عشرات القتلى والجرحى جراء قصف للجيش في أم درمان والخرطوم

الخرطوم – أسفر القصف الجوي المكثف الذي شنه طيران الجيش السوداني عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في منطقة قندهار الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا غرب مدينة أم درمان، وفق بيان لقوات الدعم السريع.
كما تعرضت أجزاء من العاصمة السودانية لقصف مدفعي وجوي اليوم الأحد مع غياب أي دلائل على استعداد أي من الفصيلين العسكريين المتحاربين للتراجع عن موقفه في صراع أودى بحياة المئات رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية.
وقالت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" في بيان مرفق بمقطع فيديو عبر صفحاتها على فيسبوك وتويتر إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني قصف "عددا من المناطق السكنية والمنشآت العامة والخاصة، من بينها سوق قندهار للمواشي، مخلفاً عددا من القتلى والجرحى.
ونقلت الدعم السريع في مقطع الفيديو شهادات سكان المنطقة تؤكد أن القصف الذي طال منطقتهم جراء الطيران الحربي التابع للجيش قد قتل أبناءهم وتسببت في حرق بيوتهم والسوق، مما أجبرهم على الفرار، ونفى الجميع وجود قوات للدعم السريع مرتكزة في منطقتهم.
وجددت قوات الدعم السريع إدانتها لاستخدام الجيش للطيران الحربي المحظور دوليا في استهداف المدنيين، مبينة أن شهادات سكان المنطقة حجتها على أنها تدافع وتناضل من أجل الشعب السوداني.
ويرى مراقبون أن استمرار الجيش في قصف المدنيين رغم تعهده في إعلان المبادئ الذي وقعه ممثلوه في مدينة جدة بالسعودية بضمان حمايتهم، لأنه لم يحقق أي انتصار على قوات الدعم السريع منذ بداية الصراع، وهو يريد من زيادة التصعيد تحقيق مكاسب نوعية لتفادي الهزيمة.
ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن إعلان الوفدين عن رغبتهما في مواصلة مسار الحوار المقرر أن يستأنف اليوم بمدينة جدة، لا يعني أنهما سيوقفان آلة الحرب، حيث أن كل المؤشرات على الأرض تقول إن ذلك يبدو بهدف ربح الوقت وتجنب غضب السعودية والولايات المتحدة اللتين ترعيان الحوار.
وتركز الصراع منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل شهر في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، الواقعتين قبالتها على الجانب الآخر من فرعي النيل الأبيض والأزرق، بالإضافة إلى إقليم دارفور في غرب البلاد.
وذكر مراسل من رويترز وشهود أن قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري وتعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر اليوم الأحد. وأفادت قناة العربية التلفزيونية بوقوع اشتباكات كثيفة في وسط الخرطوم.
وقالت سلمى ياسين، وهي مدرسة تعيش في أم درمان، "وقعت غارات جوية مكثفة قريبا منا في منطقة صالحة هزت أبواب البيت".
وأسفر القتال عن مقتل المئات ولجوء 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة ونزوح 700 ألف آخرين داخل السودان، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية ويهدد باستقطاب قوى خارجية إلى الصراع وزعزعة استقرار المنطقة.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان إن عدد القتلى، الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، تجاوز 100 شخص بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة.
وألقت المنظمة الحقوقية المحلية مسؤولية أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة، حيث قتل المئات في أعمال عنف الشهر الماضي، على هجمات شنتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية وعلى قوات الدعم السريع، التي نفت مسؤوليتها عن الاضطرابات.
وتقاسم قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، السلطة بعد انقلاب 2021 الذي أعقب انتفاضة 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
لكنهما اختلفا حول شروط وتوقيت الانتقال المزمع إلى الحكم المدني ولم يظهر أي منهما استعداده لتقديم تنازلات، ويسيطر الجيش على القوات الجوية، فيما تتحصن قوات الدعم السريع داخل أحياء الخرطوم.
وأنتهك الجانبان مرارا اتفاقيات للهدنة، لكن الولايات المتحدة والسعودية تتوسطان في محادثات تجرى في جدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت سلمى ياسين "لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحرب... البيت أصبح غير آمن وليس لدينا ما يكفي من المال للسفر خارج الخرطوم. لماذا ندفع ثمن حرب البرهان وحميدتي؟"
واتفق الجانبان الخميس على إعلان مبادئ لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، لكن القتال لم يهدأ رغم مناقشات تجري اليوم الأحد من المقرر أن تتناول آليات المراقبة والتنفيذ الخاصة بهذا الإعلان.