عراقجي يستبق جولة ترامب برسائل طمأنة من قطر والسعودية

طهران - يتوجه وزير خارجية إيران عباس عراقجي السبت إلى السعودية وقطر قبل جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقررة مطلع الأسبوع المقبل في المنطقة، في خطوة تهدف من ورائها إيران إلى إطلاق رسائل الطمأنة باتجاه الولايات المتحدة في وقت دقيق.
وتنوع إيران مساعيها لإقناع الرئيس الأميركي برغبتها في الحوار مع واشنطن حول مختلف الملفات وليس فقط حول البرنامج النووي. لكن ترامب يريد خطوات ملموسة تظهر جدية إيران التي تفكر بآلية مختلفة تقوم على فتح باب الحوار من أجل شراء الوقت. وبعد الحماس لقناة الحوار العمانية، يتحرك وزير الخارجية الإيراني عبر زيارة السعودية وقطر لتأكيد استعداد بلاده للحوار مع واشنطن.
ومن المنتظر أن يكون الوضع في اليمن أحد العناصر التي يسعى الإيرانيون لجعلها على أجندة جولة ترامب خاصة بعد الاتفاق الأخير، الذي سعى كل طرف لتقديمه في صورة تخدمه. وفيما يقول ترامب إن الحوثيين استسلموا وطلبوا وقف الحرب، يقول الحوثيون إن واشنطن طلبت عبر العمانيين وقف استهداف السفن مقابل وقف القصف الأميركي.
◙ بعد الحماس لقناة الحوار العمانية، يتحرك وزير الخارجية الإيراني عبر زيارة السعودية وقطر لتأكيد استعداد بلاده للحوار مع واشنطن
وسيسعى الإيرانيون لتأكيد أن الحل الذي تمّ في اليمن كان لهم فيه دور مؤثر، وأنهم طلبوا من الحوثيين وقف استهداف السفن في خطوة تظهر حسن نوايا طهران تجاه واشنطن وفاتحة لحوار أشمل وأوسع.
وجاء في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني أن عراقجي سيتوجه أولا إلى الرياض "للقاء مسؤولين سعوديين كبار وإجراء مباحثات معهم” ثم إلى الدوحة “للمشاركة في مؤتمر الحوار العربي – الإيراني."
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن اللقاءات المقررة في السعودية ستركز خصوصا على المحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي. وقال عراقجي في مقطع فيديو بثته وسائل إعلام محلية “نعتقد أن استدامة أيّ اتفاق محتمل تعتمد إلى حد كبير على الأخذ في الاعتبار المخاوف النووية لدول المنطقة، فضلا عن المصالح المشتركة بين إيران وهذه الدول."
ومن المقرر أن يقوم ترامب بجولة تشمل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة بين 13 و16 مايو. وبمعزل عن زيارته القصيرة إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، تعتبر هذه الجولة أول رحلة لترامب إلى الخارج منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
وعقدت إيران والولايات المتحدة المقطوعة العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 1980، ثلاث جولات من المباحثات غير المباشرة منذ 12 أبريل حول البرنامج النووي الإيراني، بوساطة عُمانية.
ومن المقرر عقد جولة رابعة من المحادثات الأحد. وقال عراقجي الجمعة إن بلاده وافقت على عقد جولة رابعة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة يوم الأحد في سلطنة عمان، مضيفا أن المفاوضات تمضي قدما. وكان ترامب هدد بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إدارته لحل النزاع طويل الأمد.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن عراقجي قوله “المفاوضات تحرز تقدما. وبطبيعة الحال، كلما تقدمنا، زادت الحاجة إلى المزيد من المشاورات والمراجعات." وأضاف “يحتاج الوفدان إلى المزيد من الوقت لدراسة القضايا المطروحة. لكن المهم هو أننا نمضي قدما وندخل تدريجيا في التفاصيل."
وتتهم الدول الغربية وإسرائيل، التي يعتبرها خبراء القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. وترفض طهران هذه الاتهامات وتشدد على حقها في امتلاك طاقة نووية لأغراض مدنية.
وأعلن ترامب الأربعاء أنه “سيتخذ قرارا” بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها الولايات المتّحدة للخليج بعدما أفادت تقارير إعلامية بأنّه يعتزم إطلاق اسم “الخليج العربي” أو “خليج العرب” على المسطح المائي الذي تصرّ إيران على تسميته "الخليج الفارسي." وسارعت طهران إلى تحذير ترامب من تغيير اسم هذا المسطح المائي الواقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية.
وقال وزير الخارجية الإيراني في منشور على منصة إكس إنّ "أيّ محاولة ذات دوافع سياسية لتغيير الاسم التاريخي للخليج الفارسي تشير إلى نيّة عدائية ضدّ إيران وشعبها."