمال فنية داخل الكويت”.
وأهاب السبيعي بصناع الأعمال الفنية سواء داخل أو خارج الكويت إلى الحرص في أعمالهم على عدم المساس بقيم وثوابت المجتمع الكويتي وألا تتضمن أعمالهم أي شكل من أشكال الإساءة للكويت وأهلها وأن يتمتعوا بالحس الوطني الذي يدفعهم لتقديم رسالة راقية تحمل قيمة فنية وترتقي بالقيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية.
موجة انتقادات عنيفة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي لمسلسل "زوجة واحدة لا تكفي" واتهامات بتشويه صورة المجتمع
ويغوص مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”، في أعماق العلاقات الزوجية والعائلية مع التركيز على بعض القضايا مثل الخيانة الزوجية والعلاقات الاجتماعية المعقدة في المجتمع الكويتي.
وقالت المحامية نور المطيري، وهي واحدة من كويتيين كثر انتقدوا المسلسل “عادات أهل الكويت، مسلسل زوجة واحدة لا تكفي يمثل خدشا لعاداتنا، والممثلون يجيدون اللهجة الكويتية وليسوا كويتيين ولا نفرق بين أحد ولكن ما يتم تداوله في المسلسل لا يمثلنا، وعلى وزارة الإعلام بحث هذا الأمر ووضع حد للمهاترات التي تحصل بين طيات هذا المسلسل؟”.
ودفع الهجوم على العمل في مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة الكويتية للتدخل وأعلنت وزارة الإعلام في بيان رسمي في مارس الماضي اتخاذ إجراءات ضد العمل معبرة عن رفضها لأي أعمال فنية تُسيء إلى دولة الكويت أو تمس أخلاقيات المجتمع. وشددت على أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي لأي عمل فني يسيء إلى المجتمع الكويتي.
وأوضحت الوزارة في بيانها أنها باشرت اتخاذ إجراءات عدة تجاه المسلسل الرمضاني المسيء إلى المجتمع الكويتي ومنع تكرار مثل هذه المشاهد المسيئة، مطالبة جميع المعنيين باحترام القوانين واللوائح والمواثيق، فضلا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض مثل هذه المشاهد مستقبلا.
وأكدت أن الأعمال الفنية يجب أن تحمل رسائل أخلاقية راقية وتحترم خصوصيات المجتمعات، وأن تبتعد عن المساس بالثوابت، كما أشادت بالدور الذي اتخذته جمعيات النفع العام، والتي استنكرت مثل هذه الأفعال، بما يدلل على الوعي المجتمعي في دولة الكويت، ورفضه لأي مشاهد تمس أخلاقياته ومبادئه الثابتة.
والمسلسل من تأليف هبة حمادة، وإخراج علي العلي، وإنتاج جمال سنان، وبطولة هدى حسين وسحر حسين، وفاطمة الصفي، ونور الغندور، وحمد أشكناني، ومن مصر: ماجد المصري، وآيتن عامر، وشيماء يونس، ومن البحرين خالد الشاعر ونور الشيخ، ومن لبنان سينتيا صموئيل. ويعرض حالياً على قناة “إم.بي.سي” ومنصة “شاهد”.
وكان الاتحاد الكويتي لشركات الإنتاج الفني والمسرحي والدعاية والإعلان وصناع الترفيه أصدر بياناً في أيضا أعرب فيه عن “استيائه واستنكاره لتكرار الإساءة للمجتمع الكويتي، خصوصاً في الخمس سنوات الأخيرة، تحديداً في شهر رمضان المبارك بإنتاج بعض أعمال فنية تم تصويرها وتبث من خارج دولة الكويت ولمنتج غير كويتي ونجوم غير كويتيين”.