عراقجي إلى موسكو لمناقشة المحادثات مع واشنطن قبل جولة روما

طهران - يستعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لزيارة موسكو هذا الأسبوع لمناقشة مجريات المفاوضات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة التي استضافتها سلطنة عُمان، قبل جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الأميركيين في روما.
وأجرى عراقجي السبت محادثات شارك فيها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط، وهو أعلى تمثيل للجانبين في مثل هذه المفاوضات منذ انهيار الاتفاق النووي المبرم العام 2015.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الإثنين إن عراقجي سيزور موسكو "نهاية الأسبوع"، مضيفا أن الزيارة "مخطط لها مسبقا" وستكون "فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط".
من جانبها نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي عراقجي في موسكو. وقالت ماريا زاخاروفا "ننتظر وصول زملاء إيرانيين، ومن المقرر إجراء محادثات مع سيرغي لافروف واجتماعات مع مسؤولين روس".
ووصفت إيران والولايات المتحدة اللتان لا علاقات ديبلوماسية بينهما منذ العام 1980 مناقشات السبت بأنها "بناءة"، علما أنها جرت بعد أسابيع من توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى التفاوض مع التهديد باللجوء إلى عمل عسكري في حال رفض طهران.
وعبّر مسؤولان إيرانيان لرويترز عن اعتقادهما بأن ترامب سيتبع في أحدث نهج له نمطا من التهديدات التي يتراجع عنها مثلما تناول قضايا غرينلاند وغزة والرسوم الجمركية.
ويعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أن خلفية ترامب التجارية قد تجعله أكثر ميلا لتقبل أي اتفاق إذا تضمن حوافز اقتصادية، مثل إمكانية شراء طائرات أميركية الصنع أو فتح الاقتصاد الإيراني أمام المستثمرين الأميركيين.
وارتفعت قيمة العملة الإيرانية بنسبة 16 بالمئة منذ الإعلان عن المحادثات الإيرانية الأميركية.
وأجرت روسيا، الحليف الوثيق لإيران، والصين مناقشات مع إيران في الأسابيع الأخيرة بشأن برنامجها النووي. ورحبت موسكو بالمحادثات الإيرانية الأميركية، وحثت على إيجاد حل دبلوماسي محذرة من أن المواجهة العسكرية ستكون "كارثة عالمية".
ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية السبت الموافق 19 أبريل في روما، بحسب ما أكّد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.
وقال تاياني، بحسب ما نقلت عنه وكالات إعلام إيطالية "وردنا طلب من الأطراف المعنية التي تؤدّي عمان بينها دور الوسيط وكان ردنا بالإيجاب".
وقال بقائي إن الجولة المقبلة ستكون غير مباشرة كذلك وبوساطة عُمانية، مضيفًا أن المحادثات المباشرة "غير فعالة" و"غير مجدية".
وفي تصريح سابق، قال المتحدث إن الجولة المقبلة ستركز فقط على "المسألة النووية ورفع العقوبات"، وإن إيران "لن تجري أي محادثات مع الجانب الأميركي بشأن أي مسألة أخرى".
ومساء الأحد، أفادت وكالة إرنا بأن نفوذ طهران الإقليمي وقدراتها الصاروخية كانا من بين "خطوطها الحمر" في المحادثات.
وفي العام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من اتفاق 2015 وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران التي ظلت ملتزمة الاتفاق لمدة عام بعدها، قبل أن تبدأ في التراجع عن التزاماتها بموجبه.
وأكد بقائي أن إيران ستستضيف رافايل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الأيام المقبلة، قبل أن تؤكد وكالة إرنا أنه من المقرر أن يصل إلى طهران الأربعاء.
ونقلت الوكالة عن مسؤول بوزارة الخارجية أن غروسي "سيصل إلى طهران مساء الأربعاء ويلتقي بوزير الخارجية الإيراني والمدير العام لمنظمة الطاقة الذرية".
وفي منشور على "إكس" أكد غروسي أن "استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمرٌ ضروري في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية". وكانت آخر زيارة لغروسي إلى إيران في نوفمبر حين أجرى محادثات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.
وفي أحدث تقرير ربع سنوي نشرته في فبراير، قدرت الوكالة أن إيران تمتلك 274.8 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3.67 بالمئة التي حددها اتفاق 2015. وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90 بالمئة المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.
وأشارت الوكالة إلى أن إيران هي البلد الوحيد غير الحائز السلاح النووي الذي يخصّب اليورانيم بهذه المستويات مع الاستمرار في تكديس مخزون كبير من المواد الانشطارية. وتنفي إيران باستمرار أن تكون تسعى لامتلاك السلاح النووي.