عراب صفقة القرن يفشل في تسويقها بالمنطقة

مراقبون يرون أن ما صدر في زيارة كوشنر إلى المغرب عبر عن برودة عربية في التعاطي مع أفكاره.
الاثنين 2019/06/03
زيارته إلى المغرب والأردن وإسرائيل لم تعط نتيجة

واشنطن - لم تفصح الجولة الأخيرة التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمشرف على ما يطلق عليه “صفقة القرن” جاريد كوشنر، إلى المنطقة، عن تقدم يوحي بأن الصفقة باتت جاهزة وأن الإعلان عنها أضحى قريبا وفق ما كانت روجت له أوساط أميركية قريبة من هذا الملف.

وزار كوشنر، برفقة يده اليمنى المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرنيبلات، والممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران بريان هوك، كلا من المغرب والأردن وإسرائيل في الفترة الممتدة من 27 إلى 31 مايو الفارط.

ووفقا لمسؤول في البيت الأبيض، فإن الزيارة كان هدفها الأساسي دعم مؤتمر تحتضنه المنامة في 25 و26 يونيو المقبل والذي من المقرر أن يكشف فيه كوشنر عن الجزء الاقتصادي من خطة السلام المعروفة “بصفقة القرن”.

وتساءل مراقبون حول سبب وجود هوك في عداد الوفد ومدى ارتباط مهامه في الملف الإيراني بالملف المتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولم تستطع المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إعطاء تفسير مقنع حول طبيعة دور هوك في تلك الجولة.

دان شابيرو: أي تنازل ستكون له دينامية سياسية خلال الحملة الانتخابية
دان شابيرو: أي تنازل ستكون له دينامية سياسية خلال الحملة الانتخابية

وتقول مصادر أميركية إنه تم التخطيط لهذه الجولة أملا في توفير حاضنة داخل المنطقة لدعم خطة السلام، على أن يتناسب توقيتها مع حضور كوشنر في مؤتمر بلدربيرغ في مونترو الذي بدأ في 30 مايو، على أن يلتحق بعد ذلك بترامب في زيارته لبريطانيا.

وفيما عزا مراقبون عدم حصول أي تقدم معلن في هذا الصدد إلى تحفظات واضحة من الدول العربية ظهرت بشكل واضح في بيانات قمم مكة الثلاث، الخليجية والعربية والإسلامية، رأى آخرون أن الأزمة السياسية في إسرائيل بعد تعذر تشكيل حكومة جديدة والذهاب نحو انتخابات تشريعية جديدة في سبتمبر المقبل ستقود إلى تجميد خطط كوشنر وصفقته.

ورأى مراقبون أن ما صدر في زيارة الوفد إلى المغرب عبر عن برودة في التعاطي مع أفكار كوشنر وفريقه، خصوصا أن المغرب هو رئيس لجنة القدس ومعني بمصير المدينة التي اعترف ترامب بأنها عاصمة لإسرائيل.

وبدا واضحا عدم تركيز وسائل الإعلام المغربية على الزيارة ولم تفرد لها مساحات واسعة. واقتصرت على خبر حضور كوشنر ورفاقه مأدبة إفطار مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في 28 مايو. وقالت وكالة الأنباء المغربية عقب المحادثات إن النقاش دار “حول تعزيز الاستراتيجية الطويلة الأمد والمتينة والمتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذلك حول التطورات في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط”.

ووفقا لصحيفة جيروزاليم بوست “قام كوشنر وغرينبلات بجولة في الدار البيضاء، حيث زاروا قبر الحاخام حاييم بينتو، وهو من قبائل القرن الثامن عشر الشهيرة. وكان في استقبال الوفد الأميركي أحد أحفاد بينتو، الحاخام ديفيد شانيايابينتو، ويقال إن كوشنر كانت تربطه علاقة معه منذ عدة سنوات، وورد أن عائلة كوشنر دعمت ماليا مركز دراسة تشيفراتو بينتو في بينتو بمانهاتن”.

وانسحبت حالة الفتور التي طبعت زيارة كوشنر إلى المغرب على محطته الثانية في الأردن. ونقل عن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تشديده خلال استقباله كوشنر والوفد المرافق له على “ضرورة تكثيف جميع الجهود لتحقيق سلام شامل ودائم على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل”.وسبق أن أشار مسؤولون أردنيون إلى مخاوف من أن الخطة قد تتخلى عن حل الدولتين وتتحدى وصاية الملك عبدالله الثاني على الأماكن المقدسة في القدس، وإلى قلقهم إزاء الحملة الأميركية لتفكيك الأونروا (الأردن لديه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين المسجلين في الأمم المتحدة). وقد هتف حشد من المتظاهرين تجمعوا أمام السفارة الأميركية خلال زيارة كوشنر للأردن “صفقة القرن لن تمر. تسقط الولايات المتحدة”.

ولم يعلن كل من المغرب أو الأردن عن أي موقف رسمي بشأن المشاركة في مؤتمر البحرين، والذي وفقا لوزارة الخارجية لا يزال مخططا له في 25 و26 يونيو القادم.

وواجهت زيارة الوفد الأميركي إلى إسرائيل واقع الأزمة السياسية هناك. والتقى الوفد بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال رئيسا للوزراء، لكنه يواجه الآن انتخابات مبكرة في 17 سبتمبر بعد فشله في تشكيل حكومة ائتلافية.

صفقة القرن تبدد حلم الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة

وقال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو لصحيفة واشنطن بوست “أعتقد أن خطة ترامب للسلام على الجليد الآن، إلى أجل غير مسمى. لقد فهموا بالفعل أنهم لا يستطيعون طرح خطة سلام خلال الانتخابات الإسرائيلية، لذا فإن المنطق نفسه سينطبق الآن. فأي شيء في الخطة يحتوي على أدنى تلميح للتنازل أو طلب صعب لإسرائيل ستكون له دينامية سياسية خلال الحملة الانتخابية”. وفي مقال رأي في بلومبرغ يسأل حسين إيبش “ما الذي يمكن أن يكون أكثر جدوى من مؤتمر استثمار فلسطيني” دون الفلسطينيين؟.

وترى مصادر دبلوماسية أن موقف العالمين العربي والإسلامي الذي أعيد تأكيده في قمم مكة الأخيرة أظهر موقفا واضحا مدينا لقرار ترامب المتعلق بالقدس ورافضا لأي حل يتجاهل الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وتضيف أن هذا الموقف هو الذي سمعه كوشنر ورفاقه في المغرب والأردن وأن الصفقة غير مؤهلة وقد تؤجل إلى أجل غير مسمى.

2