عروض السيرك تعيد البهجة إلى شوارع تونس

تونس – تستعد شوارع العاصمة التونسية وساحاتها لانطلاق فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الدولي لفن سيرك الشارع الذي يُنظمه سيرك “بابا روني”، حيث سيكون هذا الحدث من أولى التظاهرات الثقافية الصيفية لهذا الموسم.
ولفت سيرك “بابا روني” النظر إليه في السنوات الأخيرة من خلال مشاركته في تظاهرات فنية عديدة، وذلك لما يميز عناصره الشابة من خفة ومرونة، وقدرة على مواكبة أحدث ابتكارات فنون السيرك في العالم.
وسينتظم العرض الافتتاحي للدورة التي تنطلق في الرابع والعشرين من يونيو الحالي وتستمر إلى غاية التاسع والعشرين منه، في شارع الحبيب بورقيبة قلب العاصمة التونسية ونبضها، لمدة ثمانين دقيقة أمام المارّة من هذا الشارع.
ويقيم التونسيون عادة في شارع الحبيب بورقيبة أنشطتهم الثقافية، إذ يشهد الشارع مهرجانات الموسيقى والمسرح والسينما، وهناك يحتفلون بأعيادهم الوطنية.
ويتضمّن العرض حركات وألعابا بالحلقات النارية ورقصات بهلوانية فضائية يقدّمها محترفون في هذا الفن من سبعة بلدان هي تونس وفرنسا وإيطاليا والسويد وتشيلي وكولومبيا وأوروغواي.
وتضفي مثل هذه العروض البهجة في النفوس وتغني الفرجة الآسرة والذائقة الراقية. فقد أصبح فن الشارع وسيلة للتنفيس عن التونسيين الذين حرموا من الكثير من الأنشطة والفعاليات الترفيهية بسبب الإجراءات المتخذة للحد من تفشي جائحة فايروس كورونا.

وقال المدير الإداري للمهرجان هيثم قصداوي لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات)، إن “السيرك المعاصر يجدُ صدى طيّبا لدى الجمهور من مختلف الفئات وهم اليوم في أمسّ الحاجة إلى الترفيه والترويح عن النفس في ظلّ حالة الانغلاق والعزلة التي فرضتها جائحة كورونا”.
ويحرص منظمو هذه الدورة على تنظيم كافة العروض وسط إجراءات صحية صارمة.
وشدّد قصداوي على أن البروتوكول الصحي سيتمّ احترامه بتوزيع الجمهور الحاضر إلى ستة أماكن متباعدة، فضلا عن احترام مسافة التباعد الجسدي داخل المكان الواحد.
ويلقى المهرجان الدولي لسيرك الشارع بتونس، الذي يعد الأول من نوعه الذي ينظم في العالم العربي وفي القارة الأفريقية، إعجاب المتابعين له، وتزايد الطلب عليه من قبل العائلات التونسية، باعتباره فنا يجمع تحت خيمته الصغار والكبار على حد سواء، ويشعر الجميع بالبهجة والانشراح كلغة عالمية تعتمد مهارات الجسد في مخاطبة الجمهور.
وأكد قصداوي على حاجة فن السيرك للاستمرار في تونس، لافتا إلى أن “فن السيرك غير مصنّف اليوم ضمن إدارة الموسيقى والرقص وأيضا غير مصنّف ضمن إدارة الفنون الركحية”. وجدّد دعوته لإدراج هذا الفن ضمن مشروع القانون المتعلّق بالفنان والمهن الفنية.
وستجوب عروض المهرجان الذي تمّ إحداثه سنة 2018 أيضا ساحات خصّصت لفنون الشارع بمحافظات منوبة وسوسة والكاف على أن يكون الاختتام بمحافظة زغوان، وتحديدا بموقع معبد المياه الروماني الشهير.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان يهدف إلى نشر فنون السيرك بتونس والتعريف بها، خلافا للمفهوم العام السائد عن السيرك المختزل في خيمة وعروض للحيوانات المدرّبة.