"عش الغراب".. رهان سوري متجدّد على المسلسلات القصيرة

تشهد ساحة الدراما العربية في الآونة الأخيرة ظاهرة تصوير المسلسلات ذات الحلقات القصيرة التي باتت تحقّق نسبا عالية من المشاهدة من جيل الشباب خاصة، بعيدا عن المطّ المُربك للحلقات دون موجب في الغالب. ومن بين هذه الأعمال يحضر المسلسل السوري “عش الغراب” الذي انطلق تصويره أخيرا في ريف دمشق.
دمشق – دارت مؤخرا عدسة المخرج السوري وليد درويش في مدينة ميسلون بريف العاصمة السورية دمشق معلنة بدء تصوير عشارية “عش الغراب” من تأليف سامر عادلة وتعاون فني لعلي الماغوط وإنتاج شركة سوريان للإنتاج والتوزيع الفني في أول إنتاجاتها الدرامية.
والعشارية بوليسية تنتمي إلى دراما الأكشن، تتنوّع محاورها ما بين طموح الشباب وواقعهم، وما بين ماضي كبار السن وتاريخهم، بحيث تتأرجح الشخصيات بين الماضي والحاضر وتتقاذفها رغباتها الجامحة.
وتجري أحداث المسلسل في غابة تشهد العديد من الملاحقات والمطاردات والأحداث الشيقة والمفاجآت التي تحبس الأنفاس، إضافة إلى الأطماع التي تودي بأصحابها إلى ارتكاب جرائم قتل، وحالات الغدر بين الأصدقاء.
ويشارك في هذه العشارية كل من حسام تحسين بيك ووضاح حلوم وجمال العلي وأمية ملص وعلا باشا وربا المأمون ومحمد خاوندي وعامر علي ووسيم الرحبي ومؤيد الخراط ورشا إبراهيم ومجد مشرف وطارق نخلة ووسام أبوصعب ورهام عزيز ولبابة صقر وآية سليمان ونور شاهين.
وتعدّ هذه العشارية الأولى المنتظر عرضها خلال الموسم الصيفي الحالي أو مع بداية الموسم الشتوي القادم، بعد تعوّد سوريا على إنتاج هذه النوعية من الدراما التي حقّقت العديد من النجاحات خاصة على المنصات الإلكترونية الجاذبة لجمهور الشباب.
وشهد عام 2021 ظهور عدد كبير من المسلسلات السورية القصيرة، كان آخرها سلسلة “بصمة حدا” التي عُرضت خلال الموسم الرمضاني الماضي بأكثر من فضائية عربية، وهي سلسلة تضمّنت ثلاثية روائية هي “طبق الأصل” و”انتقام بارد” و”البرزخ” تغوص في الدراما النفسية التي تكشف عورات المجتمعات العربية، عموما والمجتمع السوري خاصة، الذي أنهكته الحرب ممّا انعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.
وأتى عمل “طبق الأصل” في ثلاث عشرة حلقة عن سيناريو لسلام كسيري ومن إخراج علي محي الدين علي وتمثيل كل من عباس النوري وفايز قزق وميلاد يوسف وهبة نور.
ويتحدّث المسلسل عن العلاقات الزائفة التي تجمع بين الناس وطغيان حالات الغش والتدليس فيها دافعة بهم إلى حدود الهاوية، كما يتعرّض العمل للصراعات العنيفة التي تجمع علاقات الأشقاء وتأثير حالات الطمع عليها.

أما مسلسل “انتقام بارد” فجاء في عشر حلقات وهو من تأليف نعيم الحمصي وإخراج سيف الدين سبيعي، وشارك في بطولته كل من ميلاد يوسف وخالد القيش وجيني أسبر ونضال نجم ويزن خليل وحسام تحسين بك ووفاء موصللي وفادي صبيح وربى الحلبي وآخرين.
وتقع أحداث العشارية في نقطة اشتباك الواجب مع الحب بين الخطأ والصواب، حيث يتحكّم الثأر الشيطاني منتظرا النقاط السوداء داخل عقل أبطاله ليفجرّها بألاعيبه النفسية الغامضة، طارحا أسئلة حول الحقيقة والخيال والأوهام في حياة البشر.
وثالث أثافي السلسلة جاء في شكل سباعية تحت عنوان “البرزخ” وهو من تأليف بلال شحادات وإخراج سيف الدين سبيعي. وشارك فيها كل من سمر سامي وجمال قبش ونضال نجم وعلاء قاسم وروبين عيسى وندين تحسين بك ومحمد قنوع.
وتدور أحداث المسلسل القصير حول واجهة خادعة من الحياة الرتيبة التي تظهر أمام المشاهد في بادئ الأمر، قبل أن يبدأ باكتشاف الحقيقة شيئا فشيئا، فلا أمر كما يبدو عليه.
وبعيدا عن الدراما النفسية قدّمت الدراما السورية خلال العام الجاري سلسلة “أسرار” التي نفّذ منها حتى اللحظة مسلسل “صدفة” الذي جاء في ثماني حلقات عن نص لفايزة علي وأخرجه سامي جنادي، وشارك في بطولته كل من أيمن زيدان وصفاء سلطان وحسام تحسين بك وشكران مرتجى وحازم زيدان وجمال العلي وآمال سعدالدين.
كذلك عرض مسلسل حمل عنوان “الروليت” من تأليف معن سقباني وإخراج سعيد رمضان، وهو من عشر حلقات، شارك في بطولته كل من جرجس جبارة ويحيى بيازي ورشا بلال وكرم الشعراني ولمى بدور وطلال مارديني.
والعمل بوليسي تشويقي يعتمد على كشف ملابسات جريمة تقع أثناء جلسة جمعت عددا من الشباب والشابات في لعبة الروليت الروسية، وتداعيات ذلك على حياتهم.
ومع هذه الأعمال عرض أيضا مسلسل “ضد مجهول” وهي سلسلة من ثماني حلقات كتبها كلا من لواء اليازجي ومحمد أبواللبن وأخرجها السدير مسعود، وبطولة كل من عبدالمنعم عمايري وباسل الخياط وهيا مرعشلي ونظلي الرواس وإيهاب شعبان.
ويرصد العمل قصص بعض المهمشين وما يمكن أن تتركه فيهم الحياة من ندب نفسية عميقة تكبّل حياواتهم وتجعلها أكثر تعقيدا.
والمسلسلات السورية القصيرة لم تكن وليدة السنوات الأخيرة، فغالبية المسلسلات السورية التي أنتجت في فترة الثمانينات من القرن الماضي كانت تقتصر على 15 حلقة تلفزيونية كحد أقصى، ولكن مع دخول الإنتاج السوري فورة المنافسة العربية، وارتباط عرض المسلسلات بشهر رمضان، بات لزاما على شركات الإنتاج تقديم مسلسلات من 30 حلقة كاملة، وهو ما تسبّب لاحقا في ضعف كبير على صعيد الحبكة والإنتاج، الأمر الذي نفّر المُشاهد العربي من هذه الدراما التي تقول في ثلاثين حلقة ما يمكن اختصاره إلى النصف أو الثلث أحيانا.