عراقجي يبحث في الأردن التوتر بالمنطقة ضمن جولة تشمل مصر وتركيا

عمان - استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الأربعاء وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الذي يزور المملكة ضمن جولة إقليمية تشمل مصر وتركيا يجريها في ظل تصاعد التوتر في المنطقة والتهديدات المتبادلة بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وقبل ذلك كان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد التقى بنظيره الإيراني بمقر الوزارة، ومن المنتظر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا في وقت لاحق للكشف عن فحوى الاجتماع.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، صباح الأربعاء، في تغريدة على منصة إكس، أن "الدبلوماسية الإيرانية من أجل السلام والاستقرار الإقليميين مستمرة. سيتوجه وزير الخارجية عراقجي إلى الأردن ومصر وتركيا لمواصلة مشاوراته مع دول المنطقة بهدف وقف الحرب والإبادة الجماعية والجرائم".
وقلما زار وزراء خارجية إيران خلال جولاتهم الإقليمية في العقود الأخيرة الأردن بسبب توتر أصبح يخيم على العلاقات الثنائية منذ عقود، رغم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.
غير أن الحرب الإسرائيلية على غزة ووجود مخاوف مشتركة بينهما، أسس لدبلوماسية نشيطة بين طهران وعمان خلال العام الأخير، حيث زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طهران خلال أغسطس الماضي، حاملاً رسالة من العاهل الأردني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. كما أجرى الصفدي "محادثات موسعة"، وفق الخارجية الأردنية، مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانية علي باقري كني.
والأردن هو محطة ضمن جولة إقليمية يجريها عراقجي خلال الفترة الراهنة، شملت لبنان وسوريا والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان.
وتأتي زيارات عراقجي إلى كل من الأردن ومصر وتركيا في إطار حراك دبلوماسي إيراني مكثف منذ أسابيع، خاصة وسط مخاوف من اتساع الحرب في المنطقة على وقع تهديدات إسرائيلية بضرب إيران بعد إطلاق الجمهورية الإسلامية نحو 200 صاروخ بالستي باتجاه إسرائيل، شوهد العديد منها وهو يعبر سماء المملكة.
وقالت إيران إن الهجوم كان انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مع الجنرال في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر.
وأكدت السلطات الأردنية أنها اعترضت بعض هذه المقذوفات في أجوائها.
وكان الهجوم الإيراني الثاني من نوعه ضد الدولة العبرية منذ أبريل.
وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني. وقال وزير دفاعها يوآف غالانت إن ردّ الدولة العبرية سيكون "فتّاكا ودقيقا ومفاجئا".
من جهتها، توعدت طهران بأنها ستردّ في المقابل على أي اعتداء يستهدفها.
وأكد عراقجي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن بلاده مستعدة لرد "حازم" إذا هاجمت إسرائيل الجمهورية الإسلامية ردا على إطلاق الأخيرة صواريخ باتّجاهها.
ونقل مكتب عراقجي عنه قوله في اتصال مع غوتيريش "بينما تبذل كل الجهود لحماية السلام والأمن في المنطقة، إلا أن إيران جاهزة بالكامل لرد حازم على أي مغامرة" إسرائيلية، "ستندم عليه" الدولة العبرية.
كذلك، ناشد عراقجي خلال الاتصال الذي جرى مساء الثلاثاء وصدر البيان بشأنه الأربعاء الأمم المتحدة استخدام إمكاناتها "لوقف جرائم واعتداءات النظام الإسرائيلي وإرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان وغزة".
ويهدد التصعيد بين إسرائيل وإيران بتوريط الأردن في الصراع خاصة بعد إسقاطه في أبريل الماضي صواريخ وطائرات مسيرة حلقت في سمائه، أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، وهو ما قوبل بانتقادات إيرانية لاذعة رغم تأكيد الصفدي حينئذ أن بلاده كانت ستتخذ الموقف نفسه لو كانت تلك الصواريخ قادمة من إسرائيل باتجاه إيران.
وأكد الصفدي في تصريحات سابقة أنه "لن يكون ساحة حرب لأحد"، وأبلغ إيران وإسرائيل بأنه سيتصدى "لأي تهديد لأمنه واستقراره" من قبل أي منهما.
ويشهد الأردن، حيث نصف عدد السكان تقريبا من أصول فلسطينية، منذ 7 أكتوبر الماضي مظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، تراجعت وتيرتها الأشهر الماضية بعد تصدي السلطات لاحتجاجات مخيم البقعة التي رافقتها أعمال عنف، لتعود مجددا بعد اغتيال نصرالله حيث خرج الأسبوع الماضي عدد من الأردنيين في مظاهرة هتف خلالها المشاركون بشعارات لدعم المقاومة في غزة ولبنان قائلين "من عمان للبنان.. كلنا فدى الطوفان".
وبدورها تسعى دول الخليج للنأي بنفسها عن التورط في التصعيد وذلك بعد تحذيرات من المسؤولين الإيرانيين الذين طالبوا القادة الخليجيين بعدم السماح باستغلال القواعد الأميركية أو المجال الجوي لتنفيذ هجوم إسرائيلي بدعم من واشنطن.
وشهدت السنوات القليلة الماضية تقاربا سياسيا بين الرياض، أكبر مصدري النفط، وبين طهران، مما ساعد في تخفيف التوتر في المنطقة، لكن العلاقات لا تزال معقدة بينهما.
وتتوخى السعودية الحذر من ضربة إيرانية لمنشآتها النفطية منذ هجوم عام 2019 على مصفاتها الرئيسية في بقيق، أدى إلى توقف أكثر من 5 بالمئة من إمدادات النفط العالمية لفترة وجيزة. ونفت إيران ضلوعها في ذلك الهجوم.