عراقجي يبحث في طهران ملفات مهمة على رأسها الهجوم الإيراني

طهران - بحث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، ملفات عدة في مقدمتها سبل منع اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وتعزيز أمن الحدود بين البلدين، وذلك خلال اجتماع في طهران شارك فيه وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد.
ويأتي هذا الاجتماع وسط تقارير تشير إلى أن الهجوم الإيراني المرتقب على إسرائيل لن يقتصر على الأراضي الإسرائيلية بل سيشمل أهدافا أميركية، خاصة في العراق وسوريا.
وتسعى حكومة بغداد التي وصلت إلى السلطة بدعم أحزاب موالية لإيران، إلى تحقيق توازن دقيق بهدف إبعاد العراق عن التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ أكثر من عام في ظل حرب اسرائيل مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ومع حزب الله في لبنان.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي العراقي أن الأعرجي والوفد المرافق له عقد اجتماعا رسميا مع عراقجي، في طهران، موضحا أن "الاجتماع استعرض آخر تطورات الأحداث في الشرق الأوسط والمنطقة".
كما بحثا ملف أمن الحدود بين البلدين ونجاح الحكومة العراقية في تنفيذ الاتفاق الأمني المشترك، والتأكيد على استمرار التعاون لتحقيق أمن شامل ومستدام لحدود البلدين.
كما جرى التأكيد على أهمية التعاون بين دول المنطقة لتجنب اتساع رقعة الصراع، وأهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعلى جميع المستويات. وفق البيان.
والعام الماضي وقّع العراق وإيران "اتفاقا أمنياً" يهدف إلى "التنسيق في حماية الحدود المشتركة" بين البلدين من خلال نزع سلاح المجموعات المسلحة الكردية وكذلك ابعادهم عن الحدود مع إيران.
ووصل مستشار الأعرجي، ووزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد أمني رفيع.
وذكرت المستشارية في بيان مقتضب أنه "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ووزير داخلية كردستان ريبر أحمد، إلى طهران على رأس وفد أمني رفيع"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وشنت إسرائيل، عبر طائراتها المقاتلة، غارات على إيران في 26 من الشهر الماضي، مستهدفة 20 موقعا بينها بعض المواقع العسكرية ومنشآت تصنيع الصواريخ، لكنها أحدثت ضررا بسيطا، وأدت إلى مقتل جنديين إيرانيين، حسب الإعلان الرسمي الإيراني، وهو الرد الذي جاء بعد شهر من ضربة إيرانية لتل أبيب.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية قولها إن زيارة الأعرجي وأحمد لطهران جاءت لبحث الهجوم الإيراني المرتقب على إسرائيل والتشديد على موقف العراق الرافض لاستخدام أراضيه في الهجوم أو استهداف المصالح الأميركية فيه.
واستضاف مستشار الأمن القومي العراقي، السبت، الملحق العسكري الإيراني العميد مجيد قلي بور، في بغداد، حيث بحث الجانبين، سبل تعزيز أمن واستقرار البلدين وتفعيل مذكرات التفاهم لضبط الحدود، وكذلك استمرار التعاون في مجال مكافحة الارهاب والتهريب.
وتتزايد ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها في العراق بشكل مقلق مما يهدد الأمن المجتمعي ويترك أثارا سلبية على مستقبل الأجيال الشابة وأمام هذا التحدي المتنامي تسعى المؤسسات الحكومية والمدنية إلى تكثيف جهودها لمحاربة المخدرات، وسط دعوات لتوحيد التعاون الإقليمي والدولي للحد من انتشار المخدرات وحماية المجتمع العراقي من تداعياتها الوخيمة.
وكانت تقارير إعلامية نشرت مؤخرا، تشير إلى أن العراق سيكون موقعا جديدا تشن منه إيران هجومها على إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما كشف وزير الخارجية فؤاد حسين، الخميس الماضي، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أقنع قادة الفصائل المسلحة بالعمل وفق خطة الحكومة لمواجهة شرارة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت الحكومة العراقية، في 6 نوفمبر الجاري، أن أراضيها لن تُستخدم "لتنفيذ هجمات أو ردود، كما نفت ما تم تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ هجمات إيرانية ضد إسرائيل، واعتبرت أنها "ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه.
فيما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري، عن مسؤولين أميركيين اثنين قولهما إن إدارة الرئيس جو بايدن حذّرت الحكومة العراقية بأنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيليا.
وذكر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تشيران إلى أن إيران تخطّط لشنّ هجوم كبير ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة.
ومنذ أيام أشارت تقارير صحافية إسرائيلية وأميركية، إلى قرب الرد الإيراني المحتمل على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية خلال أكتوبر الماضي، ليتبعها تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي السبت الماضي، بـ"رد قاس"، ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث قال خلال فعالية لإحياء ذكرى اقتحام متظاهرين مقر السفارة الأميركية في طهران، إن إيران ستفعل "كل ما يجب القيام به لإعداد الأمة الإيرانية، سواء عسكريا أو سياسيا" لمواجهة أي تهديد.
كما أعلن الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني، أن إيران سترد على "العمل الشرير الجديد" الذي قامت به إسرائيل، مؤكدا أن "الرد على العدوان الصهيوني الأخير على إيران سيكون حتميا وحاسما وخارجا عن إدراك العدو".
وكان "معهد واشنطن" الأميركي، قد أشار قبل أيام، إلى أن إيران قد تلجأ إلى "دورة ثالثة" من الهجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك اللجوء إلى "الخيار العراقي" باستخدام "صواريخ الأرقب" انطلاقا من الأراضي العراقية وهو ما قد يلحق إصابات بإسرائيل باعتبار أن المسافة الجغرافية ستكون نحو 400 كلم فقط، مقترحا على واشنطن عدة خطوات للتعامل مع هذه السيناريوهات المحتملة.
ورأى المعهد أنه في حال حدوث مثل هذا الهجوم انطلاقا من العراق، سيؤدي إلى انتقام إسرائيلي قوي ضد بغداد، كما من المرجح أن تعتبر الفصائل العراقية أن الولايات المتحدة هي التي قامت بتسهيل الهجوم أو رفضت منع حدوثه.
ومنذ أشهر، تشن فصائل عراقية هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل إسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن التصعيد بدأ يشتد منذ دخول حزب الله اللبناني في القصف المتبادل مع إسرائيل حتى بلغ التصعيد ذروته باغتيال أمين عام الحزب اللبناني حسن نصرالله، إثر غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.