عقوبات أميركية على تركيا بسبب صفقة إس 400 الروسية

واشنطن - فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير في خطوة تأتي ردا على شراء أنقرة منظومة أس - 400 الدفاعية الجوية الروسية.
وقال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، إن بلاده أوضحت لتركيا على أعلى المستويات أن شراء منظومة أس - 400 سيعرض أمن التكنولوجيا العسكرية الأميركية وأفرادها للخطر.
وأوضح بومبيو أن العقوبات تشمل حظر كل تراخيص التصدير الأميركية والتصاريح الممنوحة لوكالة المشتريات الدفاعية التركية.
وحث تركيا على حل مشكلة أس - 400 على الفور بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ورفضت الخارجية التركية العقوبات الأميركية التي وصفتها بـ"الأحادية" ضد أنقرة ودعت الولايات المتحدة إلى مراجعة "الخطأ الجسيم" والتراجع عنه في أقرب وقت ممكن.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة أفراد آخرين مرتبطين بإدارة الصناعات الدفاعية التركية.
ويقول مراقبون إن إقرار العقوبات سيفاقم من حالة التوتر وسيلحق ضررا بالعلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، خاصة وأنها تأتي بعد سلسلة تحذيرات من الجانب الأميركي تجاهلتها أنقرة معتبرة حينها أنه من حقها امتلاك منظومة للدفاع عن نفسها.
وسلمت روسيا صواريخ أس - 400 أرض - جو إلى تركيا العام الماضي وقامت أنقرة باختبارها في أكتوبر، وقالت إنه لن يتم دمجها في أنظمة حلف شمال الأطلسي ولن تشكل أي تهديد ودعت إلى تشكيل مجموعة عمل مشتركة بشأن هذه القضية.
في المقابل تشدد الولايات المتحدة على أن منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية تشكل تهديدا بالفعل، وأعلنت اعتزامها استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة أف - 35 بسبب قرار أنقرة.
وكانت مصادر مقربة من البيت الأبيض أشارت في وقت سابق إلى أن الرئيس دونالد ترامب أعطى معاونيه الضوء الأخضر للمضي قدما في العقوبات.
وشكلت العقوبات صفعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان يراهن على أن العلاقة التي طورها مع الإدارة الأميركية والرئيس ترامب ستحمي أنقرة من أي إجراءات عقابية قاسية.
وقال أردوغان الاثنين إن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة شريكتها في حلف شمال الأطلسي أن تدعمها لا أن تفرض عليها عقوبات لشرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية، مضيفا أنه يشعر بانزعاج إزاء مضي واشنطن قدما في عملية فرض العقوبات.
وأوضح عقب اجتماع للحكومة التركية أن العقوبات الأميركية والأوروبية لن تمنع بلاده من الدفاع عن نفسها.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض بدوره عقوبات على تركيا، خلال قمة لقادته في بروكسل الخميس على خلفية تصرفاتها "غير القانونية والعدوانية" في شرق البحر المتوسط ضد أثينا ونيقوسيا.
ويتوقع خبراء بأن ينعكس إعلان العقوبات الأميركية سلبا على الاقتصاد التركي المتعثر الذي يئن في ظل جائحة فايروس كورونا وانهيار العملة المحلية واستنزاف احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي.
وكان أردوغان دعا الأتراك إلى تحويل مدخراتهم إلى الليرة التركية في محاولة جديدة لوقف نزيف العملة المحلية والتخفيف من أثر عملية الدولرة مصورا ذلك على أنه "كفاح وطني".
وتوجه أردوغان للأتراك قائلا "إن كانت لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني".
وقال إن الاقتصاد التركي "مستعد لجميع أنواع الاختبارات الصارمة والسيناريوهات المختلفة".
وتأتي دعوة الرئيس التركي وسط تهافت الأتراك على شراء العملات الصعبة بمستويات قياسية، بينما فقدت الليرة الجمعة أكثر من 19 في المئة من قيمتها أمام الدولار.
ورفع البنك المركزي التركي الشهر الماضي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 475 نقطة أساس إلى 15 في المئة لاحتواء هبوط قياسي لليرة وتضخم يزيد على 10 في المئة.