عقارات دبي تقود نمو أسعار المنتجات الفاخرة عالميا

لندن – أظهرت مؤشرات حديثة أن طفرة سوق العقارات في دبي خلال الفترة الماضية ساعدت في قيادة نمو أسعار المنتجات الفاخرة في أسواق العالم، جنبا إلى جنب مع الزخم الذي يشهده القطاع في العاصمة الفلبينية مانيلا.
وقالت وكالة نايت فرانك العقارية في تقرير نشرته الأربعاء إن “العقارات السكنية الفاخرة خالفت اتجاه هبوط الأسعار في 2023 وارتفعت بواقع 3.1 في المئة إذ عوضت المكاسب الكبيرة المحققة في دبي ومانيلا التراجع المسجل في نيويورك ولندن”.
وأثر ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم والغموض الاقتصادي العالمي بشكل سلبي على أسواق العقارات العام الماضي وشهدت انخفاضا كبيرا في حجم المعاملات.
ووفقا لوكالة نايت فرانك، ومقرها لندن، فقد ساهم ذلك في دعم أسعار العقارات الفاخرة بشكل ملحوظ، وكذلك تعاظم ثروات الأغنياء في ظل انتعاش أسواق الأسهم.
وتصدرت العاصمة الفلبينية مانيلا قائمة 100 سوق تتابعها وكالة نايت فرانك، حيث ارتفعت الأسعار بمقدار 26 في المئة تليها دبي وجزر الباهاما بمقدار 15 في المئة لكل منهما.
وساعد تدفق الأثرياء وأصحاب الاستثمارات خلال العام الماضي إلى دبي، في تغذية نمو صفقات القطاع العقاري في الإمارة الساعية إلى تحقيق أعلى المكاسب من انتعاش السوق.
وتضاعفت مبيعات المنازل التي تتخطى قيمة كل منها 25 مليون دولار نتيجة صفقات استحواذ من بعض أثرياء العالم على عقارات فاخرة في المدينة التي تُعد مركز أعمال وسياحة في الشرق الأوسط، وفقا لشركة الاستشارات العقارية نايت فرانك.
وبلغ عدد صفقات المنازل فائقة الفخامة في المدينة 56 منزلا، بإجمالي مبيعات 2.27 مليار دولار في 2023، ارتفاعا من 28 منزلا بقيمة 1.24 مليار دولار تم بيعها في العام السابق.
وكانت الصفقة الأغلى في 2023 لشقة مكونة من خمس غرف بقيمة 136.2 مليون دولار في مشروع كومو ريزيدنسز، وهو برج يقع على سعف نخلة جميرا لا يزال قيد الإنشاء.
وتُعتبر فئة المنازل فائقة الفخامة ظاهرة جديدة نسبيا في دبي، فقبل العام 2021، كان الحد الأقصى للمبيعات السنوية من المنازل التي تتجاوز قيمتها 25 مليون دولار لا يتخطى أربعة منازل فقط.
وأوضحت نايت فرانك في تقريرها “ذا ويلث ريبورت” أن أسعار العقارات الفاخرة في كل من نيويورك ولندن انخفضت اثنين في المئة خلال العام الماضي، وهي الآن أقل بمقدار ثمانية في المئة و17 في المئة تواليا عن أحدث ذروات وصلت إليها في السابق.
وقال ليام بايلي، رئيس الأبحاث العالمية في نايت فرانك، في بيان إن “مع تعافي محافظ الثروات في عام 2023، استهدف المشترون الأثرياء العقارات السكنية في الأسواق العالمية الفاخرة”.
46
في المئة نسبة تراجع الاستثمار العقاري التجاري العالمي في 2023 ليصل إلى 698 مليار دولار بسبب انسحاب مستثمرين أميركيين
وعلى عكس أسواق العقارات السكنية، تواجه العقارات التجارية تراجعا كبيرا، حيث تسبب التوجه نحو العمل من المنزل في ارتفاع معدلات الشواغر وأثر ارتفاع تكاليف الاقتراض على قيمة المباني المخصصة للمكاتب والشركات.
وخلصت نايت فرانك إلى أن الاستثمار العقاري التجاري العالمي تراجع 46 في المئة في 2023 ليصل إلى 698 مليار دولار بسبب انسحاب مستثمرين أميركيين.
وأشارت إلى أن قطاعي الصناعة والخدمات اللوجستية تفوقا على المكاتب ليصبحا القطاعين الأكثر جذبا للاستثمار لأول مرة على الإطلاق.
وتشير إحصائيات الوكالة إلى أن هذين القطاعين فازا بحصة تقدر بربع إجمالي الاستثمارات العالمية بينما تقلصت حصة سوق المكاتب إلى 22 في المئة من 25 في المئة في عام 2022.
وأوضحت نايت فرانك أن المستثمرين في قطاع العقارات الخاصة، وهم المشترون الأكثر نشاطا خلال العام 2023، يتطلعون إلى زيادة عمليات الشراء التي سيقومون بها في 2024، إذ يسعون للاستفادة من حالة “التشوش” في السوق.
وفي وقت تعاني فيه العقارات المكتبية في العالم من ضغوط، واصلت إيجارات المكاتب في العاصمة السعودية الرياض ارتفاعها خلال الربع الرابع من 2023، مدعومة بالطلب القوي، ويتوقع أن يستمر هذا العام بحسب خبراء شركة ديلويت.
ووفقا لتقرير جديد لـشركة الاستشارات العقارية سي.بي.آر.إي، فقد ارتفع متوسط الإيجارات في الرياض للمكاتب الفاخرة بنحو 21 في المئة على أساس سنوي، أما إيجارات كل من الفئتين الأولى والثانية فسجلت ارتفاعا بنسبة 13 و22.2 في المئة على التوالي.
وشهدت المكاتب الواقعة في مركز الملك عبدالله المالي بدورها ارتفاعا بالطلب من الشركات المحلية والعالمية. ونقلت صحيفة الاقتصادية السعودية عن جوتام ساشيتال، الرئيس التنفيذي للمركز، قوله إن “81 في المئة من المساحات المكتبية في المركز تم تأجيرها”.