عدوى فايروسية في الجهاز الهضمي تسبب الانغماد المعوي لدى الأطفال

برلين – أوردت مجلة “بيبي & فاميليه” أن الانغماد أو الانغلاف المعوي “Intussusception” هو حالة مرضية شائعة لدى الأطفال الرضع الأقل من عامين، وهو عبارة عن دخول جزء من الأمعاء في جزء آخر بشكل تلسكوبي، مما يُعيق مرور البراز وإمداد الأمعاء بالدم.

وأضافت المجلة المعنية بالطفل والأسرة أن أسباب حدوث هذه الحالة المرضية غير معلومة على وجه الدقة حتى الآن، ولكن غالبا ما تكون مسبوقة بعدوى فايروسية في الجهاز الهضمي أو المسالك التنفسية، كالتي تُسببها فايروسات (روتا) أو (أدينو) مثلا. وتتمثل أعراض الانغماد أو الانغلاف المعوي في آلام البطن الشديدة المصحوبة بصراخ وتشنجات مع ثني الساقين والتقيؤ والإسهال ونزول الدم والمخاط مع البراز.

وعادة ما يتم علاج الانغلاف المعوي بشكل سريع؛ حيث يمكن إعادة الأمعاء إلى وضعها الأصلي من خلال حقنة شرجية من نوع خاص. وإذا لم يفلح ذلك، فلا بد حينئذ من إجراء عملية جراحية للطفل.

ويحدث الانغماد المعوي غالبا وبشكل أكبر لدى الأطفال بين الفئة العمرية 3 – 36 شهرا، ومع ذلك يمكن أن يصيب أي فئة عمرية أخرى، ويصيب الأطفال بمعدل 1 من كل 1200 طفل وغالبا ما يصيب الذكور خلال فصلي الشتاء والخريف حيث ينشط انتقال الأمراض الفايروسية خلالهما.

ويتم اللجوء إلى الجراحة في حالات وجود مضاعفات والتهابات تمنع استخدام تقنية الهواء عبر فتحة الشرج، وتتم العملية من خلال إحداث شق في منطقة البطن وتصحيح الجزء المنغمد وإرجاعه إلى مكانه، وفي حال وجود تلف في هذا الجزء تتم إزالته ومن ثم ربط جزئي الأمعاء السليمين معا.

وتتمثل الشكوى الأساسية التي يأتي بها مريض الانغماد المعوي في ألم البطن المتقطع خلال فترات متفاوتة من اليوم، فقد تستمر فترات الألم من 10 إلى 15 دقيقة أو أكثر، تتبعها 20 دقيقة بلا ألم. كذلك قد يُصاحب ببعض الأعراض الأخرى، مثل الشعور بالتعب والإعياء، ونوبات من القيء والغثيان، ووجود دم ومخاط في البراز، ووجود علامات الصدمة.

ويختلف الإجراء العلاجي حسب الحالة، ففي بعض الأحيان يكون من السهل القيام بتصحيح الانغماد المعوي عن طريق إعطاء هواء من خلال فتحة الشرج، والذي بدوره يدفع الانغماد ويعيد الأمعاء إلى وضعها الطبيعي، لكن لا يحبذ القيام بهذا الإجراء في حالة وجود التهابات ومضاعفات ناتجة عن الانغماد وفي هذه الحالة يكون الحل الجراحي هو الخيار الأنجع.