عشرات القتلى في الخرطوم ونايالا بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة

الخرطوم – ارتفع عدد قتلى الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية إلى 33 مدنياً في الأقل بالخرطوم، بعد أن قضى 23 منهم في قصف جوي للجيش على منطقة تقع في جنوب شرقي العاصمة، وفق ما أفادت منظمة "محامو الطوارئ" المستقلة التي ترصد الانتهاكات وتحصي الضحايا المدنيين.
كما سقط ثلاثة قتلى وأكثر من عشر جرحى في صفوف المدنيين في قصف بالبراميل المتفجرة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وخلال الأسبوع الجاري، تصاعدت المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدن الخرطوم الثلاث، وترافق التصعيد مع ضغوط مكثفة تمارسها أطراف دولية واقليمية على طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء القتال المستمر لنحو تسع أشهر.
وأعلنت المجموعة الخميس أن عشرة مدنيين قتلوا بنيران المدفعية في منطقة السلمة القديمة جنوب عاصمة الدولة التي تشهد منذ 15 أبريل حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرالين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقالت منظمة "محامو الطوارئ" في بيان عبر منصة إكس إن "قصفا جويا في منطقة سوبا تسبب بمقتل 23 مدنيا (...) والعديد من الاصابات بينها أصابات خطيرة".
وفي الحزام الجنوبي للخرطوم، قالت "لجنة المقاومة" المحلية التي تدير التعاون بين سكان الحي الخميس إن "عشرة مدنيين قتلوا في تبادل لقصف مدفعي في حي سكني وسوق محلية".
واستهدف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني الخميس، مواقع عديدة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ما أوقع عشرات القتلى والجرحى وسط المدنيين.
وهذه هي المرة الثالثة التي يستهدف فيها الطيران الحربي مدينة نيالا الخاضعة كليا لسيطرة قوات الدعم السريع منذ 26 أكتوبر الماضي، بعد سقوط "الفرقة 16" التابعة للجيش السوداني في ولاية جنوب دارفور، قبل أن تحكم سيطرتها على ولايات غرب ووسط وشرق دارفور، لتتحكم في الإقليم الشاسع، ما عدا ولاية شمال دارفور وحاضرتها الفاشر.
ويرى مراقبون أن استمرار الجيش في استهداف المدنيين في الولاية ذات الموقع الاستراتيجي الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع هدفها إجبار المواطنين على النزوح مرة أخرى، هذا فضلا عن محاولات التغطية على الخسائر التي مني بها آخرها ولاية الجزيرة.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم قوات الدعم السريع إن "طيران ميليشيا البرهان وفلول النظام البائد الإرهابية قصف عدد من الأحياء السكنية بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء وتدمير المنازل والممتلكات الخاصة".
وأظهر مقطع فيديو بثته قوات الدعم السريع عبر حسابها على منصة إكس دمارا واسعا خلفه قصف الطيران الحربي للجيش.
وأدانت قوات الدعم السريع، ما قالت إنها عمليات قصف متعمدة للمدنيين الأبرياء، بهدف قتلهم وتهجير الآخرين قسريًا من مناطقهم.
وقالت "إن هذه التصرفات البربرية تكشف بجلاء حالة اليأس والإحباط التي وصلت إليها ميليشيا البرهان، وفلول النظام البائد جراء الهزائم المتتالية التي ظلت تتعرض لها في جميع الجبهات".
ودعت المنظمات الدولية والإقليمية إلى إدانة وتوثيق الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين.
ونقل موقع "سودان تربيون" عن شهود عيان قولهم إن الطيران الحربي أسقط نحو ثمانية براميل متفجرة في كل من حي المطار والرياض ومحيط قيادة الفرقة 16 مشاة علاوة على المتحف جنوب حي الوادي ومقر الشركة السودانية للاتصالات "سوداتل"، وأشاروا إلى تضرر مسجد نيالا العتيق عقب سقوط قذيفة داخله.
ونقل موقع "دارفور24" عن الناشط المدني بمدينة نيالا طارق مكي قوله إن القصف الجوي الذي نفذه الطيران الحربي التابع للجيش السوداني البارحة أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين واصابة أحد عشر آخرين بجراح.
ووفقًا لمصدر طبي تحدث لموقع "دارفور24 " استقبلت حوادث مستشفى نيالا التعليمي 11جريحاَ حالة إثنين منهم خطيرة جرى تحويلهما الى المستشفى التركي جنوب المدينة.
وشارك عدد من المواطنين والناشطين في المجتمع المدني في وقفة احتجاجية تندد بالقصف الجوي على نيالا وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات ضد المدنيين من قبل قوات البرهان.
وفي خضم التطورات الميدانية الحالية في نيالا انحاز الآلاف من قبائل الحمر والبديرية والمناصرة والشويحات والبرقو والبني فضل والمراريت لقوات الدعم السريع
وفي ديسمبر الماضي، خرج عدد من سكان نيالا في مسيرات منددة بالقصف الجوي المتكرر الذي ينفذه الجيش، وطالبوا المجتمع الدولي والإقليمي بالضغط على القوات المسلحة لوقف عملياتها العسكرية بولاية جنوب دارفور.
وامام تدهور الاوضاع الانسانية نتيجة استمرار الحرب دفعت قوات الدعم السريع بقافلة مساعدات إنسانية لمنطقة وخلاوي ود الفادني بولاية الجزيرة
وأدى النزاع إلى سقوط أكثر من 12 ألف قتيل، حسب تقديرات المنظمة غير الحكومية "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث" (أكليد).
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص، كما تقول الأمم المتحدة.
وأخفقت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إجراء مفاوضات سلام في السودان، التي تبذلها خصوصا الولايات المتحدة والسعودية، ومؤخراً الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا "إيغاد".
ودعا الرئيس جيبوتي رئيس الدورة الحالية لمنظمة "إيغاد" إسماعيل عمر قيلي أعضاء المنظمة لعقد قمة استثنائية بأوغندا نهاية الأسبوع المقبل لمناقشة الأوضاع في السودان والخلاف بين إثيوبيا والصومال.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الجيبوتية الخميس إن رئيس الدورة الحالية لمنظمة "إيغاد" ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر قيلي "وجه الدعوة للدول الأعضاء والشركاء الدوليين إلى قمة استثنائية في أوغندا الخميس المقبل الموافق 18 يناير الجاري".
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، بعد توتر على مدى أسابيع بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.